تعتبر هذه الأستراتيجية هوية لسلوك الأنسان المؤمن وخطوط رئيسية تؤطر سلوكه العملي في الحياة مهما كان الدور الذي يقوم به ،فمن الضروري أن يسلك الانسان المؤمن سلوكا يميزه عن الآخرين ليدلل عبر سلوكه المتميز أصالة عقيدته وتميزها على غيرها من العقائد والثقافات 

والتذكير بأن الله هو صاحب القدرة المطلقة في الكون وانه سبحانه الواهب والمعطي والمهيمن والمحي والمميت لهي من بديهيات المعرفة الأيمانية فلايستقيم إيمان الفرد وسلوكه من دونها

فعليه يجب استحضار هذه الحقائق في كل ممارستنا الحياتية وانزالها على ارض الواقع وبخاصة ونحن نقوم بأدوارنا الجهادية في مختلف الميادين و الإيمان بأن الله تعالى تكفل بنصرة المؤمن (ان الله يدافع عن الذين ءامنوا ) فلهذا يجب اصلاح العلاقة مابيننا وبين الله 

قال الأمام علي عليه السلام (من أصلح مابينه وبين الله ،اصلح الله مابينه وبين الناس ،ومن اصلح امر آخرته اصلح الله له أمر دنياه ،ومن كان له من نفسه واعظ كان عليه من الله حافظ )

ففي كلام الإمام علي عليه السلام تحذير من إهمال قضايا الدين والأمه والأهتمام بقضايا الدنيا فأن مثل هذا السلوك يكشف عن ضعف الثقة بالله تعالى ،ولاريب أن العاقبة في مثل هكذا سلوك وخيمة على الصعيدين الدنيوي والآخروي 

يقول الأمام علي عليه السلام (لايترك الناس شيئا من أمر دينهم لإستصلاح دنياهم الأ فتح الله عليهم ماهو أضر منه )

فلهذا يعني ان إستراتيجية القرب من الله والتفاعل معه والشعور بحضوره في كل تحركاتنا ،وأن يده سبحانه وتعالى فوق أيدي الجميع ،وان مكره فوق مكر الماكرين ،وأن امره لايرد ، يجعل علاقتنا معه سبحانه وتعالى بمنتهى الوعي العبادي ،وفي غاية التسامي والتفاعل من أجل الظفر برضاه والتنعم برعايته وتأييده وتسديده ورشاده ونصره 

فهو سبحانه لاينسى من ذكره ولايخذل من تعلق به ....

ــــــــــــــ 

بقلم / سحر الزهيري