جاء الأمر الإلهيّ بالاعتصام بحبل الله, وعدم التفرّق والاختلاف بعد الحديث القرآني عن خطورة الطاعة والتولي لفريق من أهل الكتاب من اليهود والنّصارى, وأنّ طاعتهم تؤدّي بالنّاس للكفر بعد الإيمان, وهذا الخطاب والتّحذير القرآني يدلّل على أهميّة وخطورة الموضوع في مواجهة أهل الكتاب أوّلاً, ويؤكّد ثانياً على أنّهم هم من يسعون لتفريق وتمزيق الأمّة, وقد تحدّث السّيد (رضوان الله عليه) في الدّروس والمحاضرات عن أهميّة وضرورة الوحدة والاعتصام, وقدّم في سورة آل عمران الدرس الرابع عشر من دروس رمضان الرؤّية العمليّة للوحدة والتّوحد من خلال القرآن الكريم, فعند قوله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾[آل عمران: الآية 101] يبيّن السّيد أنّ كتاب الله ورسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) هما من يبعدان عن الوقوع في هذه الحالة, ويشكلان لنا الضّمانة عن الارتداد بعد الايمان, فيقول: (هذه الآية تعني أن آيات الله ﴿وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ﴾[آل عمران: من الآية 101] فيها ما يجعلكم بعيدين كل البعد عن أن تكفروا تعتبر حالة غريبة وحالة سيئة جداً أن يحصل من جانبكم كفر وأنتم تتلى عليكم آيات الله ما معنى الآية بأنه معناها ماذا؟ أن هذا لا يحصل منكم، إنما أنه فيما لو حصل منكم طاعة لهم وهم هكذا: يريدون أن يردوكم بعد إيمانكم كافرين، فإن كفركم هذا وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله تعتبر قضية كبيرة جداً وقضية غريبة جداً؛ لأن في آيات الله ما يجعل الإنسان بعيداً كل البعد عن أن يكفر عن أن يتأثر بأي تضليل أو خداع من جانب بني إسرائيل.
﴿وَفِيكُمْ رَسُولُهُ﴾[آل عمران: من الآية 101] هذه الآية مما تشهد بعظمة رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) عظمته وذكائه وفطنته وفهمه ومعرفته لليهود ومعرفته للناس ومعرفته لتضليلهم وخداعهم كيف يكون وقدرته على أن يبين للناس ما يجعلهم بعيدين عن الكفر, القضية هذه نفسها شاهدة بأنه الشيئين لا بد منهما وفق السنة الإلهية: كتاب الله الذي تمثل آياته، ورسوله كعلم [كتاب وعلم] فإن كان هناك رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) ما يزال حياً وإلا فورثة الكتاب من بعده) الدرس الرابع عشر من دروس رمضان سورة آل عمران.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.