مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يقول الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[التحريم: الآية6]، صَدَقَ اللَّهُ العّلِيُّ العَظِيم.

الإنسان بفطرته يحب الخير، والسلامة، والفوز، والفلاح، لنفسه ولأسرته في المقدمة، على مستوى واقعه الاجتماعي من حوله الابتداء بأسرته، يحب الخير لنفسه ولأسرته كذلك، ويسعى عملياً لرعايتهم، والاهتمام بهم، وحمايتهم، وعلى المستوى الشعوري والوجداني: في حزنه، وفي راحته، على المستوى النفسي: في حالة الرضا، في حالة السرور، في حالة الفرح، ثم كذلك في بقية الأحوال النفسية والوجدانية للإنسان، يرتبط ارتباطاً وثيقاً على أساس هذه الصلة الأسرية مع أسرته، فهو يحزن لأحزانهم، يتألم لآلامهم، يفرح لأفراحهم، يُسَر لسرورهم، يرتبط بهم على المستوى الوجداني ارتباطاً وثيقاً، ويسعى على المستوى العملي بكل ما يستطيع، يدافع هذا الحرص، هذه الرغبة، هذه المحبة الفطرية، الوجدانية، الإنسانية، يسعى للعناية بهم، بحسب ما يستطيع، وبحسب ما يتهيأ له في هذه الحياة، ولذلك من المعروف في واقع الناس ما يبذله الكثير ممن يرى نفسه معنياً بأسرته من جهد في هذه الحياة، من كد، من عناء، من تعب، من عمل، ومن اهتمامٍ واسع من أجل أسرته والعناية بهم.

ثم لأهمية هذه المسألة، ولأن المجتمع البشري في واقعه، حياته مترابطة، وشؤونه مترابطة، تأتي هذه المسؤولية أيضاً، هذا الاهتمام كمسؤولية إنسانية، يحسُّ بها الإنسان ابتداءً في واقع أسرته، ثم كمسؤولية اجتماعية، اجتمع فيها الدافع الفطري، الذي هو دافع محبة، وإرادة نابعة من وجدان الإنسان، من رغبته، من اهتمامه النفسي، ثم كمسؤولية إنسانية يستشعرها ويلحظها في واقعه النفسي، ويندفع على أساسها، ثم كمسؤولية اجتماعية يتعاون عليها المجتمع، ويراها ضمن اهتماماته الجامعة والمشتركة، والتي يسعى للعناية بها، ويُفيد فيها كل من يمكن أن يسهم ويُفيد فيها.

ثم عندما نأتي إلى هذه الأمور ذات الأهمية الكبيرة، التي هي في فطرة الإنسان، وفي واقع حياته، وجزءاً من اهتماماته في الحياة ومن شؤونه المهمة في الحياة، فلها موقعها الديني، لها أهميتها وموقعها في دين الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"؛ لأن الدين هو دين الفطرة، وأتى منسجماً مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها؛ ولهذا تعتبر أيضاً مسؤوليةً دينية، فيأتي النداء في الآية المباركة للذين آمنوا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، فيرى الإنسان نفسه هو مخاطب بهذه الآية المباركة، والله يناديه لأن يقي نفسه، وأن يسعى أيضاً لوقاية أهله من النار كمسؤولية دينية.

تأتي المسؤولية الدينية أيضاً ضمن نداء الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وتعليماته المباركة، وهديه العظيم للإنسان، الذي يرسم للإنسان طريق الفلاح، والفوز، والسعادة، والسلامة والنجاة في الدنيا والآخرة، في حياته الأولى التي هي حياة محدودة بأجل معيَّن، وحياته الأخرى التي هي حياةٌ أبدية؛ لأن الإسلام ودين الله الحق يربي الإنسان هذه التربية، ويعلمنا على هذا الأساس: أن نتجه في اهتماماتنا، في كل شؤوننا الأساسية نحو هذه الحياة، فيما يتعلق بها وفي مرحلتها، ونحو حياتنا الأخرى، الحياه الأبدية التي نحسب حسابها، في اهتماماتنا، في آمالنا، في خوفنا، وفي رغبتنا ورجائنا، وفي غير ذلك، فتأتي هذه المسؤولية كمسؤولية أيضاً دينية، من ضمن الالتزامات الإيمانية والدينية، والمسؤوليات الدينية.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة تدشين المراكز الصيفية 1445هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر