مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ولد رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، يمتد نسبه إلى نبي الله إسماعيل، ابن نبي الله وخليله إبراهيم “عليهما السلام”، بمكة المكرمة، في عام الفيل، العام الذي أهلك الله فيه الجيش الموالي للروم، الذي اتجه غازياً لمكة، بهدف تدمير الكعبة، ووأد المشروع الإلهي، في وقتٍ ظهرت فيه الدلائل والمؤشرات على قرب قدوم منقذ البشرية، ومحطم الطاغوت، خاتم الأنبياء، وكانت الآية العجيبة، التي هي من أكبر الإرهاصات، عندما أرسل الله طير الأبابيل، {تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ}[الفيل: 4-5]، وأهلك الله ذلك الجيش بكله، ولم يكن ذلك حدثاً عادياً، بل لربما كان أبرز حدثٍ من بعد نبي الله عيسى “عليه السلام”، وكان له أثره الكبير في تعزيز مكانة ودور الكعبة المشرفة، ومكة المكرمة، كمركزٍ دينيٍ مقدس، والتهيئة للرسالة الإلهية، التي سيكون مهدها الأول، وموطنها في المنطلق، هو مكة.

 

كما حدثت متغيراتٌ كونيةٌ كبرى، مقترنةً بقدومه الميمون، ومولده المبارك، وكان من أبرزها: منع الجن والشياطين من استراق السمع في السماء، ورميهم بالشهب، كما ذكره الله في الآية المباركة: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا}[الجن: الآية8].

 

وقد نشأ رسول الله “صلى الله عليه وآله” نشأةً مباركةً طيبة، وآواه الله تعالى برعاية جده عبد المطلب، ثم عمه أبي طالب، فجبر يتمه، وحظي بالإعداد الخاص من الله تعالى؛ لمهمته المقدسة، ومسؤوليته الكبرى، فلم يتندس بدنس الجاهلية، ولم يتأثر بالجو العام السائد في مكة، بل كان ينمو ويكبر في سموٍ وزكاءٍ وكمالٍ أخلاقيٍ عظيم، ورشدٍ فكريٍ، وحكمةٍ متميزة.

 

وفي الأربعين من عمره الشريف بعثه الله بالرسالة إلى العالمين، وأمره بالتبليغ بشيراً ونذيراً، {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}[الأحزاب: الآية46]، وهادياً ومنقذاً، وأنزل عليه القرآن، الذكر الحكيم، والنور المبين، والصراط المستقيم، والمعجزة الخالدة، مواكباً لحركته بالرسالة، ومنهجاً عملياً يتبعه، ويسعى به لإخراج الناس من الظلمات، كما قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}[إبراهيم: من الآية1].

 

فنهض “صلوات الله عليه وعلى آله” بأمر الله تعالى، وفق تعليمات الله، متوكلاً على الله، وبدأ مشواره في تبليغ رسالة الله، وإقامة دينه، وإنقاذ عباده، من نقطة الصفر، حيث كانت بداية عمله في تكوين النواة الأولى للأمة المسلمة، ثم توسعت دائرة الدعوة في مكة، وفي مواسم الحج، مع الحجاج الوافدين من مختلف أرجاء المناطق والقبائل العربية، التي كانت تحج إلى بيت الله الحرام.

 

وقد امتازت الرسالة الإلهية بكل عناصر الجاذبية والجمال والتأثير:

 

فهي في مضمونها راقيةٌ، ومنسجمةٌ مع الفطرة، وترتكز على مكارم الأخلاق، وعلى الحق والعدل، وتستند إلى الحجة والبرهان.

وهي كذلك تمتلك المعجزة الخارقة العجيبة: القرآن الكريم، الذي قال الله عنه: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}[الإسراء: الآية88].

إضافةً إلى أنها تقدم الحلول للمشاكل التي يعاني منها المجتمع، وتصلح الواقع.

كما أن الذي يتحرك بهذه الرسالة، مبلغاً، وقائداً، وقدوةً، هو رسول الله “صلى الله عليه وآله”، بما يمتاز به من مؤهلاتٍ راقيةٍ وعظيمة، بلغ بها أعلى مراتب الكمال الإنساني:

 

فهو في سلوكه، وتعامله، وتصرفاته، وأعماله، يجسد مكارم الأخلاق، وبلغ في ذلك إلى مستوى العظمة، كما قال الله “سبحانه وتعالى”: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}[القلم: الآية4].

وهو في رشده، ووعيه، وفهمه، ومعارفه، وتعليماته، وحكمته، وبيانه، من بلغ أعلى المراتب في أنبياء الله ورسله، فكان كما وصفه الله “سبحانه وتعالى” بقوله في القرآن الكريم: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا}[الأحزاب: الآية46]، فقوله تعالى: {وَسِرَاجًا مُنِيرًا} هو أرقى تعبير، يبين لنا مستوى ما كان عليه رسول الله “صلى الله عليه وآله” من الهداية والنور.

وهو الذي اتصل بالوحي الإلهي بشكلٍ مباشر، فكل معارفه وعلومه من الله تعالى، لا تشوبها أي شائبةٍ من ضلالٍ، أو خرافةٍ، أو باطل، بل كما قال الله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[النجم: 3-4].

ثم هو في حرصه العجيب على هداية الناس، واهتمامه الكبير بإنقاذهم من الضلال، من بلغ إلى درجةٍ عجيبةٍ في ذلك، فكان يتألم أشد الألم لحالهم، إلى المستوى الذي عبَّر عنه القرآن الكريم في قول الله تعالى: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}[الشعراء: الآية3]، فيما يعنيه ذلك أنه يكاد أن يهلك نفسه حزناً عليهم.

وهو في قدرته البيانية، ومستوى التقديم للهدى، ومواهبه في الإقناع، والتأثير إلى درجة الإقناع بالحق، ومصداقيته المعروفة، من كان يصل بالمتعنتين الجاحدين إلى مستوى الإقرار بالحق في قرارة أنفسهم، حتى ولو جحدوا بألسنتهم، كما قال الله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ}[الأنعام: الآية33].

وهو في حكمته، وطريقته في العمل، والتزامه بتعليمات الله له في ذلك، من قال الله عنه: {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}[النساء: من الآية113].

 [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف 1443هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر