الاحتفال بهذه المناسبة له أهمية من جوانب كثيرة، واليوم هو يوم عظيم في الإسلام، يوم له شأن كبير، ليس هناك ما يمكن أن يقدم لنا، ويبين لنا، ويكشف لنا عن مستوى أهمية هذا اليوم، وعظمة هذا اليوم، وجلالة قدر هذا اليوم في الإسلام، مثل قوله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- في كتابه الكريم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة:3]، هذه الآية الكريمة، هذا النص القرآني العظيم، كان في يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة، في المناسبة نفسها، في الحادثة نفسها، يوم البلاغ التاريخي العظيم، الذي بلّغه الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- على رؤوس الأشهاد في الأمة الإسلامية، ليبقى بلاغاً تتناقله الأجيال إلى قيام الساعة.
هذا اليوم له هذه العظمة، له هذه الأهمية، له هذه المكانة، له هذه القيمة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة:3]، في الميزان الديني، في الاعتبار الديني، في القيمة الدينية، وهي الأساس بالنسبة لنا كمسلمين؛ باعتبار هويتنا الإسلامية، بهذا الاعتبار، بهذا الميزان، من هذا المنظور، لهذا اليوم هذه الأهمية الكبيرة (يومٌ أكمل الله فيه الدين) بكل ما لهذا من أهمية كبيرة جدًّا، ويمكن للكلام أن يطول جدًّا حول هذه النقطة بالذات، لو اتسع الإنسان، لكن مثل هذا الكلام لا تتسع له محاضرة، أو كلمة، أو ما يلقى في فعالية أو مناسبة. مثل هذا يقدم في دروس، في محاضرات.
يوم أكمل الله فيه الدين، وأتم فيه النعمة، وارتضى لنا فيه الإسلام ديناً؛ بعد أن أكمله وأتمه بكمال الدين، وبتمام النعمة نحتفل في هذه الذكرى، نبتهج بهذه الذكرى، وحقٌ لأمة تعي قيمة الدين، قيمة الإسلام، عظمة النعمة الإلهية للهدى والإسلام، بما فيه من مبادئ، بما فيه من قيم، بما فيه من نهج قويم تصلحُ به حياة البشرية، إن تمسكت به، إن سارت عليه، إن التزمت به؛ يبني واقعها على نحوٍ فريدٍ ومتميزٍ، يكفل لها العزة والخير والسعادة والفلاح في الدنيا، والفوز والنجاة يوم القيامة.
فلذلك يحق ليومٍ له هذا الشأن، له هذه الأهمية، له هذه القيمة (يوم إكمال الدين، يوم تمام النعمة) أن نبتهج به، أن نشكر الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- ونعترف له بعظيم النعمة والمنّة؛ حتى لا نكون من الجاحدين، من الكافرين بنعمه، من المتجاهلين لفضله، من الذين لا يلتفتون إلى ما قدمه لنا، وأنعم به علينا، وأتاح لنا في هذه الحياة، في هذا الوجود، بما يكفل لنا، إن نحن تفاعلنا وأقبلنا وارتبطنا وانسجمنا وتفاعلنا كما ينبغي؛ يكفل لنا الخير كل الخير، والفوز كل الفوز، والفلاح كل الفلاح.
شعبنا اليمنيُ، هذه المناسبة بالنسبة له ليست دخيلة، وليست طارئة، وليست بدعة، بل مناسبة اعتاد عبر الأجيال وتناقل عبر الأجيال الاحتفاء بها؛ كما قلنا لأصالته الإيمانية: يمن الإيمان (الإيمان يمان)، هذا من الإيمان، هذا جانب من جوانب إيمانه.
ثم الاحتفال بهذه الذكرى له أهمية كبيرة جدًّا؛ لأنه عملية توثيقية وتبليغية: عملية توثيقية تتناقلها الأجيال لذلك البلاغ العظيم المهم، فهو عملية توثيق ومحافظة؛ حتى يبقى هذا البلاغ متنقلاً من جيلٍ إلى جيل، وتتوارث الأجيال نقله وإيصاله، فيبقى صوت النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- يبقى بلاغه ونداؤه وإقامته الحجة لله على عباده، يبقى متناقلاً بين الأمة، بين المؤمنين، من جيل إلى جيل، يرثه الصغار من الكبار… وهكذا. عملية توثيقية مهمة، وأسلوبٌ عظيم في الحفاظ على نصٍ من أهم النصوص الإسلامية، من أهم النصوص النبوية، من أهم المبادئ الإسلامية، ونص يلقى محاربة شرسة وحقداً كبيراً وانزعاجاً شديداً من قوى أخرى، نتحدث عن هذا أثناء حديثنا إن شاء الله.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة يوم الولاية 1438هـ
ثقافة الغدير ومعنى الولاية.