مشهدٌ متكررٌ سيءٌ وخطير، ومن الخطورة أن يقابل بالتجاهل، أو بالتقصير، وتلك الفيديوهات التي صورها جنودٌ مجرمون إسرائيليون، وهم في مسجدٍ قد دمَّره العدو الإسرائيلي، وقد مُزِّقت فيه الكثير من المصاحف؛ بفعل التدمير والقصف والاستهداف، وهم يمزقون المصاحف في ذلك المسجد ويقومون بإحراقها.
القرآن الكريم بقدسيته بين المسلمين، وهو كتاب الله "عزَّ وجلَّ"، يعتبر في واقع الحال أقدس مقدسات المسلمين، إذا بلغ الحال بالكثير من المسلمين، ألَّا يكون له أي موقف، وألَّا يكون من جانبه أي تفاعل، وألَّا يؤثِّر عليه مشهد المصحف المُقدَّس، المصحف الشريف وهو يُمَزَّق وَيُحَرَّق من قبل أعدائه، فهي حالة خطيرةٌ جداً، هي بحد ذاتها تشهد بشكلٍ قاطع على أن الإنسان لم يعد فيه ذرةٌ من الإيمان، وأن انتماءه للإسلام صار مجرد انتماء عادي، انتماء شكلي، انتماءٌ بالاسم، ولم يعد انتماءً واعياً إيمانياً، انتماءً صادقاً، له مصداقيته التي تشهد عليها مواقف الإنسان، والتزاماته، وأعماله، وأقواله، وأفعاله، فهي حالة خطيرة جداً، وهي حالة يبني عليها العدو تقييماً لواقع الأمة، لواقع المسلمين، وهو يعادي هذه الأمة، يعادي كل المسلمين، يحقد عليهم، ينوي بهم الشر والسوء، له مخططاته وبرامجه التي يعمل عليها منذ زمنٍ بعيد، في الاستهداف المستمر لهم بكل أشكال الاستهداف، ضمن مخططات ومؤامرات يشتغل عليها في كل المجالات، فعندما يضعف ارتباط المسلمين بأقدس مقدساتهم، كـ: القرآن الكريم، والرسول "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، والمقدسات من بيوت الله، مثل ما هو الحال مع المسجد الأقصى، الذي هو مسرى النبي "صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ"، وله قدسيته الكبرى في الإسلام، كلما ضعف ارتباط المسلمين بمقدساتهم، بمبادئهم، بقيمهم، فهذا له آثاره الخطيرة عليهم في كل شيء، في كل شيء، إذا بقيت الأمة في وضعية مُفرَّغة، لم يعد لديها ارتباطٌ بشيء مقدَّس، تحافظ عليه، تسعى للتحرك من أجله، ترتبط به؛ فهي أمة فقدت كل عناصر القوة المعنوية، التي تصلها بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، بمعونته، بتأييده، برسالته، بهديه، بتعليماته، وأيضاً على مستوى واقعها، أمة قابلة لأن تكون مشتتة، ضعيفة، مقهورة، مهزومة، مغلوبة، تخسر كل شيء، تخسر كل شيء، ويمكن أن تُفرِّط بكل شيء، الإنسان الذي بلغ إلى هذا المستوى يمكن أن يُفرِّط بكل شيء، إذا فَرَّط بأقدس المقدَّسات، وأعظم ما يمكن أن يعتز به في انتمائه، يمكن أن يُفرِّط في عرضه، في شرفه، في وطنه، في كل شيء، في أي أمورٍ أخرى، وهي حالة خطيرة جداً، ينبغي على المسلمين أن يعيدوا النظر فيما يتعلق بهذه المسألة.
وهناك واجبٌ كبير، كبيرٌ على علماء الدين، على المثقفين، على الذين يعملون في الخطاب الديني، مثل: خطباء الجمعة، وغيرهم، عليهم مسؤولية كبيرة في أن يُذَكِّروا الأمة بخطورة هذا الأمر، والعواقب السيئة للسكوت عليه.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
حول آخر التطورات والمستجدات
الخميس 25 صفر 1446هـ 29 أغسطس 2024م