ثم نأتي أيضًا في النظرة إلى الالتزامات المالية، وهذا يعطينا نظرة إلى الجانب المالي: كيف هي النظرة الإسلامية في الإسلام (في الدين الإسلامي) إلى الجانب المالي؟
الجانب المالي هو نعمة، والمال هو نعمة، والمال هو قيام للحياة، تقوم عليه الحياة، ونقصد هنا بالمال، يعني: ما يتمول به الناس: سواءً الأشياء العينية، أو النقدية، أو غيرها، ما هو مرتفق لهم تقوم عليه حياتهم، هذا الجانب يقدم الإنسان النظرة إليه من عين المسؤولية، وبعين المسؤولية، وبواقع المسؤولية: أنه جانبٌ ترتبط به مسؤوليات متعددة، وعلينا أن نلحظ ذلك، ألا نتعامل بشكلٍ منفصل، فننظر إلى المال أنه وسيلة للثروة، وللجشع، وللطمع، وللترف، وتغيب عن ذهنياتنا وعن تفكيرنا وعن اهتماماتنا المسؤوليات المتعلِّقة بالمال، المتعلِّقة بهذه الإمكانات التي يَمُنُّ الله بها علينا في الحياة، ونكسبها في الحياة بفضله ومنه وكرمه.
{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} لينبه وليؤكِّد وليبين أن هناك حقوق فيما لديك من مال، حقوق لآخرين، يعني: هذا المال هو أولاً لله، هو من الله -سبحانه وتعالى-: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ} [النحل: من الآية53]، وهو عندما أنعم به عليك ومكنك جعل فيما مكنك فيه وأنعم به عليك حقوقاً، جعلها هو، وهو المالك لك وما بيدك، وللسماوات والأرض، وما بك من نعمةٍ إنما هي منه -جلَّ شأنه- جعل فيه حقاً ثابتاً، إذا أكلت هذا الحق، إذا لم تعط هذا الحق أصحابه؛ تعتبر خائناً فيما أعطاك الله وفيما مكنك الله، وتعتبر معتدياً، وتعتبر متجاوزاً، وتعتبر لصاً سرقت ما هو للآخرين، وتبدأ هذه الحقوق بدأً من حقوق ذوي القربى، هناك حقوق متصلة بذوي القربى، يدخل فيها عناوين متعددة، منها رعاية القريب المعسر بالقدر الضروري والممكن، قد يكون أبنك معسراً، قد يكون أحدٌ من أقربائك معسراً جدًّا، وأنت ميسور الحال، لا تتفرج عليه، لا تتركه جائعاً وأنت شبعان، لا تتركه يعاني في معيشته وفي الحصول على لقمة عيشه، ولا تساهم معه ولا تساعده وأنت ميسور، لابدَّ ما تساعده.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة التاسعة
مايو 20, 2019م