مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يقول الله -جلَّ شأنه- أيضاً في توجيهات مهمة في التصرفات المالية والمادية: {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً}، عندما أتى التحذير من التبذير، وتحذير شديد جدًّا: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}، البعض قد يستغل هذا النهي للتقتير، يعني: للبخل، للإمساك. |لا| ليس المطلوب أن يكون الإنسان مبذراً، ولا أن يكون الإنسان أيضاً بخيلاً، أن يصل في إمساكه إلى درجة البخل.

 

{وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ}: وكأنك مقيَّد اليد إلى الرقبة، لا تستطيع التصرف، لا تمد يدك بالخير، البخل صفة مذمومة جدًّا، ومتنافية مع الإيمان، المؤمن غير بخيل هذا أولاً، ومنشأ البخل: هو ضعف الثقة بالله -سبحانه وتعالى-، البخيل غير واثقٍ من الله بالخلف، الله يقول: {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: من الآية39]، البخيل يعيش أزمة ثقة بالله، ويعيش حالة سوء الظن بالله، يسيء ظنه بالله -سبحانه وتعالى-، وليس عنده أمل في أن يعوِّضه الله، وأن يخلف عليه، وأن يبارك له، حتى الوعود في القرآن الكريم: الوعود على الإنفاق، والوعود في مقابل الصدقة، الوعود في مقابل الإنفاق في سبيل الله، الوعود في مقابل فعل الخير، كل هذه الوعود لا يثق بها البخيل، لم يصدق وعد الله -سبحانه تعالى-، فعنده مشكلة في إيمانه، وأزمة في ثقته بالله -سبحانه وتعالى-.

 

أيضاً على المستوى النفسي: البخيل دنيء النفس، ولهذا هو لا يمتلك الكرامة النفسية التي تؤهله للعطاء، وللتعاطف مع الآخرين، وللاهتمام بالقضايا المهمة، العطاء على المستوى الإنساني للفقير والمحتاج والبائس، وعلى مستوى القضايا المهمة للأمة، القضايا التي ترتبط بها مسؤوليات مهمة، كالإنفاق في سبيل الله دفاعاً عن الأمة في مواجهة أعدائها، فالبخيل لديه كل هذه المشاكل الأخلاقية والإنسانية والنفسية، والبخل ورد عليه وعيدٌ شديدٌ في القرآن الكريم، وذمٌ كبيرٌ للذين يبخلون، في سورة الحديد، في سورة آل عمران، في سورة النساء… في سور متعددة وآيات كثيرة، من ضمنها قول الله -سبحانه وتعالى-: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [آل عمران: الآية180]، (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ): لا يفرحوا بذلك، وفي حسبانهم وتقديرهم أن هذا هو خيرٌ لهم، يرى أنه يجمع المبالغ المالية، ويرى أنه بصفته أو بما يتوهمه هو يحافظ على ممتلكاته تلك لا يخرج منها شيئاً، ويتصور أن في ذلك الخير له. |لا| (بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ذلك الذي بخلت به لم تخرج منه الزكاة، بخلت به لم تنفق منه في سبيل الله، بخلت به لم تنفق منه صدقةً للفقراء والمساكين، لم تصل به الأرحام، لم تؤد ما أمرك الله أن تؤديه؛ ستطوق به، سيكون عذاباً عليك يوم القيامة، فأنت تجمع لك العذاب، البخيل يجمع لنفسه العذاب، وما بخل به على مستوى الزكاة، أو على مستوى الإنفاق في سبيل الله، أو مستوى الصدقات للمحتاجين والبائسين، سيمثِّل مشكلةً له يوم القيامة، هذه قضية خطيرة على الإنسان إذا كان يجمع لنفسه عذاباً، وأنه سيكون طوقاً يلتف حول عنقه يوم القيامة وعذاباً عليه، سواءً بالمعنى المجازي، أو المعنى الحقيقي، القضية خطيرة على الإنسان، المحصِّلة أنه عذاب، أنه سيكون عذاباً عليه، قضية خطيرة.

 

وفي الحديث عن رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله-: (السَّخَاءُ شَجَرَةٌ أَصْلُهَا فِي الجَنَّةِ وَأَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا، فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْهَا قَادَهُ ذَلِكَ الْغُصْنُ إِلَى الجَنَّةِ، وَالبُخْلُ شَجَرَةٌ نَابِتَةٌ فِي النَّارِ وَأَغْصَانُهَا فِي الدُّنْيَا، فَمَنْ أَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْهَا قَادَهُ ذَلِكَ الغُصْنُ إِلَى النَّارِ)، فالبخل كفيلٌ بأن يوصلك إلى جهنم، البخل مركبة أسرع من المركبة الفضائية توصلك إلى جهنم والعياذ بالله، قضية خطيرة جدًّا، فليس المطلوب أن تكون بخيلاً. |لا| هذا مذمومٌ جدًّا، أن يكون الإنسان بخيلاً لا ينفق، قد يكون الإنسان حتى بخيلاً على مستوى الحقوق، مثل الزكاة، مثل الإنفاق في سبيل الله… الالتزامات المالية الأخرى، وقد يكون البعض أيضاً بخيلاً على نفسه وعلى أسرته، يقتر عليهم بشكلٍ زائد، حتى تصاب بعض الأسر بسوء التغذية، والأب قادر على أن يوفر يعني بالقدر الممكن، بالقدر المتاح، ولكنه بخيل بشكل زائد، عرفنا حتى في حياتنا البعض من الناس الذين يعيشون هذه الطبيعة فترى أولاده بملابسهم الممزقة والمرقعة، يجلس الواحد منهم يمتلك ثوباً واحد لسنوات، والأب ثري لديه دخل جيد، وتراهم يعيشون حالة البؤس والحرمان في كل حياتهم، وهو هناك مشغول يجمع الفلوس، ويجمع المزيد والمزيد ولا يلتفت إليهم.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

قواعد أساسية

لبناء نظام اقتصادي وتصحيح الرؤية للجانب المادي

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الحادية عشر

مايو 20, 2019م

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر