مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

السعي لأن يكون ما بعد شهر رمضان المبارك امتداداً لشهر رمضان المبارك، هذه مسألة مهمة جداً، ألَّا يتَّجه الإنسان فيما بعد الشهر الكريم مضرباً، وفاصلاً لمسيرته في هذه الحياة عن شهر رمضان، فاتَّجه في ذهنيته بشكلٍ فصل نفسه عمَّا كان عليه في شهر رمضان، من الإقبال على ما يزيده إيماناً، وبصيرةً، وتقوىً، واستقامةً، هذه مسألة مهمة جداً.

الاستحضار لهذه المسألة له أهمية كبيرة: أن يسعى الإنسان لأن يكون ما بعد شهر رمضان المبارك امتداداً له، مع الاستعانة بالله، مع الاستعانة بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" على ذلك، والدعاء، الدعاء، هذه مسألة مهمة جداً، بحيث يسعى الإنسان إلى الاستمرار في ترسيخ حالة التقوى، في الاستقامة، في الاهتمام بما يحافظ على زكاء نفسه، بما يرتقي به باستمرار في إيمانه بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".

شهر رمضان المبارك هو موسم الخير والبركات، وربيع القرآن، ونعمة التوفيق من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" للإنسان في صيامه، وقيامه، والاستفادة منه تربوياً وإيمانياً، ووعياً وبصيرةً، والمكسب العظيم هو: لمن تقبل الله منه صيامه، وقيامه، وأعماله الصالحة، ويمكن أن تكون مؤشرات قبول الصيام، وقبول العمل في شهر رمضان، بمختلف أنواع العمل الصالح، يمكن أن تكون المؤشرات من خلال التأثير النفسي الإيجابي، الذي يلمسه الإنسان في نفسه؛ وبالتالي في واقع حياته، وفي أعماله؛ لأننا لسنا كما كان في الزمن الماضي في عصر بعض الأنبياء، وفي بداية الوجود البشري، حيث كان هناك ما يدل بوضوح على ما إذا كان عمل الإنسان متقبلاً، يُقَرِّب قُرباناً، فتنزل نار تحرقه، أو صاعقة تحرقه وتأكله النار، لكن ما يُبيِّن للإنسان، ويكون من المبشرات له على قبول صيامه وأعماله، هو: الأثر النفسي الإيجابي، الذي يلمسه الإنسان في نفسه؛ وبالتالي على عمله، وفي واقع حياته، يشعر بالقرب من الله أكثر، يشعر بالأثر الطيب في نفسه، ووجدانه، ومشاعره.

فالمكسب الكبير من شهر رمضان، لمن يفوز به: تربوياً في العطاء التربوي، والأثر الملموس في تزكية النفس، وكذلك في الأجر والثواب المضاعف، وفي استجابة الدعاء، والعتق من النار، في الحديث عن رسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ" أنَّها توزَّع الجوائز بعد صلاة العيد، بمعنى: ما يُكتب للإنسان بشأن شهر رمضان المبارك، يتقرر ويتم إنجازه ما بعد صلاة العيد، وهذه الجائزة المهمة: العتق من النار، والقبول، قبول الصيام والعمل.

في هذا الزمن الأحداث خطيرة، والمسؤوليات كبيرة، والمؤثرات السيئة كثيرة، التي تؤثِّر على الناس، وتنحرف بهم عن خط الاستقامة والصلاح، وتنزلق بهم نحو المعاصي بأنواعها؛ ولذلك فالإنسان في هذا الزمن بالذات بحاجة أكثر:

  • إلى ترسيخ الإيمان الواعي، الذي ثمرته تقوى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".
  • وإلى تقوية العلاقة الإيمانية بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": في الخوف من الله، في الرجاء لله، في المحبة لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".
  • والإنسان بحاجة إلى العناية بالتزكية للنفس أكثر من أي زمنٍ مضى، أكثر من كل الأزمان الماضية، زمن حساس وخطير.

الأنشطة والاهتمامات التي كانت ضمن اهتمام الإنسان في شهر رمضان المبارك، ضمن برنامجه، وضمن أعماله، هي مهمةٌ جداً، وأكثرها ينبغي الحفاظ عليها والاستمرار فيها ما بعد شهر رمضان، وإن لم يكن مستوى الاهتمام كما في شهر رمضان بنفس الأهمية، أو بنفس المستوى من الاهتمام؛ أمَّا الأهمية فهي مستمرة في كل وقت، من ضمن ذلك:

  • وفي مُقدِّمة ذلك: العناية بالصلاة، وبإحياء المساجد:

عادةً ما يهتم الكثير من الناس أكثر في شهر رمضان، بفرائض الصلاة للعناية بها، وبإحياء المساجد، وهذه مسألة مهمة جداً، ينبغي أن يحرص الإنسان في اهتمامه بصلاته، أن يستمر ما بعد شهر رمضان، ويكون امتداداً لشهر رمضان في ذلك.

وينبغي ترسيخ أهمية الصلاة، وبالذات فرائض الله، الصلاة الفريضة؛ باعتبارها في مُقدِّمة الفرائض الدينية، وباعتبارها أيضاً ركناً من أركان الإسلام المهمة، ولأهميتها التربوية الكبيرة في تزكية النفس، {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}[العنكبوت: من الآية45]، فينبغي أن يحرص الإنسان على المحافظة عليها، وعدم التفريط بها؛ لأن الكثير من الناس يفرِّطون وبالذات في صلاة الفجر، ينامون عنها حتى يخرج وقتها، وهذا تفريطٌ خطير، والإنسان إذا كان مستمراً على ذلك، ومدمناً على ذلك؛ فهو في واقع الحال يستهتر بالصلاة، ويُؤْثِر راحته، ورغبته في الاستمرار بالنوم، على حساب ركن من أركان الإسلام، وفريضة من أهم فرائض الله "عَزَّ وَجَلَّ"، وهذا إثمٌ كبير، ووزرٌ عظيم، وخروجٌ عن حد التقوى، ومعصيةٌ كبيرةٌ لله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، لها آثارها السيئة على نفسية الإنسان، آثارها الخطيرة على علاقة الإنسان بالله تعالى، آثارها الخطيرة على حياة الإنسان وأعماله، ينبغي الحذر من التفريط بالصلاة، ومن الممكن للإنسان إذا كان السبب في أنه ينام عن صلاة الفجر هو سهره، والكثير من الناس يسهرون لغير ضرورة، لغير ضرورة، ليس هناك ضرورة عملية يسهرون من أجلها، يمكن أن يغير الإنسان طريقته وبرنامجه، بحيث ينام في وقتٍ مبكر؛ ليتمكن من القيام لأداء فريضة مهمة من فرائض الله "عَزَّ وَجَلَّ".

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

المحاضرة الرمضانية الخامسة والعشرون

للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

الثلاثاء 30 رمضان 1445هـ 9 أبريل 2024م

 

 

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر