الهجمة الأمريكية التي اتجهت بشكلٍ غير مسبوق ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كان لها أهداف تمثِّل خطورةً بالغةً على أمتنا الإسلامية، والكثير من أبناء أمتنا غافلٌ عن حقيقة هذه الأهداف، وكان يُصَدِّق العناوين والتبريرات الأمريكية التي تتحرك من خلالها أمريكا وإسرائيل في الساحة، فيرى في تلك الأحداث أحداثاً عابرة وجزئية ومحدودة ولأهدافٍ محدودة، مثلاً: عندما كان العنوان الهجوم على أفغانستان، البعض كان يرى أن المسألة لا تتجاوز هذا العنوان، ثم حينما أتى عنوان الهجوم على العراق، البعض- كذلك- رأى أن المسألة لا تتعدى العراق، بينما الأهداف الحقيقية التي صُنِعت من خلالها أحداث الحادي عشر من سبتمبر هي استهداف أمتنا بشكلٍ كامل، والسيطرة التامة على منطقتنا الإسلامية، وفي المقدمة منها المنطقة العربية بشكلٍ تام، والسيطرة على أبناء الأمة بشكلٍ كاملٍ أيضاً، والاستراتيجية التي اعتمدت عليها أمريكا و إسرائيل في هذه الهجمة هي: الهجمة التي يترافق معها تكبيلٌ لهذه الأمة عن أي تحرك مضاد، والهدف أن تتم عملية السيطرة على الأمة، وعلى أرضها، وعلى مقدراتها، وعلى بشرها وحجرها وشجرها وكل مقدراتها بأقل كلفة، ومن دون تبعات كبيرة، ومن دون كلفة كبيرة.
فكان هناك سعي كبير جدًّا، وسياسات وأساليب خطيرة وخبيثة وشيطانية يتم من خلالها استغلال الأمة، وتوظيف كل مقدرات الأمة فيما يساعد على تحقيق هذه الأهداف، وفي السعي لتحقيق هذا الهدف الكبير: السيطرة التامة والكاملة على هذه المنطقة وعلى شعوبها وعلى مقدراتها، استخدمت أساليب شيطانية ومؤثرة، سيما أن الحالة السائدة في أوساط الأمة مساعدة على نجاح تلك الأهداف، في مقدمتها التركيز على اختراق الأمة من الداخل؛ بغية الاستغلال لهذه الأمة بنفسها في ضرب نفسها، وبغية التسهيل بشكلٍ كبير لهذه الهجمة لتتمكن من دون عوائق كبيرة، من دون مطبات كبيرة إلى الوصول إلى كل أهدافها.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيد / عبد الملك بدرالدين الحوثي / بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد/ 1439 هـ الموافق 2018 - 4 -13- م.