وثانياً: نحن بالذنوب والمعاصي نسيء إلى ربنا المنعم الكريم، نقابل إحسانه وهو ولي كل نعمةٍ، وولي كل فضلٍ، {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}[النحل: من الآية 53]، نقابل إحسانه العظيم وإحسانه الكبير، وكل ما بنا من نعمةٍ فمنه، بالإساءة إليه -سبحانه وتعالى- من خلال المعصية له، من خلال مخالفة توجيهاته وتعليماته -سبحانه وتعالى- وهذا أمرٌ سيءٌ بالنسبة للإنسان: أن يقابل نعم الله، وإحسان الله العظيم الكبير، وكرم الله الواسع، أن يقابله بالإساءة، وأن يستخدم نفس النعم التي أنعم بها الله عليه، وما أعطاه الله -سبحانه وتعالى- وما هو من الله -سبحانه وتعالى- يستخدمه بنفسه، يستخدمه بذاته فيما يسيء فيه إلى الله -سبحانه وتعالى- إذا كنت تفترض أنك لن تستخدم أي وسيلة، ولا أي شيء من الله -سبحانه وتعالى- حتى تقول: [أنا لم أستخدم ما هو منه في مخالفته، في الإساءة إليه]، فما هو هذا الشيء؟! هل هناك جارحة من جوارحك، حاسةٌ من حواسك، شيءٌ فيك أنت من قدراتك، من مواهبك، من ملكاتك، ليس من الله، ما هو؟ |لا| لا تملك شيئاً، كله من الله، ما خوَّلك الله فيه في هذه الحياة خارج حدود جوارحك وجسمك ونفسك، ما على هذه الحياة في محيطك كله من الله -سبحانه وتعالى- ولذلك عندما تقابل نعم الله العظيمة، كل نعمةٍ منها نعمة عظيمة جدًّا، لو تتأمل في كل نعمةٍ بمفردها كم هي عظيمة، كم فائدتها لك في هذه الحياة.
نعمة البصر، نعمة البصر من أعظم النعم، نعمة عظيمة جدًّا، كم هي أهميتها لك في كل شؤون حياتك، عندما تستخدم هذه النعمة في معصية الله بالنظر إلى الحرام، عندما تستخدم هذه النعمة وتشغلها في خدمة الباطل، أو فيما فيه فساد... أو غير ذلك.
نعمة السمع كذلك من النعم العظيمة، الجوارح: اليدين، الرجلين، كل هذه الجوارح تعتبر نعماً عظيمة من الله -سبحانه وتعالى-، عندما تستخدمها في معصية الله، اللسان والبيان الذي هو من أعظم النعم التي أنعم بها الله عليك، عندما تستخدمه في معصية الله -سبحانه وتعالى-، ثم ما يمكنك الله منه في هذه الحياة من وسائل وإمكانات فتستخدمها في معصية الله -سبحانه وتعالى-؛ أنت تقابل نعمه هو بالإساءة من خلالها إليه، وهذا أمرٌ شنيعٌ وقبيح.
وأيضاً فيما يتعلق بالمعصية، الإنسان يتعدى، كل المعاصي فيها تعدٍ وفيها اعتداء، يعتدي على الحياة من حوله؛ لأن كل الذنوب وكل المعاصي هي تصرفٌ ضار، وله آثار سيئة في هذه الحياة، فكلها تعدٍ، وكلها اعتداء.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية السابعة 1441هـ.