مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عندما فشلوا في الدعايات، وفشلوا في المساومات، اتجهوا أيضاً إلى وسيلة الضغط والاستهداف، حاولوا أن يعذِّبوا كل الذين يؤمنون به ممن ليس لهم حماية اجتماعية من خلال قبائلهم، وحاولوا أن يلاحقوا البعض منهم بالتعذيب، ثم تآمروا على النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- لاستهدافه بشكلٍ مباشر، وعندما توفي أبو طالب ازدادت هذه المؤامرات وهذه الأخطار على حياته -صلوات الله عليه وعلى آله- في الوقت الذي كان الله يهيِّئ له الهجرة، ويهيِّئ له مجتمعاً بديلاً عن ذلك المجتمع؛ ليكون مجتمعاً حاضناً وحاملاً للمشروع الإلهي، وللرسالة الإلهية، ولراية الإسلام، كما ذكرنا بالأمس التقى النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- ضمن نشاطه الذي كان يقوم به في موسم الحج ويلتقي من خلاله بالقبائل، يعرض عليها الإسلام، ويعرض عليها هذا المشروع الإلهي العظيم، فالتقى بمجموعةٍ من الخزرج من المدينة، عرض عليهم الإسلام؛ أسلموا وآمنوا وقبلوا، ثم في الموسم الثاني أتت مجموعة أكبر، وكانت فيها بيعة العقبة الأولى، في الموسم الثالث أتت مجموعة أكبر كذلك، وكانت بيعة العقبة الثانية، والتي هي كانت قريبة من وقت الهجرة.

 

بدأ النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- يدفع بأصحابه للخروج من مكة والالتحاق بالمدينة، الكثير منهم ممن قد يتعرَّضون للخطر فيما لو هاجر قبلهم، قدَّمهم قبله ليهاجروا إلى المدينة، ثم تحرَّك المشركون – وقد أحسوا بالخطورة- وعقدوا مؤتمراً يتدارسون فيه الموقف الحاسم والنهائي ضد رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- اجتمعوا في دار الندوة التي يجتمعون فيها ليناقشوا كل المواضيع المهمة المتعلِّقة بهم، وناقشوا خطةً للحسم مع رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- ولإنهاء الأمر معه، وسطَّر القرآن الكريم مؤامرتهم تلك بقول الله -جلَّ شأنه-: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا}[الأنفال: من الآية30]، فهم اجتمعوا للمكر برسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- والتآمر عليه، {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا}، وكان مكرهم يتخَّلص في دراسة ثلاثة خيارات: هي كما قال الله -جلَّ شأنه-: {لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ}[الأنفال: من الآية30]، درسوا كل هذه الخيارات: خيار {لِيُثْبِتُوكَ}، يعني: الاعتقال للنبي -صلوات الله عليه وعلى آله- والسجن له، {أَوْ يَقْتُلُوكَ}: التخلص منه بطريقة القتل، {أَوْ يُخْرِجُوكَ}: الطرد من مكة والإخراج من مكة، {وَيَمْكُرُونَ}: قاموا بكل تدابيرهم وفق الخيار الذي اختاروه وهو خيار القتل، اجتمع رأيهم على خيار القتل، فدرسوا الخطة لتنفيذ هذا الخيار، {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[الأنفال: من الآية30]، الرسالة الإلهية مشروعٌ مرتبطٌ بالله -سبحانه وتعالى- بتدبيره، برعايته، بتأييده وبنصره، فالله -سبحانه وتعالى- كان يعلم ماذا يمكرون، وفي نفس الوقت كان في تدبيره -جلَّ شأنه- يبطل كل مكرهم، ويحوله لصالح النبي -صلوات الله عليه وعلى آله-.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

المحاضرة الثالثة: بمناسبة الهجرة النبوية 1441هـ

 

 

 

 

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر