يبيّن السّيد أنّ الاعتصام بالله هو اعتصام عملي في مواجهة أهل الكتاب ومؤامراتهم الرهيبة, الاعتصام العمليّ الذي يتمثّل في الالتجاء إلى الله, والاهتداء به, والعمل بتوجيهاته, ويتجسّد هذا الاعتصام في أناس يعملون ويتحركون بهذه التّوجيهات, يقول السّيد أيضاً عند هذه الآية: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾[آل عمران: من الآية 101] وإن الإعتصام اعتصام عملي، يعني، التجاء إلى الله ليهدينا إلى الصراط المستقيم الذي من خلاله نثبت على إيماننا ونستقيم ونعرف كيف نواجه أولئك الذين يبغوننا أن نعوج يبغون المسيرة أن تكون عوجاء وأن نكون عوجاً. فكلمة ﴿فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾[آل عمران: من الآية 101] هي توحي بماذا؟ توحي بحركة، عمل، ليس الإلتجاء هنا فقط يتمثل أو يتجسد في أن تدعو [اللهم دمرهم اللهم اهلكهم فقط]. لا. الإعتصام بالله يتمثل في ماذا؟ في الإهتداء إلى صراط مستقيم ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ﴾[آل عمران: من الآية 101] أي أن المسألة تقدم من البداية وكأنك أنت تستشعر الخطورة وتبحث عن جهة ترجع إليها توجهك كيف تعمل توجهك كيف تعمل وليس أن توجهها أنت لتعمل، يتجه إلى الدعاء أليس معنى هذا أنه ينطلق يقول للباري [أنت..] يوجه الله هو الذي يعمل! لا، إنك أنت تعتصم بالله تتوجه إليه لتمتنع به وليوجهك هو كيف تعمل لتهتدي إلى الصراط المستقيم) سورة آل عمران الدرس الرابع عشر.
ويبيّن السّيد أنّ كلمة الهدى, وكلمة الضّلال واسعة الاستعمال في القرآن الكريم, وتعني العمل والتّحرّك المستمرّ, لأنّ الحياة ليست راكدة, وإنّما هي في تحرّك وعمل مستمر, يقول السّيد: (ودائماً كلمة: [هدى] وكلمة: [ضلال] كلها توحي بمسيرة، نفس الكلمتين هذه التي هي في القرآن الكريم واسعة الإستعمال، هدى وضلال معناها: طريق، مسيرة، حركة، ما تتصور أن الأمة هكذا راكدة أو أن الحياة راكدة ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ﴾[الإنشقاق: الآية 6]. الحياة هي حركة ومسيرة فإما أن تطلع إلى الصراط المستقيم وتمشي عليه فيقال هديت إلى كذا، عندما يقال: هديت أي: أنك أنت في طريق ماشي يوجهونك [من هنا تعال كذا] ما يقال: هدي للقاعد، ما يقال في اللغة إنما السائر مثلاً مسافر يسأل من أين؟ أنا أريد شخصاً أن يهديني إلى طريق كذا، أليس موسى قال: ﴿عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾[القصص: من الآية 22] ما يقال للقاعد اهتدى أو هداه إلى كذا أبداً، يقال لمن هو في مسيره لمن هو سائر) سورة آل عمران الدرس الرابع عشر.
ويضيف السيد عند هذه الآية: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾[آل عمران: من الآية 101] أن الله يقدم المنهج والطريقة التي تنجينا من خططهم ومؤامراتهم العوجاء التي يسعون من خلالها للإعوجاج العام بالأمة في كل مناحي الحياة, وليس هذا فحسب, بل إن المنهج والطريقة الإلهية تضمن للناس التفوق والتغلب على أهل الكتب وضربهم فيقول: (ليعمل الطريقة التي تنجيه من كل مؤامراتهم وفي نفس الوقت يتفوق وليس فقط بشكل منعة بأنهم لن يصلوا إليه بل يستطيع هو مثلما جاء في مسيرة الآيات إلى آخرها أن يتغلب عليهم، أليس هذا الذي حصل في بداية الإسلام؟ ألم يضُربوا وينتهوا في بداية الإسلام؟ فعلاً, فيحصل بهذا الشيء، الإعتصام بالله منعة من تضليلهم الثقافي من محاولات احتلالهم للأوطان من محاربتهم للدين من كل ما تعنيه كلمة عوج، وهم عوج في كل شيء يقدمون ثقافة عوجاء وإعلام أعوج وكل مؤامراتهم كلها بالنسبة للناس إعوجاج) سورة آل عمران الدرس الرابع عشر.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.