أيضاً جانب آخر، من جانب الغزو والهجمة علينا التي تستهدفنا في هويتنا: السعي بكل جهد إلى كسر الإرادة، وضرب الروح المعنوية لهذا البلد، يعني شغل كبير جبهة كبيرة جدًّا، تشتغل بالإرجاف والتهويل والتخويف، والإرعاب للناس والإرهاب لهم، وزرع حالة اليأس، والتحطيم النفسي والمعنوي لدفع الناس إلى الاستسلام على أساس اليأس، أنه ليس باستطاعتنا أن نصمد، وليس باستطاعتنا أن نواجه، وما أمامنا من خيار إلا أن نستسلم، وما أمامنا من خيار إلا أن نسلم أنفسنا وأمرنا وبلدنا وثروتنا وكل شيء لعدونا ونترك له كل شيء.
من الوسائل النفاقية للعملاء في الداخل
هناك شغل كبير، شغل إعلامي وشغل اجتماعي وشغل سياسي، وله أساليب مباشرة وأساليب غير مباشرة، هناك شغل كبير جدًّا في واقعنا الداخلي، ويظهر بوضوح في وسائل الإعلام، ويظهر- أحيانا- في مقايل القات وفي التجمعات والمناسبات.
ولكن حينما يكون هناك وعي ما الذي يريده العدو من وراء كل هذا، حينما يستهدفنا في هويتنا بنموذجه التكفيري والقاعدي والداعشي، حينما يستهدفنا في هويتنا بنشاطه لإفساد الأخلاق ولإيقاع الناس في الرذيلة والجريمة، ونشر المخدرات وغير ذلك، حينما يستهدفنا بهذا الأسلوب الإرجافي والتهويلي، وأسلوب الإرعاب والإرهاب والتخويف إلى غير ذلك، حينما يعمل على النيل منا.
في روحنا المعنوية، حينما يعمل على إلهائنا عنه، وعمّا يفعله بنا، وعن مؤامراته ومخططاته، وهو يُشَغِل بعض أبواقه في الداخل، التي تبقى دائماً تصيح وتصيح وتصيح بأعلى أصواتها كأبواق لصالح الأعداء، بقضايا أخرى، وكأنه ليس لهذا البلد من هموم ولا مشاكل إلا بعض المشاكل الداخلية والقضايا الداخلية، فيبقى أولئك يصرخون [على طول وعلى طول وعلى طول] بتلك القضايا، في محاولة منهم لإلهاء هذا الشعب عما هو أكبر وأخطر وأهم بكثير بكثير، عما يشكل تهديداً وجودياً ومصيرياً، على وجودنا ككيان حر، وكبلد مستقل، وكشعب مسلم حافظ على هويته وعلى قيمه وعلى مبادئه وعلى أخلاقه.
يبقى البعض يصرخ في منابر إعلامية وفي منابر المساجد وفي المناسبات والتجمعات الشعبية، ويصيحون بشكل وكأن أبرز قضية أو أهم قضية هي تلك القضية أو تلك، هموم داخلية أو شئون داخلية.
لا بأس أن يكون هناك اهتمام بأي شأن داخلي، ولكن ليس بأسلوب يحاول أن يُنسي هذا الشعب ما هو أكبر وما هو أهم، وأن يطغى على القضايا الرئيسة والمصيرية لهذا الشعب، ولا بأسلوبٍ يهدف إلى إضعاف الجبهة الداخلية، ولا بأسلوبٍ يهدف إلى إلهاء الناس عن القضايا المصيرية والرئيسة، هو حينئذٍ أسلوب نفاقي، أسلوب نفاقي يرفع عناوين أو قضايا، إما مشاكل أو خلافات داخلية، وإما مشاكل واقعية، ولكن هي في مستواها وفي حجمها، يمكن التعاطي معها بروح مسؤولة، وليس بروح منافقة، وليس بأسلوب نفاقي وليس بأسلوب عدائي وليس بأسلوب يخدم العدو بشكل واضح ومفضوح.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة جمعة رجب 1438هـ / 5/ يوليو, 2019م