الدور المؤمل لأبناء شعبنا العزيز في إطار هذه العناوين القرآنية في آخر الزمن، هو دورٌ عظيمٌ وَمُشَرِّف، قال عنه الله "سبحانه وتعالى": {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، وتلك المبادئ والقيم هي ثوابت، يبنى عليها البرنامج الإيماني، وهي أيضاً معايير للإيمان الصادق الواعي، والمسيرة الثابتة للانتماء للحق بصدقٍ وإخلاص، والمسؤولية كبيرة على شعبنا العزيز في انتمائه الإيماني، عندما قال رسول الله "صلوات الله عليه وعلى آله": ((الإيمان يمان))، هذا وسام شرفٍ كبير وفضل عظيم، ولكن هناك مسؤولية في الحفاظ على هذا الإيمان، في ترسيخه، في تجسيد قِيَّمِه، في تربية الجيل الناشئ عليه؛ ليرث الأبناء هذا الشرف العظيم، وليتربوا على هذه الأصالة الإيمانية.
وهذا الانتماء إلى الإيمان بمميزاته وبجذوره:
- جذوره التحررية؛ لأنَّ الإيمان يحررنا عن العبودية لغير الله "سبحانه وتعالى"، وهذا أول وأعظم وأكبر مبادئ الإيمان: أنه يحررنا من العبودية لغير الله "سبحانه وتعالى"، فلا نكون عبيداً إلِّا لله، وهو أيضاً يحررنا من التبعية لأعدائنا، فنتحرك بأصالة في انتمائنا للإيمان، أصالة الفكر، أصالة الهدى الإلهي، أصالة القيم، الأخلاق، المواقف، بعيداً عن التبعية للأعداء.
- والجذور الأخلاقية؛ لأنّه دين الأخلاق، والقيم، والكرامة، والعفة، والصلاح، والزكاء، وغير ذلك.
- ثم الجذور الحضارية، في بناء الحياة على أساسٍ من هدى الله "سبحانه وتعالى" وتعليماته.
ثم في إطار الانتماء الإيماني على مستوى الموقف الإيماني، التمسُّك به، الثبات عليه، والأمة- كما قلنا- تواجه اختباراً كبيراً في هذا العصر، ويأتي الاختبار في إطار أيضاً الأحداث الكبيرة، والتحديات والمخاطر التي تواجه الأمة من جهة أعدائها، وفي المقدمة اللوبي الصهيوني اليهودي، الذي هو العدو الرئيسي لأمتنا الإسلامية، كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ}[المائدة: من الآية82]، اليهود في الدرجة الأولى، ويأتي بعد ذلك: {وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة ذكرى جمعة رجب1445هـ