مما يجدر بنا الإشارة إليه في خطورة الذنوب والمعاصي، وما يترتب عليها في واقع الإنسان أن الله -سبحانه وتعالى- وهو ملك السماوات والأرض- لا يمكن أبداً أن يترك عباده هملاً، من يريد أن يسيء، من يريد أن يظلم، من يريد أن يرتكب الجرائم، من يريد أن يتنصل عن المسؤوليات المهمة التي لا بدَّ منها لإصلاح واقع الحياة، من يريد أن يثبط عن الأعمال الصالحة... وهكذا يترك عباده هملاً، هذا غير ممكن أبداً؛ لأنه الحكيم -جلَّ شأنه- وهو العزيز، وهو -جلَّ شأنه- لا بدَّ أن يفرق بمقتضى حكمته بين المحسن والمسيء، بين المجرم والمؤمن، بين الصالح والفاسد، هو -جلَّ شأنه- القائل في كتابه الكريم: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ}[ص: الآية 28]، هل يمكن؟! لا بدَّ ما يفرق في هذه الدنيا وفي الآخرة، فيما يترتب على ذلك مما يكتبه -سبحانه وتعالى- في هذه الدنيا وفي الآخرة.
ولذلك الذنوب خطيرة جدًّا، الله -سبحانه وتعالى- يعاقب على الذنوب، الذنوب لها تأثيراتها الكثيرة، والمعاصي لها أخطارها الكبيرة على الإنسان في نفسه، ثم النتيجة، الفعل نفسه كضرر، ثم النتيجة، ما يترتب على ذلك في واقع الحياة، ثم العقوبة الإلهية التي يأتي منها عقوبات في الدنيا متنوعة: أوبئة، أمراض فتاكة، أحداث وكوارث معينة تحصل كعقوبات للناس في هذه الحياة، أو ما يأتي منها في الآخرة- والعياذ بالله- وهو النار، جهنم- والعياذ بالله- وسوء الحساب يوم القيامة، فالمسألة خطيرة جدًّا.
الإنسان الذي يحاول أن يبرر لنفسه استمراريتها في المعاصي، وما هو عليه من الاستهتار واللامسؤولية في تصرفاته وأعماله، هو يورط نفسه؛ لأن العقوبة حتمية، لا يخلص الإنسان من العقوبة إلا التوبة؛ أما الإصرار على الذنب، والاستهتار واللامسؤولية في التصرف والعمل، فهو لن يجديك شيئاً، إذا كنت تمني نفسك بالشفاعة، فالشفاعة ليست للمستهترين، والمجرمين، والفاسدين، والفاسقين، والذين لا يتحلون بالمسؤولية في هذه الحياة، والذين يعملون ما يشاءون ويريدون وفق هوى أنفسهم، بكل ما لذلك من أضرار وسلبيات كبيرة في هذه الحياة، ليست الشفاعة لهذا النوع من الناس: المستهترين، اللامبالين، اللامسؤولين في تصرفاتهم وأعمالهم.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية السابعة 1441هـ.