ولذلك نحن معنيون بشكلٍ عام، الدولة من جانبها أن تركز بشكلٍ كبير على التدقيق في الجودة، في المعايير، في المواصفات، وأن تراقب عملية البيع والشراء، والاتقان في الكيل والوزن، والسلامة من الغش، وكل أشكال الخداع في المعاملات التجارية والاقتصادية والبيع والشراء.
ومعنيون في المجتمع أن نحرص على تقوى الله -سبحانه وتعالى- وأن نتحلى بهذه القيم، وأن نلتزم بهذه التعليمات في معاملاتنا في البيع والشراء، الحذر من الغش بكل أشكاله، الحذر من الغش في الكيل والوزن، البعض مثلاً قد يلعب في الميزان، يجعل له ميزاناً ولكن يلعب فيه لعبة معينة تساعده على الغش في المعاملة، ثم الغش في الجودة، في المنتج، أن لا يكون منتجاً رديئاً، البعض مثلاً: سواءً في بيع الفواكه، أو بيع البعض من المنتجات، يحاول يكون ظاهر هذا المنتج من الأشياء الجيدة والسليمة، يوجهه فقط الوجه؛ لينفقه ويقدم صورة عن بقية البضاعة وكأنها بذلك المستوى من الجودة، ويغش المشتري، فالضابط الأساسي لمعاملاتنا في البيع والشراء ومعاملاتنا التجارية والاقتصادية هو هذه المبادئ والتعليمات الإلهية، التي إن التزمنا بها نستطيع أن نتفوق على الآخرين في الإنتاج الاقتصادي بجودة عالية وبأمانة كبيرة، ونستطيع أن ننشر الاطمئنان في أوساط المشترين والمستهلكين؛ فيقبلون على الشراء وهم مطمئنون، وهذا له أهمية في نمو الاقتصاد في المجتمع الإسلامي، ويساعد مجتمعنا الإسلامي أن يكون مجتمعاً قوياً بقوة اقتصاده، الله يريد لنا أن نكون أمة قوية، أن لا نعتمد على المنتج الخارجي والأجنبي؛ لأننا نرى فيه الجودة والإتقان والأمانة، ثم نرى في منتجنا المحلي أنه منتج رديء، أو أنه يعتمد على معاملات وإجراءات غير سليمة ولا موثوقة، هذه مسألة خطيرة جدًّا، {ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}، وما أحسن هذا التعبير القرآني وما أعظمه وما أهداه، (ذَلِكَ خَيْرٌ): إذا صلحت المعاملة واعتمدت على التعليمات الإلهية في البيع والشراء والتجارة والاقتصاد، ففي هذا خير للمجتمع، خير أولاً: بركة من الله، الله يبارك للناس، ثانياً: اطمئنان يساعد على الازدهار والنمو الاقتصادي، وازدهار المعاملة والنشاط في العمل والبيع والشراء، (وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) أحسن عاقبة.
فربما اليوم من أكثر ما يؤثر على مجتمعنا المسلم في واقعه التجاري والاقتصادي الإخلال بهذه القيم، نحن فقدنا عناصر أساسية ضربتنا في اقتصادنا كمجتمع مسلم، مع أننا نمتلك من المقومات ما لا يمتلكه الآخرون، فقدنا الشعور بالمسؤولية لننهض، لم يعد عندنا اهتمام لننهض، أن نكون أمةً قوية؛ لأننا عطلنا جانب المسؤولية في حياتنا، عطلنا مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الجهاد في سبيل الله، أن نكون أمة حاضرة في الساحة العالمية لنشر الخير والدعوة إلى الخير، ومكافحة الفساد والظلم والطغيان في أرجاء العالم، عندما عطلنا هذه المسؤولية لم نعد نشعر بالحاجة إلى أن نكون أمةً قوية، ودخل في هذا آفات كثيرة من كثير من المرشدين والموعظين والمعلمين والسياسيين، وأتى جانب الطغيان الذي يسعى إلى استعباد الأمة وإضعافها ليكون قوياً، وهذا مثَّل عاملاً آخر، ثم فقدنا هذه القيم في التعامل التي تساعدنا أن نكون الأمة التي تنتج أحسن المنتجات، أن تكون الأكثر أمانة بين الأمم في إنتاجها الاقتصادي، الجودة على نحوٍ لا مثيل له لدى الآخرين، الإتقان، الإخلاص، الصدق… هذه القيم العملية التي تساعدنا اقتصادياً، ولها عاقبة مهمة في النمو الاقتصادي، والاستقرار الاقتصادي، وحتى في الاستقرار الاجتماعي، وحتى في الاستقلال والحرية والكرامة، لدينا كل المقومات الاقتصادية، لكن بحاجة إلى قيم، إحساس بمسؤولية، حسن في التعامل.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
رعاية اليتيم والوفاء بالعهد
وموقعهما في منطق الإسلام وواقع الإنسانية
سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة العشرون مايو 28, 2019م