مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عندما نأتي إلى هذه الهوية في كل جوانبها الرئيسية نجد تجلياتها، تجليات هذا الانتماء الإيماني في مسيرة شعبنا في كل جوانب حياته ونتحدث ونستعرض نماذج محدودة على طريقة القرآن الكريم بالاهتداء بالقرآن الكريم عادة ما يعرض لنماذج حتى عندما يعرض لنا المواصفات الإيمانية ويتحدث لنا عن المؤمنين يركز على نماذج رئيسية لأن الجانب الإيماني هو يشمل كل واقع الإنسان، ولكن يمكن في الحديث أن نركز على نماذج رئيسية تدل على بقية التفاصيل وعلى بقية المواضيع، لما نستعرض نماذج رئيسية نأتي أولاً إلى الجانب الروحي وهو جانب أساسي في الهوية الإيمانية وفي الانتماء الإيماني وفي الواقع الإيماني للإنسان.

شعبنا العزيز أول ما نتحدث عنه عن هذا الجانب الروحي المتعلق في واقع شعبنا وفي روحية شعبنا العزيز يمكن أن نستفيد، ومن خير ما نستفيد منه في هذا الجانب هو ما ورد عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله للوصف لأهل اليمن عندما قال فيما روي عنه (أرق قلوباً وألين أفئدة) هذا النص مهم في التعبير عن الجانب الروحي، الجانب الروحي والمعنوي والنفسي أهم ما فيه هو القلب، المشاعر الداخلية للإنسان ثم يأتي ما يترجم هذه المشاعر، وما يعبر عن هذه المشاعر في الأعمال في السلوكيات في الشعائر الدينية وسنتحدث عنها باختصار إن شاء الله.

أرق قلوباً وألين أفئدة في مقابل أن هناك آخرين ممن هم قساة القلوب ممن يتصفون بقسوة القلوب، هذه المشاعر الرقيقة الإنسانية لها أهمية كبيرة جداً في تفاعل الإنسان مع هدى الله في تأثره بهدى الله سبحانه وتعالى، لأن الإنسان إذا كان قاسي القلب فهو بعيد عن التفاعل مع الهدى والتقبل للهدى بعيد عن المشاعر النبيلة والمشاعر الإنسانية التي تجعله قريباً من الفطرة وبالتالي قريبا من الدين في قيمه في أخلاقه في تعاليمه، هذه المشاعر المعبَّر عنها برقة القلوب ولين الأفئدة هيأت الكثير من أبناء شعبنا العزيز من رجاله ونسائه لأن يكونوا على درجة عالية في علاقتهم بالله سبحانه وتعالى، القلوب الرقيقة والأفئدة اللينة هي قريبة من التفاعل مع الله سبحانه وتعالى قريبة من أن تحمل مشاعر المحبة والتعظيم والخشية والخشوع والخضوع لله سبحانه وتعالى، ولهذا نرى أيضاً أنه ورد في ما يتعلق بنص قرآني مهم هو قول الله سبحانه وتعالى (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) أن أهل اليمن هم من مصاديق هذا النص من أهل اليمن من يكونون ضمن القوم هؤلاء المصاديق لهذا النص القرآني المبارك، وفعلا بهذه القلوب والمشاعر الرقيقة القريبة للتفاعل والتأثر مع هدى الله سبحانه وتعالى، قلوب مهيأة لأن تمتلئ بحب الله سبحانه وتعالى عندما تُذكّر بالنعمة عندما تعرف الله في عظمته في ما عرف به نفسه في كتابه المبارك وعن طريق نبيه الكريم تتأثر، تتفاعل، تحب، تنشد/ ليست قلوباَ قاسية ليست قلوباَ مقفلة ومغلًّقة.

كذلك على مستوى التفاعل الوجداني، الذي تتجلى تعبيراته في الاهتمام بالشعائر الدينية، بالإقبال إلى ذكر الله، بإحياء فرائض الله، بدءاً من الاهتمام بالصلاة، من عمارة المساجد، بالذكر لله سبحانه وتعالى، والجو الذي كان سائداً على مر الزمن وعبر القرون في المساجد الكثيرة جداً المنتشرة في بقاعنا اليمنية، والتي كان الإقبال عليها كبيراً، والجو فيها جو ذكر لله سبحانه وتعالى، إحياء للصلوات إحياء للأذكار عقب الصلوات بشكل جماعي، إحياء للصلوات الإبراهيمية ما بعد صلاة العشاء وما بعد صلاة الجمعة.

عناية بالذكر بشكلٍ بارز عناية بالمناسبات الدينية واهتمام كبير بها بكل المناسبات الدينية، عناية فائقة بشهر رمضان المبارك وإحياء لهذا الشهر المبارك بتلاوة القرآن، بالنوافل، والمستحبات، عناية والتزام كبير بصيامه وقيامه، روحانية بارزة يعيش هذا الشعب في ذكره لله، في إحيائه للشعائر والمناسبات.

حتى هذه المناسبة (جمعة رجب) الاهتمام بها يأتي في هذا السياق من هذه الروحية في الإقبال إلى الله، من القلوب والمشاعر والوجدان والتفاعل مع كل ما يعبر عن هذه الروحية، كذلك نجد تجليات لهذا الجانب على مستوى التفاني في سبيل الله سبحانه وتعالى والإقبال إلى الله سبحانه وتعالى في شتى مجالات الحياة، هذا على المستوى الروحي.

من تجليات هذا الجانب على المستوى الروحي والشعوري والوجداني ما يتعلق بالمحبة للرسول صلوات الله عليه وعلى آله، هذه ظاهرة بارزة في أوساط شعبنا العزيز في التعظيم لرسول الله في التوقير لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ومسألة واضحة جداً، العناية بالمناسبة المتعلقة بذكرى مولده صلوات الله عليه وآله والإقبال الكبير لإحياء هذه المناسبة، العناية بالصلوات على النبي صلوات الله عليه وعلى آله ومنها الصلوات الإبراهيمية ما بعد بعض من فرائض الصلوات، التوقير للرسول والتعظيم للرسول صلوات الله عليه وعلى آله هذه حالة ظاهرة وبارزة في كل شيء في الأذكار، في العبادات، في الصلوات، في الأدعية، في الاحتفاء، في المناسبات، في تعبيرات كبيرة تعبر في هذا الجانب.

أيضاً في المحبة للإمام علي عليه السلام والذي حبه من الإيمان وبغضه من النفاق، وهو في موقعه ومنزلته من رسول الله كمنزلة هارون من موسى، هناك علاقة حميمية، محبة بارزة وعظيمة وظاهرة في هذا الشعب على مر التاريخ وإلى اليوم، وارتباط كبير بالإمام علي عليه السلام منذ أن أتى إلى اليمن وإلى اليوم.

كذلك المودة والمحبة لآل رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، والإيمان بفضلهم والمحبة والمودة لهم هذا جانب أساسي وبارز في هذا الشعب كذلك، منذ عهد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله إلى اليوم، شعب يحب رسول الله ويحب آله، وهو يدرك أنه عندما يصلي عليه؛ اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، يدرك ماذا تعنيه هذه العلاقة في إيمانه وأنها جزء من إيمانه جزء من التزامه الإيماني، جزء من مشاعره الإيمانية الطبيعية، وهو يؤمن بقول رسول الله صلوات الله عليه وآله (اُذَكِّرُكُم اللهَ في أهل بيتي) يؤمن بتلك النصوص التي روتها الأمة كل الأمة بشأن آل رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله هذا شيء معروف في واقع شعبنا وكذلك في أديباته الثقافية، في مناسباته الدينية، في كل شيء.

أيضاً في محبته للصالحين من عباد الله وأولياء الله، هذه ظاهرة بارزة، يحظى الأخيار من أمة محمد بدءاً من صحابته الأبرار إلى بقية الصالحين من أبناء الأمة والأخيار ومن اشتُهِروا بالفضل والدين والإيمان والتقوى بمنزلة كبيرة في أوساط شعبنا العزيز ومحبة عالية وبارزة ومتميزة.

وتجد في بلدنا في مختلف محافظاته سواء الشمالية منها أو في الوسط أو في الجنوب، الكثير من المقامات والمشاهد لكثير من صالح الأمة من المعروفين بين شعبنا بالفضل والعلم والدين والإيمان، ممن لهم منزلة كبيرة في قلوب الناس ومشاعرهم، وحظوا بمنزلة عالية في قلوب شعبنا، وفي اهتمامه، وفي علاقته الروحية بهم وعلاقته الثقافية بهم.

كذلك الرحمة والرقة هذه تجدها بشكل عام في العلاقة مع الناس، محبة عامة للناس أخلاق عالية تجاه الناس، رأفة بالصغير بالضعيف بالفقير بالمسكين بالمريض، هذه المشاعر الجياشة، هذه العواطف النبيلة، حالة ظاهرة ومنتشرة في أوساط هذا الشعب ولها أثرها الكبير في التعامل ما بين الناس، في الحنو على بعضهم البعض، في التعاطف مع بعضهم البعض، في تعزيز الروابط فيما بينهم، في التعاون على البر والتقوى يمتد أثرها إلى الجانب الإيماني.

هنا النص النبوي (أرقُ قلوباً وألين أفئدة) هو يعبر عن واقع نفسي وفطري له أهمية كبيرة في القابلية العالية للتربية الايمانية وللتأثر الإيماني، هذا على المستوى الروحي.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة جمعة رجب 1440هـ

2019-03-08م

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر