
يقدّم موضوع إعجاز القرآن الكريم في كتب الأصول, والتفسير, وعلوم القرآن على أنّه مرتبط بالجانب البلاغي, فيعتبرونه معجزاً من النّاحية الفنيّة والشّكليّة, فيقولون بأنّه معجز من ناحية البلاغة والفصاحة, وهذه رؤية ضيّقة وقاصرة جدّاً لا يتوقف عليها موضوع اعجاز القرآن الكريم فقط, بل يتجاوزها إلى ما هو أهمّ, وأشمل, وأعظم في كونه حكيم, كتاب أحكمت آياته, وفي منهجه, وطريقته, ونظامه الرّاقي في الحياة, وهنا يقدّم السّيد رؤية جميلة جدّاً حول موضوع إعجاز القرآن الكريم, يبيّن فيها أنّ اعجاز القرآن الكريم واسع وشامل يتجاوز مسألة البلاغة والفصاحة إلى جوانب وقضايا عميقة ترتبط بالقرآن الكريم, فالجانب البلاغي مرتبط بالمعنى, وليس بشكل المفردة, ولا بطول النّص وقصره, وعلى هذا يكون اعجاز القرآن الكريم مرتبط بعمق معانيه وسعتها, إضافة إلى الجوانب الأخرى التربويّة, والثقافيّة, والسّياسيّة, والإقتصاديّة, والإداريّة, والتنظيميّة, وغيرها من القضايا المرتبطة بالرؤية, والمنهجيّة, والنّظام, ممّا جعل القرآن الكريم معجزا في كلّ عصر, وكلّ زمان, وأمام كلّ الوضعيّات, وقد ظهر عجز كلّ الخبراء, والمنظرين, والمختصين عن الإتيان بمثله في كلّ الأزمنة والعصور, وحول هذا الموضوع يتحدّث السيّد فيقول: (وموضوع أن القرآن معجز ليس الموضوع مرتبطاً بالنص اللغوي فقط, عندما يفهم واحد بأن معنى:﴿لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ﴾ في جانب الفصاحة مثلاً, الفصاحة! الموضوع أوسع من هذا بكثير, جانب بلاغته, وفي كونه بليغ.. الجانب البلاغي مرتبط بالمعنى.. أليست البلاغة مرتبطة بالمعنى؟ ليست مرتبطة بشكلية المفردة, أو بطول النص, أو بقصره, فالكلام يعتبر بليغاً في كونه يؤدي المعنى بشكل كامل, وبشكل جميل, وفي قالب جميل, ويعبر عن المعنى من جميع جوانبه, هذا يعتبر بليغاً عند العرب.
اقراء المزيد