والأولوية الثالثة: هي السعي لتصحيح وضع مؤسسات الدولة، وضع مؤسسات الدولة وضع موزرٍ ومؤسف، والتركة فيه هي تركة الماضي، يعني: ليس وضعاً جديداً، هو نتاج لمراحل طويلة أثَّرت عليه حتى وصل إلى ما وصل إليه، وفي ظل وضعٍ صعب، في ظل وضع حصارٍ شديد خانق، وتعقيدات في الوضع الداخلي متعددة ومتنوعة، ولذلك البعض من الناس يستعجلون، يتصور أنَّ بالإمكان إصلاح كل شيء دفعة واحدة، وتحويل كل مؤسسات الدولة بكل منتسبيها وموظفيها إلى وضعٍ صحيح، وواقعٍ صحيح، وأداءٍ سليم في لحظةٍ واحدة، أو في وقتٍ وجيزٍ جداً، ويتجاهل البعض أيضاً الحالة القائمة من الحصار الشديد، مثلاً: البعض يرفع السقف للطلبات وما يفترضه، وما يفترضه، ويتجاهل أن معظم هذا الوطن- وبالذات المناطق التي فيها الثروات والمنشآت النفطية والغازية- تحت الاحتلال، ومنهوبة وبشكلٍ كبير، كل عائدات النفط والغاز هي منهوبة، في الماضي كانت تصرف المرتبات من عائدات النفط والغاز، كل عائدات النفط والغاز هي منهوبة الآن، ينهبها تحالف العدوان، يسرقها اللصوص والمحتلون، جزءٌ منها يسير يأكله الخونة، خونة أبناء هذا الوطن، الذين وقفوا في صف المعتدي الأجنبي، في صف تحالف العدوان، والباقي يذهب إلى البنوك، إلى البنك الأهلي السعودي وغيره مما هو في إطار سيطرة الأعداء.
الموارد التي تؤخذ، الإيرادات التي تنهب، هي ما كان يمكن أن يستفاد منه بشكلٍ كبير في الاهتمام بالمرتبات، في توفير احتياجات ضرورية وأساسية لهذا الشعب، في تمويل المجالات الأساسية على المستوى الخدمي؛ ولذلك مسألة العمل على إيجاد بدائل حتى تحرير تلك المنشآت ليس أمراً بسيطاً، يمكن حله في مرحلة وجيزة مع الحصار الشديد الخانق، هذا يحتاج إلى جهد، إلى برامج عمل، إلى تحريك عملية الإنتاج في مجالات وقطاعات وموارد، حتى نعود إلى مستوى جيد، وحتى نتمكن- بإذن الله “سبحانه وتعالى”- من استعادة ذلك الحق الذي هو حقٌ للشعب اليمني بشكلٍ عام، وهو حقٌ منهوب، وحقٌ يسيطر عليه الأعداء ويسرقونه وينهبونه، فالسعي لتصحيح وضع مؤسسات الدولة هو مسؤولية نحن نسعى لها، ونعمل على أساسها، هو من أولوياتنا، من واجباتنا، ولكنه يحتاج إلى جهد، يحتاج إلى اهتمام، يحتاج إلى برامج، يحتاج إلى أنشطة، يحتاج إلى تصحيح في مجالات كبيرة جداً، له تعقيداته، له مشاكله، ولذلك فهو يظل أولوية، ولكن ليس وفق ما يتصوره البعض، ممن قد يتصور المسألة في نطاق محدود، أو يضع لها في مجملها وفي كل تفاصيلها وقتاً صغيراً يتوقع فيه إصلاح كل شيء،
وينسى الواقع في نفس الوقت بكل ما فيه من تعقيدات وظروف، فستظل من أولوياتنا التي نعمل لإصلاحها بشكلٍ كبير إن شاء الله، ونعطيها جزءاً كبيراً من اهتمامنا.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاه السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد1444هـ