مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

اذًا الإنسان الذي ينطلق من منطلقات شخصية، عداوة شخصية، أو حتى وطنية، أو قومية، ليس مضمونا أن يثبت في مواجهة مصالحهم، ووجدنا في المرحلة هذه من كانوا يتشدقون بالقومية أليسوا هم من أصبح الكثير منهم من سقطوا في أحضان أمريكا؟ فعلاً، عندما تأتي إغراءات كثيرة، لأنه ماذا؟ قد تكون دول عندها إغراءات كثيرة لكن المؤمن هنا سيعرف بأنها قيمة الله، وقيمة نفسه، وقيمة دينه، وقيمة الجنة، أليس هو سيعرف هذا؟ ليس مستعداً على الإطلاق مهما قدموا من إغراءات. الحب لله يشكل ضمانة ضرورية، يعني: كأنه يكشف بأنه فعلا في مرحلة كهذه يحتاج الناس في مواجهة بني إسرائيل إلى أن يكونوا محبين لله، وإلا فقد يستفتي، قال لك: [ما يلزم] تقول: نريد كذا .. قال: [بل اترك الأمريكي يقدم لنا مصلحة]، وجلس، ألم يجلس؟ بقي ماذا؟ لا يتحرك إلا من ينطلق من الحب لله؛ لأنه ليس وراء [يلزم أو ما يلزم أو هذا قد وجب يا سيدي فلان أو ما وجب] وليس وراء: [إنهم يريدون أن يقدموا لنا مصلحة] بل أصبحوا إلى درجة أن يقول آخرون لنا، الذين يأكلون مصالحنا، الذين هم من داخل بلادنا، يقول: [من أجل مصلحة] والمصلحة ستأتي له هو، أي: قد صارت المسألة إلى أنه يباع الدين، ويباع الوطن من أجل مصلحة آخرين! أما هذا فقد صار يعتبر من أسوء الأشياء، تعتبر خسارة كبيرة جدًا أن تبيع دينك بمصلحة لك شخصية مهما كانت، أما أن تبيع دينك ووطنك من أجل مصلحة آخرين فستكون أشقى الأشقياء.

أيضا هؤلاء الأعداء لديهم فيما يتعلق بأنواع الصراع، يركزون على أشياء كثيرة يحركونها، تلويم عن طريق مثلا تثقيف، عن طريق دعاية، عن طريق ترغيب، وعن طريق ترهيب، حتى ينطلق اللوم ضد من يتحركون من كل جهة، من يلومك باعتبار أن عملك مخالف للمصلحة الوطنية، يضر بالمصلحة الوطنية، ومن يلومك باعتبار عملك يقضي على المذهب، ومن يلومك باعتبار عملك لا يجوز في المسجد، ومن يلومك باعتبار أنه خائف عليك، ومن يلومك باعتبار أن عملك يسد عليه مصلحة وقد هو مجهز لنفسه ليبيع في الأخير نفسه وهو يعتبر عملك يحول دون أن ينفق بثمن جيِّد، ومن .. ومن .. كم!.
إذًا معناه لا بد من أمة، من أناس لا يخافون لومة لائم، سواء عالم، أو زعيم، أو مسئول، أو أب أو أم، أو كيفما كان، إذا كان وعيه، إيمانه لم يرتق إلى الدرجة هذه قد يأتي لوم وطأطأ برأسه وجلس، يصطرع، يدخل في قائمة المرتدين. هنا لا يوجد مجال على الإطلاق في مرحلة كهذه، وبمنطق الآيات هذه إلا أن تكون واحداً من: إما مرتدين، أو ممن يأتي الله بهم. إذًا عندما لا تكن ممن يأتي الله بهم فأين موقعك؟ معناه موقع الساكتين، موقع الجالسين، أو ربما موقع المعارضين؛ لأنه ذكر عن البديل: يجاهدون، الذين يجاهدون يعتبرون ماذا؟ لأن هذا هو قطب الآية هنا، من يرتد قابل ما يساوي الارتداد بكلمة ماذا؟ يجاهدون، كلمة: يرتد، ليس معناها: ارتداد كفر، كلمة ارتداد، كلمة كفر، أشياء هي واسعة، ليس معنى ارتداد هنا يعني: كفراً، وقد يصلون بالناس فعلا إلى درجة الكفر، قد يجعلون الناس يكفرون بالدين نهائيا خلي عنك الكفر بأنواعه الكثيرة، كم قد أوقعوا إلى الآن!.

الدرس الثاني والعشرين -من دروس رمضان .

السيد حسين بدرالدين الحوثي - رضوان الله عليه .

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر