مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

علي عبدالمغني
لا شك أن وراء مراوغة النظام السعوديّ في المِلف اليمني قرارًا أمريكيًّا–صهيونيًّا–سعوديًّا للضغط على بيئة محور الجهاد والمقاومة، وحِرمانها من التعافي تمهيدًا للجَولة القادمة.

وهذا واضحٌ في لبنان وغزة، من خلالِ ربطِ إعادة الإعمار ورفع الحصار عنهما بتسليم سلاح حزب الله وحركة حماس.

إن هذه الاستراتيجيةَ الجديدةَ للأمريكيين والصهاينة قد تنجح لبعض الوقت في لبنان وغزة؛ نتيجةَ ظروف داخلية خَاصَّة بكلٍّ منهما، لكنها بالتأكيد لن تنجَحَ في اليمن لعواملَ كثيرة.

ندعو النظامَ السعوديّ المجرمَ إلى قراءتها جيِّدًا، وعدم المراهَنة على الأمريكان والصهاينة؛ فهو وحدَه من سيدفع الثمن، وسيكون الثمن هذه المرة باهظًا.

ومن باب التذكير، نقول للنظام السعوديّ: ما عجزت عنه أمريكا وكَيان الاحتلال الصهيوني في اليمن، فلن تتمكّن أنت من تحقيقه.

ومن هزم الأساطيل والبوارج الأمريكية والغربية في البحر الأحمر، فلن تعجزه هيئة الترفيه في الرياض وجِدَّته.

ومن أغلق الموانئ والمطارات في يافا وحيفا وأم الرشراش، فلن تصعب عليه حقول النفط والغاز في تبوك والدمام وأم الصبيان.

ومن أقفل البحر الأحمر في وجه سفن العالم، فلن يرحم شركة "أرامكو" ومشروع "نيوم".

ومن واجه القوات الأمريكية والصهيونية في المنطقة، فلن يرهبه جيش الكبسة والمرتزِقة.

ومن قاتَلَ عامين كاملين من على بعد ألفَي كيلومتر لإيقاف العدوان والحصار عن غزة ولبنان، فهو مستعد لأن يقاتل عقدين، بل قرنين من الزمان، لإيقاف العدوان والحصار عن نفسه.

ومن تصدى للطائرات والمدرعات عشر سنوات بالبندقية والـRPG، فلن يتردّد وقد بات يمتلك الصواريخ الباليستية والفرط صوتية والأنشطارية والمسيرات المتطورة.

اليوم، لن يجد النظام السعوديّ -بعد خيانته لفلسطين وتآمره على لبنان وسوريا والسودان- من يحزن عليه أَو يتحالف معه.

موازين القوى تغيّرت، والتحالفات في المنطقة تبدّلت، ولم تعد كما كانت عليه قبل عشر سنوات، بحسب التقارير والدراسات الإقليمية والدولية.

اليوم، لم يعد الشعب اليمني "ميليشيات"، كما كانت تسميه قناة الجزيرة والعربية، بل صار سيد المنطقة بشهادة القنوات والوكالات الشرقية والغربية.

اليمن اليوم لم يعد مفعولًا به منصوبًا على يد العملاء والخونة، بل صار فاعلًا إقليميًّا ودوليًّا، مرفوعًا بالصرخة، وعلامة رفعه الأحرار والشرفاء في المنطقة.

الشيطان الأكبر انسحب من مواجهة اليمن في البحر، قائلًا للكيان الصهيوني: «إني أرى ما لا ترون، إني أخاف الله رب العالمين».

أما النظام السعوديّ، فلا يزال يردّد دعوة أسلافه: «اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، أَو ائتنا بعذاب أليم».

لا شك أن الله قد استجاب دعوته، فأعمى بصره وبصيرته، وختم على قلبه وسَمعه، لذلك لن يؤمن حتى يرى العذاب الأليم.

فقد أعد له الشعب اليمني وقواته المسلحة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

يعتقد النظام السعوديّ أن مطالبتنا بالعودة إلى المفاوضات ودفع التعويضات وجبر الضرر الذي أحدثه في اليمن دليل ضعف ورهبة، وأن بإمْكَانه المماطلة والمراوغة إلى ما لا نهاية.

والحقيقة أن اليمن يقيم عليه الحجّـة، ويُلَفّ الحبل حول عنقه؛ فإذا ما أخذته، فلن تُفلته.

وكذلك أخذ ربك إذَا أخذ القرى وهي ظالمة؛ إن أخذه أليمٌ شديد.

سنة الله في الذين خلوا من قبل، ولن تجد لسنة الله تبديلًا.

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون.

«رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ، وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ».

«رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا، وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ».


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر