الذين يتصورون أن بالإمكان تغيير واقع البشرية أو تغيير واقع مجتمع معين من المجتمعات من خلال فقط الكلام، والموعظة الحسنة، والعمل الهادئ جداً، ومن دون أي تضحيات، ولا صراع ولا مشاكل ولا مواجهة التحديات، ولا تعرض لأخطار، هذا وهمٌ ورؤيةٌ ساذجة بكل ما تعنيه الكلمة، بكل ما تعنيه الكلمة، وأمرٌ لا شاهد له في واقع البشرية يعني في استقراء التاريخ واستقراء الماضي والحاضر، ما هناك تغيرات كبيرة وقعت في حياة البشر وفي حياة أي مجتمع، وحتى لو كان مجتمعاً محدوداً، بل إن القرآن الكريم سرد لنا الكثير من القصص المهم والعظيم الذي هو حق وواقع ومؤكد فيه الدروس المهمة والأنبياء هم أعظم المصلحين في واقع البشر، ما هناك أحد أكمل منهم وأرقى منهم وأعلى منهم، ويحظون برعاية إلهية مباشرة، واتصال بالله سبحانه وتعالى فيما يتعلق بالتوجيهات المباشرة والمستجدة بشكل لا مثيل له مع غيرهم، وهم في ما هم عليه من كمال من أخلاق من حكمة على أرقى مستوى هم صفوة البشر وخير البشر، مع ذلك هل كانوا يتمكنون في الواقع البشري من العمل بهذه الطريقة؟؟!! صناعة تغيير كامل بدون مواجهة!! بدون مشاكل!! بدون تحديات!! بدون صراعات!! فيتحركون في الساحة بما هم عليه من أخلاق عظيمة من كمال عظيم من نفوس زاكية وطيبة بنوايا حسنة، بإخلاص بحسن خلق، كذلك أسلوب راقي جداً في الأداء، برحمة عظيمة جداً، فيتلقى البشر ما قدموه لهم من هدى من خير من تعليمات راقية من توجيهات عظيمة من سعي لإصلاح واقع البشرية بالترحاب!! ويقول الناس: إلا معاكم أهلاً وسهلاً بكم.. وينطلقون للإيمان ويصلح المجتمع بكله، ويتحول إلى مجتمع طيب جداً ما عاد في أحد لا بيعارض الحق، ولا يتصدى للحق، ولا ينتقد على الحق، ولا يسعى لمنع الحق، ويتجاوب الناس مع تلك القيم وتلك الأخلاق وتلك التعليمات التي هي فطرية وفيها خير للبشر، وفيها مصلحة ولا يفترض أن تستفز أي إنسان، ولا أن ينزعج منها أي إنسان لأنها حق وخير ومصلحة وفائدة وعدل.
الأنبياء ودعوتهم، الأنبياء بما هم عليه هم من كمال إنساني عظيم، شخصيات جذابة جدا، الأنبياء، شخصيات جذابة للغاية، كمال إنساني عظيم جدا، يضاف إلى ذلك ما هم عليه من مكارم الأخلاق، أرقى مستوى في الواقع البشري من مكارم الأخلاق لدى الأنبياء ولدى خاتم الأنبياء رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، ما هم عليه أيضا من حكمة وحسن تصرف بشكل كبير، لديهم أسلوب راقي جدا، أداؤهم أداء ناجح، أداء حكيم، أداء سليم، ما بيغلطوا ولا يتصرفوا بطيش أو حماقة أو أسلوب غير حكيم، والدعوة كذلك، الدعوة التي يقدمونها للبشر دعوة حق وخير ومصلحة ومنفعة وعدل ورحمة، رحمة بكل ما تعنيه الكلمة، وعندهم قدرة عالية جدا في إيصال هذه الدعوة إلى الناس بأرقى مستوى، مع ذلك ما الذي يحدث، في البداية يصطدم بهم كثير من أبناء المجتمع، طليعة الموقف الذي يتصدى للأنبياء ولحركتهم الملأ المستكبرون، القادة والزعماء والوجاهات والشخصيات التي لها نفوذ، لها سلطة، لها تأثير، لها ثروة، لها نفوذ في الساحة، تتحرك بكل نفوذها من موقعها في السلطة أو من موقعها في التأثير بحسب الأعراف السائدة في المجتمعات البشرية، والنمط المعتاد لديهم في النفوذ والسلطة والإدارة، يتحركون ويحركون معهم الكثير من الناس، الكثير من أبناء المجتمع ينحاز إليهم في البداية، يصغي لهم، يميل إليهم، لأن الكثير من الناس لا ينظر إلى الحق كحق، وإلى أهله كأهل حق وأصحاب حق، لا، المعيار عندهم النفوذ، السلطة، الثروة، هذا النفوذ بسلطته وثروته هو لدى الكثير من الناس هو الأهم، المعيار، يتحركون بشدة في مواجهة الأنبياء أنفسهم ودعوتهم والمشكلة معهم دعوتهم بالتأكيد.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
في ذكرى معركة بدر الكبرى –
المحاضرة الرمضانية الخامسة عشرة/ 1439 هـ 02-06-2018 .