مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

إذاً ما يزال الطريق طويلاً داخل أنفسنا لنصل بها إلى هذه الدرجة - إن شاء الله - في قول الله سبحانه وتعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}(الأنفال: من الآية2) ثلاث صفات مهمة جداً: خوف من الله، خشية من الله، اشتياق إلى الله توجل له القلوب، حرص على الهداية، معرفة لعظمة وقيمة الهداية فيزدادون إيماناً كلما تتلى عليهم آيات الله، وكلهم ثقة بالله، ثقة قوية بالله, يتوكلون على الله {وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}].

فازدياد الإيمان يتجلى أثر هذه الزيادة في جوانب كثيرة في واقع الإنسان, هذه منها, الخوف من الله سبحانه وتعالى, وهو حالة أساسية من حالات الإيمان, ولا يمكن أن يتحقق في واقع الإنسان إيمان بدون الخوف من الله سبحانه وتعالى, بل من أهم ما وصف الله به عباده المؤمنين حتى من الملائكة وحتى من الأنبياء ومن سائر عباده المؤمنين الخوف من الله سبحانه وتعالى.

زيادة الإيمان يترافق معها زيادة الخوف من الله سبحانه وتعالى, حتى يصل الإنسان إلى هذا المستوى العالي, إلى مستوى ولدرجة أنه إذا ذكِّر بالله, أو ذكر الله عنده يتفاعل قلبه, يتأثر تأثراً كبيراً لدرجة أن يتحرك قلبه بحالة الخوف, يرتجف, يضطرب, يخفق أكثر وأكثر, خوفاً من الله سبحانه وتعالى, هذه درجة عالية.

ومثلما يقول سيدي حسين رضوان الله عليه لا زلنا بعيدين عن هذه الدرجة, لا زلنا لم نصل ولا إلى جزء من هذه الدرجة, ما الذي يجعل الإنسان يغتر بنفسه, أو ينخدع بنفسه, أو يتصور نفسه قد وصل إلى درجة كافية, هل وصل إلى مثل هذا المستوى, هل وصل إلى هذه الدرجة, الخوف له ثمرة مهمة جداً فيما يتعلق بالالتزام, وفيما يتعلق بالاندفاع, وفيما يتعلق بالتفاني في سبيل الله سبحانه وتعالى.

يصبح الإنسان بقدر خوفه من الله على درجة عالية من التقوى, من الالتزام, من التجنب للمعاصي, تزكو نفسه, ويطهر قلبه, ويظهر الصلاح في سلوكه, في تصرفاته, في أعماله, تصرفاته وأعماله متزنة, متزنة ليس عنده تهور, وتجاوز للحق, لأنه يخاف, يخاف من الله, وخوفه من الله سبحانه وتعالى يظهر أثره فيه في كل مواقفه, في كل تصرفاته, من خلال التزامه, من خلال التزامه, لا يكون لا من النوع الذي يسهل عليهم التجاوز للحق, يتجاوز سواء في كلامه, في تصرفاته, في أعماله, لا. ولا ممن يتهاون في مقام المسئولية, فلا يبالي بالتقصير, يقصر عامداً, يهمل عن عمد, بقصد, لقلة خوفه من الله سبحانه وتعالى.

حالة الخوف من الله لها أثر إيجابي عظيم في الالتزام الدقيق في مقام العمل والمسئولية, فيكون الإنسان بعيد عن الظلم, بعيد عن المعاصي, يخاف من الله سبحانه وتعالى, ويمثل هذا رادعاً كبيراً له عن تجاوز الحق إلى الدخول في المعاصي.

كذلك التقصير في المسئولية, التقصير في مقام المسئولية, لأنه يخاف الله عنده اندفاع كبير في العمل؛ لأنه يدرك قيمة العمل, هذا جهادك, عملك, تعبك, ما تبذله في سبيل الله, ما تعمله في سبيل الله, هو وقاية لك من عذاب الله, هو الذي يدفع الله به عن جلدك الرقيق جحيم جهنم, نار جهنم, لظى جهنم, حميم جهنم, زقوم جهنم, أغلال جهنم.

ولهذا نلاحظ وأشرنا في بعض الدروس واللقاءات المستويات الكبيرة التي وصل إليها أنبياء الله وأولياء الله من بعد أنبيائه, قدمنا مثال عن الإمام علي (عليه السلام) عندما وصل إلى درجة عالية من الإيمان, وله طوال مسيرته الإيمانية والجهادية تاريخ مشرف, عمل عظيم, رصيد عظيم من العمل الصالح, والجهاد, مع هذا عندما بلغ في الثالثة والستين من عمره, بعد مرحلة كبيرة جداً من الجهاد العظيم, المواقف العظيمة في سبيل الله, الالتزام والدين الصادق, إيمان بصدق, لم يشبه بظلم, ولا تجاوزات, عمل صالح واستقامة, استقامة على درجة عالية في سبيل الله, وفي دين الله, وصل إلى درجة عالية من الإيمان, فأصبح أكثر خوفاً, أعظم خوفاً من الله سبحانه وتعالى.

يقف وقفات مع ربه, وقفات في جوف الليل, يقف لوحده يناجي الله, ويتضرع إلى الله من موقع العبودية, وقد امتلئ قلبه وامتلأت كل مشاعره بالخوف الكبير من الله, فيقف متضرعاً إلى ربه, ودموعه تنهمرُ من عينيه باكياً, متضرعاً, يطلب من الله النجاة, والأمن في يوم الفزع الأكبر, يتذكر وحتى ربما يتصور المواقف الكبرى في اليوم العظيم, في يوم القيامة, والمشاهد الكبرى بين يدي الله سبحانه وتعالى, يتذكر مواطن الخسران للخاسرين, عندما يأتي الأمر الإلهي من ملك السماوات الأرض الجبار, المنتقم, العظيم, عندما ينزل أمر الله بكل خاسر {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ}, (الحاقة:30-31) يتذكر الإمام علي (عليه السلام) واقع الإنسان وحسرته, والملائكة تأتي إليه زبانية جهنم, لتأخذه من مكانه, وتذهب به إلى جهنم, بعد أن تقيده بالسلاسل, وبعد أن تغل يديه إلى رقبته, ويذهب إلى نار الله الأكبر, إلى العذاب الدائم الذي لا نهاية له.

نحن في واقعنا الإيماني - أيها الأعزاء - يجب أن نسعى لتعزيز هذه الحالة في نفوسنا, وفي قلوبنا, وندرك أن زيادة الإيمان فيها زيادة في الخوف من الله سبحانه وتعالى, والمسار الصحيح لك في إيمانك وفي طريق الحق في طريق الله أنه كلما مضى بعض من الوقت أنت ذلك الذي تزداد إيماناً, تزداد خوفاً من الله, تزداد إقبالاً من الله, ويحيى قلبك بهذا, الحالة الخطيرة جداً علينا والتي يجب أن نحذرها أن يكون الإنسان كلما مضى بعض من الوقت كلما مضى شيء من الزمن وجد نفسه يزداد قسوة, يقسو قلبه أكثر, ويغفل عن الله سبحانه وتعالى, وتبدأ علاقته بالله من خلال واقعه الإيماني والجهادي تفتر شيئاً فشيئاً, وتضعف شيئاً فشيئاً, ومساره الإيماني والجهادي في وعيه في أعماله في أثر الإيمان في نفسه وقلبه ينحط إلى الأسفل, وينزل إلى الأسفل شيئاً فشيئاً, هذه حالة خطيرة جداً, يجب أن يحذر الإنسان منها.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

في ضلال دعاء مكارم الاحلاق – الدرس الأول.
الدرس الثالث
ألقاها السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 22/ربيع ثاني/1434هـ

اليمن – صعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر