مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

من أهم حالات غياب التقوى، ضعف الإيمان. ضعف الإيمان بالله وضعف الإيمان باليوم الآخر، وهذا أكبر سبب، أكبر سبب، كلما قل الخوف من الله سبحانه وتعالى، ولم يعد لدى الإنسان استشعار للمسئولية ينفلت في حياته، ويتعاطى بلا مسئولية، بلا أخلاق، بلا ضمير، بكل تهاون، بلا مبالاة، فيصبح أسيراً لهوى نفسه ورغبات نفسه، ومتَّبعاً لهوى نفسه، والبديل عن حالة التقوى هو إتباع الهوى، إتباع الهوى، هوى النفس، ميولها، رغباتها، وطبقاً لحالاتها، طبقاً للحالة النفسية. إتباع هوى النفس ورغباتها وميولها في حالة الرضى، إتباع هوى النفس وميولها ورغباتها في حالة الطمع، إتباع هوى النفس ورغباتها وميولها في حالة الخوف، إتباع هوى النفس ورغباتها وميولها في حالة الشهوة، وهكذا إتباع هوى النفس وميولها وفق الحالات التي يعيشها الإنسان، وهذه حالة خطيرة جداً.

النفس أمارةٌ بالسوء، وإذا أصبح الإنسان هكذا أسيراً لميول نفسه، ورغبات نفسه بعيداً عن أي مبادئ وقيم واستشعار للمسئولية، واستشعار لعبوديته أنه عبدٌ لله سبحانه وتعالى، من الخطر عليه أن يخرج عن إطار عبوديته إلى حالة الإباق والعصيان والتمرد على الله سبحانه وتعالى.

 

نجد في القرآن الكريم التحذير .. التحذير من حالة الهوى، من هوى النفس وما يمثله إتباع هوى النفس من نتائج سيئة وانحراف عن طريق الحق، تحذير حتى للأنبياء، ورد في القرآن الكريم أن الله خاطب نبيه داوود (عليه السلام) وهو في مقام النبوة قائلاً له: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}(ص:26) يحذِّر نبيه وهو في مقام النبوة، ويقول له: جعلنا لك مسئولية كبيرة {إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى} فحالة إتباع الهوى يترتب عليها ضلال وانحراف فيضلك عن سبيل الله.

 

نجد أثر هذه الحالة حتى على من لديه علم أو لديه مقام علمي وديني، المسألة خطرة عليه، وورد في القرآن الكريم {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ}(الأعراف:175ـ176) إنسان جعل الله له مقاماً علمياً ودينياً {آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا} ولكنه لضلاله وانحرافه بسبب أنه {أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} واتبع هواه. يقول الله سبحانه وتعالى {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ}(الأنعام:119) حالة هوى النفس حالة خطيرة جداً، وهي حالة تؤثر سلباً على أي إنسان في أي مقام، في أي موقع، في أي مجال وفي أي ميدان من مجالات وميادين الحياة والمسئولية، تؤثر سلباً وأثراً سيئاً في واقع الحياة، وبقدر ما يكون هناك من آثار ونتائج سلبية نتيجة الابتعاد عن التقوى كلما عظم الذنب ندرك فعلاً الأهمية الكبيرة للتقوى وتعظم المسئولية بالتقوى.

 

لذلك أيها الإخوة الأعزاء نأمل أن نتفهم جميعاً أهمية هذا الشهر الكريم في تحقيق التقوى، وما يترتب على تحقيق التقوى في أنفسنا من آثار ونتائج في واقعنا، في أعمالنا، في سلوكنا، في مواقفنا، في تصرفاتنا، في أفعالنا، في أقوالنا، ثم في واقع حياتنا. لندرك التلازم بين تحقق التقوى وبين النتائج العظيمة والإيجابية في واقع الحياة.

والتقوى ـ كما قلنا في بداية الكلام ـ ليست حالةً نفسيةً مخزونةً في داخل جوانح الإنسان ومشاعره لا أثر لها في الواقع، وليست مجرد شكليات لها حدودها الصغيرة والمقزمة. لا. التقوى لها أثرها في الواقع. ونأمل من شهر رمضان بصيامه وقيامه أن يحقق الأثر الطيب والعظيم في واقع حياتنا جميعاً كأمةٍ مسلمة.

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم جميعاً، أن يتقبل منا الصيام والقيام وصالح الأعمال.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بعنوان (التقوى)
القاها بتاريخ: 2/ رمضان/1434هـ

اليمن - صعدة .

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر