مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

قال الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[المائدة: الآية62]، صَدَقَ اللَّهُ العَلِيُّ العَظِيم.

يدخل الشهر الثامن، وفي الأسبوع الحادي والثلاثين، ولمائتين وستة عشر يوماً، والعدو الإسرائيلي يواصل عدوانه الهمجي على قطاع غزة، ويستمر يومياً في ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية، يستهدف بها الشعب الفلسطيني الأعزل، ويقتل بها الأطفال والنساء والأهالي، حيث بلغ عدد المجازر: أكثر من (ثلاثة آلاف ومائة وأربعين مجزرة)، وتظهر يوماً بعد يوم المقابر الجماعية، التي تشهد أيضاً على المستوى الفظيع من الإجرام والتوحش الذي يتصف به العدو الإسرائيلي، وبلغ عدد الشهداء والجرحى والمفقودين والأسرى في القطاع والضفة: حسب الإحصائيات غير المكتملة (حوالي مائة وسبعة وثلاثين ألفاً وخمسمائة فلسطيني)، والنسبة الأغلب، والنسبة الأكثر من الشهداء والمفقودين هي: من الأطفال والنساء.

واستجد في هذا الأسبوع العدوان الإسرائيلي البري على شرق رفح، حيث الكثير من النازحين في رفح، واحتلاله لمنشأةٍ مدنية، هي: معبر رفح الحدود مع مصر، وهو آخر شريان يدخل عبره القليل جداً من الغذاء والاحتياجات الإنسانية إلى قطاع غزة، فعندما قام العدو باحتلال معبر رفح قام بالاستعراض العسكري، أدخل عدداً كبيراً من الدبابات، لاقتحام تلك المنشأة المدنية، وقام بعدها باستعراضٍ يُعبِّر عن غطرسته وتكبره، وهذا الاستعراض ليس فقط ضد الشعب الفلسطيني، وإنما هو استعراضٌ أيضاً ضد الشعب المصري، وضد الجيش المصري، والعملية بنفسها هي تحدٍ لجمهورية مصر العربية، وتشكل تهديداً على أمنها واستقرارها، كما أنها انتهاك وتجاوز للاتفاقيات، التي عقدها الكيان سابقاً مع النظام المصري، ذلك الاستعراض الذي هو بغطرسة وتكبر، هو استعراض أيضاً لاستفزاز العرب والمسلمين والاستخفاف بهم.

استهداف العدو وعدوانه على رفح، استهدافه لرفح، عدوانه على شرق رفح وعلى المعبر، والتهديد المستمر لبقية رفح، هو عدوانٌ على النازحين، البالغ عددهم في رفح بما يقارب (مليون ومئاتي ألف نازح)، عدد كبير جداً يتكدسون هناك، ولا يجدون أي مأوىً آخر للذهاب إليه، فهو عدوانٌ على النازحين، الذين يستهدفهم باستمرار بالغارات الجوية، وأصبح التهديد لهم في هذه المرحلة أكثر من أي مرحلةٍ مضت، والمسألة في غاية الخطورة، حيث يمكن أن يقدم العدو على ارتكاب الكثير من المجازر ضد النازحين في رفح.

العدو الإسرائيلي هو مستمرٌ في جرائمه في كل قطاع غزة، من شمال القطاع إلى جنوبه، وفي كل أنحاء قطاع غزة هناك عدوان واستهداف مستمر لمجتمع غزة، استهداف للشعب الفلسطيني بكل أشكال الاستهداف، العدو الإسرائيلي يسعى إلى استكمال تلك الدوامة الدموية، بالاستهداف الشامل لرفح، كما عمل في بقية القطاع، وإلَّا فجرائمه في الغارات الجوية والاستهداف لرفح لم تتوقف أيضاً، لكنه بهذه العملية البرية يهدف إلى ارتكاب المزيد من المجازر.

الموقف الأمريكي يحاول أن يخادع الرأي العام، وأن يقدم صورة مخادعة وزائفة أمام أنظار الرأي العام العالمي، تجاه موقفه مما يفعله العدو الإسرائيلي في رفح، ومن تقدمه إلى المعبر، وأيضاً إلى شرق رفح، الأمريكي يظهر نفسه وأنه يوافق موافقة مشروطة بتقديم خطة- حسب ما يقول- بإجلاء المدنيين والنازحين من رفح، وإلى أين؟ يعني: بإعادتهم إلى نفس المربعات الأخرى، والأماكن الأخرى التي استهدفوا فيها أساساً، التي هي مدمرة، والتي يستهدفها العدو باستمرار كل يوم، هل إعادتهم إلى خان يونس، إلى شمال القطاع، إلى كل تلك المناطق التي هي مستهدفة باستمرار، ويقتلون فيها باستمرار، ومدمرة بشكلٍ كامل، الأمريكي يُقدِّم هذا العنوان: أن موافقته مبنيةٌ على انتظار خطة لإجلاء المدنيين؛ بينما هو- وبكل تأكيد- هو الذي قدَّم للإسرائيلي الإشارة باحتلال معبر رفح، وصدرت تصريحات من بعض الأمريكيين، تفيد أن عروضاً وخيارات قُدِّمت من الجانب الأمريكي للإسرائيلي، بتنفيذ عمليات معينة في رفح، تشمل أجزاء معينة ومواقع معينة ومنشآت معينة في البداية، كخطوة أولى في هذه المرحلة، وحتى في الليلة التي سبقت عملية الاجتياح، صدرت تصريحات من بعض الأمريكيين تفيد هذا: أنهم قدَّموا خيارات للإسرائيلي، لتنفيذ عمليات يصفونها بالمحدودة، التي تشمل مناطق معينة، ومواقع معينة، ومنشآت معينة، فالأمريكي- بكل وضوح- هو الذي شجَّع الإسرائيلي لاحتلال معبر رفح، وهو يعلم أنه آخر شريان للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويدخل منه القليل جداً من المواد الغذائية والإنسانية للشعب الفلسطيني، ومع هذا هو أقدم على هذه الخطوة، وشجَّع الإسرائيلي، وهيأ له الظروف، وهو شريك له في كل جرائمه، ولا تزال الخطورة أيضاً حالياً على ما تبقى من رفح، بما يمكن أن يترتب على ذلك من مجازر كبيرة، ومآسٍ كبيرة، ومعاناة كبيرة جداً للشعب الفلسطيني، في قطاع غزة بشكلٍ عام، وفي رفح بنفسها بدايةً؛ ولذلك الموقف الأمريكي هو لمجرد الخداع وذر الرماد في العيون كما يقولون، هو يسعى إلى الخداع للرأي العام، والهدف أيضاً هو رفع معاناة الشعب الفلسطيني، المزيد من التجويع، المزيد من الحصار، المزيد من المعاناة للشعب الفلسطيني، وإلَّا فهذه الخطوة أتت بعد أن أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس عن موافقتها على الصيغة المقترحة، التي قدَّمها الوسطاء، من أجل العمل على وقف إطلاق النار وإنهاء الحصار، بعد ذلك أقدم العدو الإسرائيلي على هذه الخطوة.

 

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

حول آخر التطورات والمستجدات

الخميس 1 ذو القعدة 1445هـ 9 مايو 2024م

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر