عبدالفتاح حيدرة
أكد السيد القائد - عليه السلام - في محاضرته الرمضانية الخامسة عشر للعام الهجري 1446 هـ ، ان الهداية في صدارة النعم ومصدر الهداية هو الله سبحانه وتعالى وهي جزء من تدبيرة في الحياة ، وان هناك هداية فطرية التي فيها التعقل والتمييز وهداية إرشادية تأتي من ضمن امتداد الرسل والأنبياء عبر كتب الله ووحيه لرسله وانبيائه ، والهداية الارشادية امتداد للهداية الفطرية، فالتعليمات والتوجيهات الإرشادية لها جذور في فطرة الانسان، وهناك ترابط وتطابق وتكامل تام في كل أنواع الهداية ، فمن فطرة الانسان ان يتوجه للعبادة لله، ومن فطرة الانسان الانضباط للتشريعات، و الفطره الإرشادية تنظم الحياة للإنسان، وإذا قام الانسان باختراع بدائل عن الهداية الإرشادية فإنه يخطئ وينتج بديلا مغلوطا يترتب عليه ضلال كبير في واقعه، وتصورات الانسان من نفسه من دون هداية هي تصورات خاطئه..
إن التصورات الخرافيه التي يقوم بها الانسان تأتي بسبب البعد عن الهداية الإرشادية لإنها بعيده عن السنن التي رسمها الله، والانسان ليس سوى مفرده وجزء واحد من ضمن مخلوقات الله في مملكة الله الواسعه التي فيها تدبير الله، والهداية الإرشاديه هي حق لله في التدبير في ملكوت الله، والله هو ربنا وهو المعني برعايتنا، والانسان مستخلف في الأرض من الله، وبالتالي عليه ان يسير وفق اوامر ونواهي وتعليمات و إرشادات الله، والهداية مرتبطة بالله تعالى لانه الخالق الذي يحيط بكل شئ علما، وهو الذي يعلم السر وما يخفى والغيب والشهادة، ويعلم أعماق النفس البشرية والمحيط بما في هذا العالم، ولذلك هو الوحيد سبحانه الذي يشرع للناس ويهديهم لما يعرفه ويعلمه هو، وفيما يتعلق بالانبياء والهداة من عباد الله دورهم هو تبيلغ هداية الله وليس لهم الحق في اختراع تشريعات، ان الانسان مفتقر الهداية ولا غنى له عن هداية الله..
إن الانسان و بمجرد ان يبتعد عن هداية الله يسقط مباشرة في الضلال، فالإنسان قاصر وضعيف ومحدود في إدراكه ومعرفته ، وثم ان هناك الشيطان الذي يضل الانسان ويعمل الشيطان على تقديم تصورات خاطئة للإنسان حتى يضله ويفسده، ولنا في قصة نبينا آدم وامنا حواء والشيطان حقائق واضحه ، فقد قدم لهم فكرة مغلوطة عن الشجرة التي منعهما الله الاكل منها، وعندما تقبل آدم تصورات الشيطان اخرج من الجنة التي كان فيها، والانسان بحاجة لهدى الله سبحانه وتعالى، والله قد زود الانسان بكل هذه الهداية للإنسان منذ بداية الخلق حتى لا يضلوا، وهي من مظاهر عبودية الله وربوبيته والوهيته ورعايته لعبادة، والهدى الصحيح هو هدى الله سبحانه وتعالى، ويترتب على اتباع مسيرة هدى الله وأتباع إرشاداته ونواهيه واوامره زيادة هدى الله وتتنزل الهداية العظيمه المتجدده على الإنسان ليتعلم ويعرف كيف يتحرك على نحو صحيح، ونحن آخر الأمم وآخر الحقبه الأخيرة من الوجود البشري ولدينا أرقى قنوات الله في هداية الله وهو القرآن الكريم، وعلينا أن نهتدي على مستوى الالتزام به والسير على نهجه، واليوم الأمة الإسلامية في حالة يرثى لها بسبب تخليهم عن هدى الله والقرآن الكريم..