مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

مع اقتراب قيام الساعة ونهاية التاريخ، في الحقبة الأخيرة للوجود البشري، والتي أكد عليها القرآن الكريم في قول الله -سبحانه وتعالى-: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: الآية1]، وفي قوله تعالى: {أَزِفَتْ الْآزِفَةُ (57) لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ} [النجم: 57-58]، وفي قوله -سبحانه وتعالى-: {فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ} [محمد: الآية18]، وهذه المرحلة الختامية للوجود والمعروفة بآخر الزمن، والتي ستكون من أهم المراحل في الواقع البشري وفي واقع الحياة، وخلاصةً جامعةً عن كل المراحل السابقة في تجربة الأمم الماضية المتعاقبة، وتشهد فيها مسيرة الحياة تطورًا كبيرًا، وتمكنًا عجيبًا، وتسخيرًا واسعًا لصالح البشر، ويعظم فيها الاختبار، وتكبر فيها المسؤولية، كان في حكمة الله تعالى وفي رحمته أن يمنَّ على البشرية بأعظم وأسمى وأزكى وأهدى قائدٍ ومعلمٍ على مرِّ التاريخ، يختم به النبوة، ويتم به الرسالة، ويقيم به الحجة، ويتم به النعمة، ذلكم هو رسول الله محمد -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- وأرفق معه أعظم وأهدى كتبه، مضمنًا له من المعارف والتعليمات والحقائق والتوجيهات ما يتحقق للبشرية باتباعه الفوز، وتكسب به النجاة، وتهتدي به في مسيرة حياتها، وتسمو وترتقي في سلم الكمال الإنساني، وتصلح واقعها، وتؤدي مسؤولياتها، وتنهض بدورها الحضاري في واقع الحياة، بما يحقق لها الخير والفلاح، وتصوب مسيرتها من الدنيا إلى الآخرة مسيرة سعادةٍ وفوزٍ وفلاح، برعايةٍ وهدايةٍ من الله -سبحانه وتعالى-.

 

 فالله -سبحانه وتعالى- كما كتب وقدر للمرحلة الأخيرة في حياة البشر، أن تكون مرحلة التكامل والذروة في التمكين للإنسان والتسخير له، واكتمال النعمة عليه فيما استخلفه فيه من الأرض، وفيما هيأ له من المنافع في هذا العالم، وكما هيأ له أن تكون هذه المرحلة الأخيرة ذروة النشاط والتحرك والإنتاج والإبداع في حياته، وأن تكون- أيضًا- في الواقع العملي أكبر وأوسع وأكثر تأثيرًا، وأن تكون مسيرة الحياة فيها سريعةً، كل شيءٍ فيها يتسارع: الأحداث، والتطورات، والإنتاج، والمتغيرات، وواسعةً يمتد فيها التأثير لأي أحداثٍ في شرق الأرض إلى مغاربها، وفي غربها إلى شرقها، وإن الله تعالى، وهو أرحم الراحمين، وأحكم الحاكمين، ورب العالمين، يعلم بحاجة الناس- مع هذا التمكين والتسخير، وفي ظل هذا الواقع الكبير- إلى الرشد والصلاح، وإلى الهداية والبصيرة، وإلَّا تحول ما هم فيه من تمكين، وما أنعم الله به عليهم من قدرات وإمكانات إلى شرٍ وضررٍ وخطرٍ وشقاء، وسنته تعالى في عباده في كل مراحل التاريخ للأمم الماضية أن يقيم عليهم حجته، وأن يهيئ لهم أسباب النجاح والفلاح والرشاد، فما كان ليتركهم في المرحلة الأخيرة، التي قد تكون هي الأكبر في حجم أحداثها ومخاطرها، والأزهى في وسائلها وإمكاناتها، فكان الذخر لهذه الحقبة الأخيرة هو أعظم الأنبياء وخاتمهم رسول الله محمد -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- الذي بلغ أعلى مراتب الكمال الإنساني، جسَّد المبادئ الإلهية التي أوحى الله بها إليه، فكان هو القدوة الأعظم في إيمانه بها والتزامه على أساسها، كما قال تعالى بشأنه: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} [الأنعام: 161-163]، وكما قال تعالى: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ} [هود: من الآية112].

 

وبلغ -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- مستوى العظمة، وحطم الرقم القياسي في مرتبة كمال الأخلاق، بما لم يصل إليه قبله أحدٌ من البشر، ولا يصل إليه أحدٌ بعده، ولذلك قال الله تعالى بشأنه في القرآن الكريم: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: الآية4]، فتبوأ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- موقع القيادة الرشيدة للمجتمع البشري بجدارة، وتأهَّل للسير بالأمة في طريق الخلاص والفلاح والسعادة، نبيًا عظيمًا يتحرك متصلًا برعاية الله وتدبيره وهدايته، وبأمره وإذنه، قال الله -سبحانه وتعالى-: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً} [الأعراف: من الآية158]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً} [الأحزاب: 45-46]، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: الآية107]، رحمةً في الدنيا إن اتبعوك بصلاح حياتهم وسمو أنفسهم وحل مشاكلهم، وبسلامتهم من عقوبات الله العاجلة، وبحصولهم على رعايته الواسعة فيما وعد به من استقام على نهجه من الخير العاجل، ورحمة في الآخرة بالفوز برضوانه وجنته الواسعة التي عرضها السموات والأرض، وفيها الحياة الدائمة، والسعادة الأبدية، والنجاة من عذاب الله الأكبر (نار جهنم) دار الشقاوة الأبدية.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاه السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف 1440

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر