مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ولذلك أيها الأخوة الأعزاء يجب أن تتعزز وتترسخ الثقافة الحسينية في الثورة على الظالمين والطغاة، وعدم القبول بهم في موقع السلطة أبدًا مهما كان الثمن؛ لأنهم لا نفع فيهم ولا فائدة ترجى منهم، وليس للشعوب أي مصلحةٍ منهم؛ لأنهم ليس لديهم أساسًا أي تفكير و لا اهتمام في كيف يبنوا واقع الأمة ويحققوا لها العدل والرخاء والأمن والاستقرار، وكيف يسخّروا الإمكانيات  والثروة العامة التي هي ملك الأمة في خدمتها ومصالحها، هم بعيدون عن ذلك، كل تفكيرهم كل انشغالهم كل اهتمامهم هو كيف يقووا نفوذهم، وينموا ثرواتهم، ويحكموا سيطرتهم وسلطتهم ليتمكنوا أكثر من ممارسة الظلم، وليكونوا أشد اقتدارًا لممارسة الطغيان والاستبداد، وتفكيرهم منصبّ في كيف يشعلون الحروب والفتن والمآسي، كيف يقتلون ذاك، وكيف يسجنون ذاك , كيف ينهبون تلك الثروة، كيف يستحوذون على تلك المصادر لأرزاق الناس ومصالحهم, هذا هو واقع الطغاة والظالمين, لا يمكن أن تراهن الأمة عليهم ولا أن تعتمد عليهم لا لصلاح دين ولا لصلاح دنيا.
والعدل ـ أيها الأخوة الأعزاء ـ هو ضرورة للحياة لا تستقيم الحياة إلا به، لا يستقيم واقع الناس حتى في دنياهم  إلا على أساسه، بدونه لا قيمة للحياة، تكون كلها ظلم وهوان واضطهاد، لذلك لا حرج من التضحية من أجل إقامة العدل (ليرغب المؤمن في لقاء الله محقًا).
ولذلك أيها الإخوة الأعزاء التغيير والعمل على إصلاح الواقع هو مسؤولية وهو ضرورة، هو ضرورة لصلاح حياة الناس، لاستقرار حياتهم، لأمنهم، لسلامهم، لعزتهم، للرخاء، للارتقاء في واقع الحياة وفي مستوى المسؤولية, هو ضرورة وهو مسؤولية علينا كمسلمين، نحن أولى الأمم بإقامة العدل في واقعنا, لا يجوز ولا يليق ولا ينبغي أن نكون كمسلمين في واقعنا أكثر الأمم معاناة من الظلم والاضطهاد، وأسوأ ساحة تقبل بالظالمين ويهيمن عليها الظالمون والمجرمون .
الإمام الحسين (عليه السلام) وهو يخاطب الأمة ضمن خطاباته التي كان يلقيها حتى في طريقه إلى الكوفة يذكّر بهذا أن السعي للتغيير هو مسؤولية، مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى خطب (عليه السلام) (بالبيضة) يخاطب أصحابه ويخاطب أصحاب الحر : فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : (أيها الناس إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : من رأى سلطانًا جائرًا مستحلاً لحرم الله ناكثًا لعهد الله مخالفًا لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيّر عليه بفعلٍ ولا قولٍ كان حقًا على الله أن يدخله مدخله) من هذا النص المهم الذي رواه الإمام الحسين (عليه السلام) عن جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) ندرك أهمية هذه المسؤولية، وما يترتب على التقصير فيها والإخلال بها والتخاذل عنها من عقوبة كبيرة, ذلك لسوء أثرها في واقع الحياة؛ لأنه لم يستحكم للظالمين سلطة ولم يتمكنوا من السيطرة على الموقع الأهم في التأثير في واقع الحياة وهو ولاية الأمر إلا بخنوع الأمة إلا بصمتها, ولذلك فسكوت الساكتين وتخاذل المتخاذلين وخنوع الخانعين من جماهير الأمة هو الذي مكّن الظالمين من السيطرة على الحكم، وتقلّد ولاية الأمر، والهيمنة من خلال ذلك على واقع الأمة، فكان الإثم كبيرًا والعاقبة سيئة، هي هذه (فلم يغيّر عليه بفعلٍ ولا قولٍ كان حقًا على الله أن يدخله مدخله) وأين مدخل الظالمين، أين مصير المفسدين والمتجبرين إلا جهنم وبئس المصير .
هو عندما يتحدث (عليه السلام) في ذلك الخطاب  ويقيم الواقع الذي تعيشه الأمة في عصره فيتحدث عن الحكومة الجائرة في ذلك الزمن سلطة يزيد وقد أظهروا الفساد واستأثروا بالفيء، من واجب الأمة المسلمة التي تعتبر نفسها أمة محمد، أمة القرآن، أمة الخير، أمة القيم، أن تكون ساحتها ساحة صلاحٍ وخير وعدلٍ واستقامة، لا أن تكون ساحة قابلة بالظلم، قابلة بالفساد، أرضية خصبة للطغيان، فهو عندما يقول : (أظهروا الفساد) يعني: أن الواقع السيئ والمتردي للأمة وصل إلى درجة أن يتمكن أولئك الظالمون المجرمون من إظهار الفساد فيصبح الفساد حالةً مقبولة، حالةً مسكوت عنها، حالةً لا تواجه لا باحتجاج ولا بموقف،  بل يكون الحال الغالب هو التغاضي عنها والتجاهل لها، في ظل واقع كهذا يصبح الحال مشجعًا للطغاة والمجرمين والأشرار على ممارسة المزيد والمزيد والمزيد من فسادهم وظلمهم وطغيانهم وإجرامهم بحق الأمة .
(واستأثروا بالفيء) الاستئثار  بالمال العام الذي هو حق للأمة كلها وملك للأمة جميعها من أكبر الظلم للأمة، وله نتائج سلبية جدًا، هكذا جرت طريقة الظالمين وسنّة الطغاة والمفسدين أن يستأثروا بالمال العام، يسيطروا عليه ثم يستغلونه للهيمنة على الأمة فيكون ما يقدمونه للناس من قليل ما استحوذوا عليه، القليل مما استحوذوا عليه، اليسير مما حازوه وتغلبوا  عليه واستأثروا به مقابل عزة الأمة، مقابل كرامة الأمة، مقابل أخلاق الأمة وكرامتها ودينها, يشترون الناس  شراءً يدفعون المال مقابل الموقف، مقابل تركيع الأمة لهم، وكأن المال العام ملكًا لهم فيوظفونه ويسخرونه ويستغلونه مع منافعهم الخاصة للتحكم على الأمة والسيطرة عليها، وتربية الأمة على بيع الضمير، وبيع المواقف، وبيع الولاءات، وهكذا يمتهنون الأمة امتهانًا , بينما في أصل الحق وفي الواقع ذلك المال هو حقٌ للأمة يجب أن تعطى الأمة ذلك الحق من دون مقابل، من دون أن تستذل، من دون أن تشترى ولاءاتها، من دون أن تمتهن، من دون أن يكون مقابل التغاضي عما يمارسه الظالمون بحقها من الظلم والاضطهاد، (أظهروا الفساد واستأثروا بالفيء) وهذا من أهم وأسوأ ما يعمله الطغاة والظالمون في الأمة ويهدمون به واقعها، يتحدث في ذلك الخطاب فيقول :(وأنا أحق من غيّر) الحسين (عليه السلام) بمقامه العظيم وريثًا لجده حاملاً لراية الحق والعدل هو الأولى بأن يكون هو الذي يتقدم في واقع الأمة يعلن الموقف ويحدد المسؤولية ويحدد معالم الطريق (أحق من غيّر) وهو الأحق بأن نقتدي به، ونتأسى به، ونسير بسيرته، ونقتبس من روحيته.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
كلمة السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة ذكرى عاشوراء
للعام الهجري 1434هـ

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر