المقدسات الإسلامية، في المسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي، تعرضت لانتهاكاتٍ كبيرة، واقتحم عشرات آلاف الصهاينة المسجد الأقصى، بعض التقديرات تشير إلى ما يزيد على (خمسين ألف صهيوني)، وخلال تلك الاقتحامات مارسوا كل أنواع الاستفزاز والتدنيس، عبر الغناء والرقص، وترديد الخرافات الصهيونية، ونفخ الأبواق اليهودية، والإساءة إلى الإسلام والقرآن، وإلى نبي الله محمد "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ"، وإلى المسلمين، وإلى الشعب الفلسطيني.
أعلن الوزير الصهيوني المجرم [بن غُفِير] عن نيته بناء كنيسٍ يهودي في المسجد الأقصى، وبشكلٍ علني، كما تم اعتماد مبلغ يصل إلى نصف مليار دولار لتنظيم تلك الاقتحامات وتمويلها.
وهكذا هو المسار الإجرامي العدواني، الذي لم يكن وليداً للطوفان الأقصى، أو ما بعدها، بل يأتي ضمن سياق تاريخي، كله عدوان وإجرام من قبل العدو الإسرائيلي، منذ [وعد بلفور] المشؤوم، وبداية تجميع اليهود إلى فلسطين، اِتَّبَعَ الصهاينة سياسة المجازر، والمذابح الوحشية بحق الفلسطينيين، قبل إعلان تأسيس الكيان، تشير التقديرات إلى عشرات المذابح، وجرائم الإبادة الجماعية، التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني؛ أمَّا بعد إعلان الولادة غير الشرعية لكيان العدو المحتل، فقد واصل سياسة الإجرام والمذابح بحق الشعب الفلسطيني بشكلٍ كبير ومتكرر، ومنها: مذبحة (دير ياسين) الشهيرة.
تلك المجازر المبكرة كان لها هدف: إشباع غريزة القتل والإجرام، وأيضاً التسبب في نزوح الملايين من سكان فلسطين، من منازلهم، وقراهم وبلداتهم، في العامين (ما بين 1448م إلى 1449م).
حرب الإبادة، التي يرتكبها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، هي امتداد لتلك الأساليب، التي يسعى العدو الصهيوني من خلالها إلى: محو الهوية الفلسطينية، وتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه وبلده؛ من أجل إحلال المحتلين الصهاينة، وإيجاد هوية صهيونية مختلقة ومزيفة على الأرض الفلسطينية.
حرب الإبادة، التي يشنها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وضد العرب، يُضْفَى عليه أيضاً طابعٌ من الخرافات الصهيونية، كما ذكر ذلك المجرم [نتنياهو] في إحدى خطاباته، في أكتوبر 2023م، عندما قال وهو يخاطب الصهاينة: [عليكم تَذَكُّر ما فعله عماليق كما جاء في كتابنا المُقَدَّس]، وهو في واقع الحال لا يَتَّبِع كتاباً مقدساً، لا هو ولا غيره من الصهاينة اليهود المجرمين، الذين نبذوا كل تعليمات الله، وكفروا بكل كتب الله، وهم الامتداد للنهج الإجرامي الذي قتل أنبياء الله، وهم يَتَّبِعُون تعليمات الشياطين، ومنها: ذلك النص الشيطاني الباطل، الذي لا يَمِتُّ بصلة إلى كتاب الله ولا إلى تعليمات الله؛ وإنما هو من نسج الشياطين، يقولون فيه: [لا تعفو عنهم، بل اقتل رجلاً وامرأة، طفلاً ورضيعاً، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً]، هذا هو نهجهم، وتلك هي ثقافتهم ومعتقداتهم.
حرب الإبادة ضد غزة والعرب كررها العديد من الصهاينة، وتحت مُسَمَّى [الحرب المُقدَّسة]، يعتبرون الإبادة للشعب الفلسطيني، وغيره من الشعوب العربية، والقتل بجرائم الإبادة الجماعية، للأطفال والنساء، وللجميع، يطلقون عليه حرباً مقدَّسة، كما قال أحد المجرمين، أحد حاخامات اليهود في محاضرةٍ له: [لا تبقوا نفساً على قيد الحياة]، يعتبرون هذا في سياق حربٍ يَصِفُونها بالمقدَّسة، فيسعون إلى قتل الحياة بكلها، وإبادة الأحياء بشكلٍ كامل.
تلك هي النظرة اليهودية تجاه العرب كل العرب، وتجاه المسلمين كل المسلمين، لا يمكن أن تُفَصَّل على مقياس عربيٍ مُعَيَّن، ولا مسلمٍ مُعَيَّن، بل كل عربيٍ ومسلم.
في مقابل كل ذلك الإجرام والطغيان، وحرب الإبادة الجماعية، والتجويع، والحصار الشديد، كان صمود المجاهدين في غزة صموداً عظيماً، ومعه صمود الأهالي، وصبرهم، وثباتهم، وتماسكهم، يعتبر صمود المجاهدين والشعب الفلسطيني في غزة صموداً كبيراً، وتاريخياً، ولا مثيل له في تاريخ الشعب الفلسطيني، ولا في تاريخ العرب في صراعهم مع العدو الإسرائيلي، في ظل نُدرة الإمكانات، وحالة الحصار، والخذلان الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً، أثبت هذا الصمود أن الإمكانات والعُدَّة والعتاد لا يمثل رقماً حاسماً في المعارك.
لعامٍ كاملٍ تواصل فصائل المقاومة المعركة والقتال ضد العدو الإسرائيلي، الذي يشاركه الأمريكي في عدوانه، وبإمكانات الغرب الضخمة، تواجه فصائل المقاومة المعركة والقتال ضد العدو الإسرائيلي بثباتٍ كبير، في منطقة صغيرة جداً، محاصرة بشكلٍ كلي لما يقارب عشرين عاماً من الحصار، من بعد انسحاب العدو الإسرائيلي منها، استمر العدو الإسرائيلي بالتحكم في كل ما يدخل ويخرج من وإلى قطاع غزة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي
بمناسبــة تمــام عــام منــذ عمليــة طوفــان الأقصـى
الأحد 3 ربيع الثاني 1446هـ 6 أكتوبر 2024م