نأتي لنتحدث كتمهيد في موضوع التوبة: عن خطورة الذنوب والمعاصي، وهي المسألة التي يجب أن نرسخها كثيراً، كثيراً، [لا خطر علينا أكبر من الذنوب والمعاصي] الذنوب والمعاصي: هي التي تصِل بالإنسان إلى جهنم، وهي التي تسبب له العذاب من الله "سبحانه وتعالى" في الدنيا وفي الآخرة، وهي التي تحرمه من الكثير الكثير من ألطاف الله ومن رعايته ومن فضله، من رعايته الواسعة، تشكل خطورةُ كبيرةً على الإنسان كفرد، ثم على المجتمع كمجتمع، تشكل خطورةً بالغةً على المجتمع، والمخاطر الكبيرة للذنوب وللمعاصي، وللانحراف عن توجيهات الله سبحانه وتعالى، وعن تعليماته، وعن نهجه وهديه، المخاطر الكبيرة والآثار السلبية هائلة جداً، هي سببٌ لشقاء الإنسان في هذه الحياة، أن يشقى، بكل ما قد يأتي لهذا الشقاء، وكل ما يعبّر عنه هذا الشقاء، مثلاً البعض قد يكون شقاؤهم ليس على مستوى الجانب المادي، قد يتوفر الجانب المادي لهم، ولكن على المستوى النفسي، وعلى المستوى الاجتماعي، وعلى المستوى الأمني، تتفاوت المسألة في واقع الأفراد، كأفراد، من شخصٍ إلى آخر، وفي واقع المجتمعات كمجتمعات، من مجتمع إلى آخر، في نتائج هذه الذنوب والمعاصي، وفي طبيعة العقوبات، وتنوع العقوبات التي يعاقب بها الناس، حتى على مستوى الذنوب، ذنوب لها عقوبات معينة، في الدنيا، ثم في الآخرة، وذنوب لها عقوبات مختلفة، في الدنيا وفي الآخرة، وذنوب لها آثار سلبية معينة، في واقع الناس، مثلاً على المستوى الاجتماعي، والبعض منها على المستوى الصحي والبعض منها على المستوى الأمني، وهكذا، لأن توجيهات الله سبحانه وتعالى وتعليماته، هي تعليمات تصلح بها حياتنا، هي التعليمات التي بها صلاح حياة هذا الإنسان، على كل المستويات وفي كل المجالات، ثم بها سعادته في الآخرة وفوزه العظيم بما وعد الله به من رضوانه وجنته، وبها نجاته من عذاب الله في الآخرة، فمخالفة تعليمات الله ومخالفة توجيهات الله سبحانه وتعالى" يترتب عليها تأثيرات سيئة في واقع الإنسان، بدءاً من واقعه النفسي، آثار على المستوى النفسي متنوعة ومتعددة، قسوةٌ للقلوب، هذا من الآثار السيئة جداً، أن يفقد الإنسان مشاعره الإنسانية الطيبة، ولين قلبه، وقسوة القلوب حالة خطيرة جداً تخرج الإنسان عن واقعه الإنساني، تذهب به إلى التوحش، لها آثار سلبية جداً، على الإنسان في سلوكياته وفي أعماله، وفي علاقاته وفي تصرفاته، وفي أشياء كثيرة، على مستوى المشاعر الإيجابية، يبدأ الإنسان يفقد مشاعره الإيجابية، تنمو في نفسه المشاعر السلبية، والآفات الخطيرة جداً، من مثل الحقد، الحسد، الطمع، الجشع، الميول السلبية، الدوافع نحو الأعمال الشريرة، ونحو الجرائم، تتلوث نفسية الإنسان ويفقد المشاعر الطيبة، يفقد زكاء نفسه، وهذه حالة خطيرة جداً، وخسارة كبيرة جداً، على الإنسان كإنسان؛ لأن الله منح هذا الإنسان ما يساعده على زكاء نفسه وأن يحمل بذلك المشاعر الطيبة، وأن تنمو فيه كل معاني الخير، كل الأشياء الإيجابية، وبالتالي يكون لهذا أثر إيجابي في نفسه، في شعوره في وجدانه، في اطمئنانه النفسي، ارتياحه النفسي، هذه مسألة من أهم المسائل، ثم المعاصي والذنوب:
منها ما يترك آثاراً سلبية فورية على الواقع الاجتماعي، على الناس، في الواقع الأسري، يهدم بنيان الأسرة، يفكك الأسرة، أو على مستوى العلاقات ما بين أبناء المجتمع، تتحول إلى علاقة سلبية، بدلاً من أن تكون قائمة على الثقة المتبادلة، على حسن التعامل، على التعامل بمصداقية، على التعامل بدوافع الخير وبالقيم، وبالأخلاق، تتحول إلى معاملات يسودها أشياء سيئة جداً، الخداع، والمكر، والسوء، ودوافع الشر، والإساءات، والمشاحنات، والبغضاء والكراهية، والأحقاد، والحسد، والطمع، وأشياء كثيرة جداً، فتسوء حياة الناس ويتباينون فيما بينهم، ويكون لهذا آثار سلبية على الشقاء النفسي، تضيق حياتهم، لا ينعمون بالأخوة، لا ينعمون بالمحبة، لا ينعمون بالمودة، لا ينعمون بالصفاء النفسي فيما بينهم، يفقدون الاطمئنان تجاه بعضهم البعض، يكون لذلك آثار سيئة جداً فيما بينهم في حياتهم، تتحول حياتهم إلى حياة سيئة جداً، وقاسية جداً، وموحشة جداً، وهكذا على المستوى الأمني، الكثير من الجرائم تشكل خطورة كبيرة على الناس في أمنهم، جرائم القتل، جرائم السرقة، جرائم النهب، جرائم الاغتصاب، جرائم السطو، جرائم كثيرة جداً، هي كلها في قائمة الذنوب والمعاصي، تهدد الأمن والاستقرار للناس، على ممتلكاتهم على حياتهم، على أعراضهم، وهكذا تتنوع المعاصي، وتتنوع أيضاً تأثيراتها السلبية على الناس في حياتهم، فتكون النتيجة هي الشقاء،
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
المحاضرة الرمضانية السادسة 1441هـ.