مـوقع دائرة الثقافة القرآنية - صنعاء – 9 ربيع الآخر 1447هـ
نظمّت رابطة علماء اليمن اليوم الأربعاء ، بالجامع الكبير بصنعاء فعالية خطابية بعنوان "طوفان الأقصى .. معركة الثبات والصبر وسنة الله في النصر"، بمناسبة مرور عامين على معركة "طوفان الأقصى" وثباتًا في نصرة غزة وتأييدًا لمعركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس".
وفي الفعالية أوضح مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، أن أيام الله هي تلك التي تشهد تحولات كبيرة من ميلاد الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي شهد العالم تحولًا عظيمًا في كافة مناحي الحياة.
وقال "يوم السابع من أكتوبر 2023م، من أيام لله الذي شهد الجميع فيه آية من آيات لله العظيمة بتلقي إسرائيل ضربة قوية من فصائل المقاومة الفلسطينية، بالرغم مما تمتلكه من ترسانة عسكرية وقوة وتكنولوجيا، لكنها لم تجد نفعًا".
وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية لو كانت تلقت دعمًا لما استمرت إسرائيل ولكانت اختفت من الوجود، لكن خذلان الأنظمة العربية والإسلامية للمقاومة، تسبب في إحداث تلك المجازر والجرائم التي تعرضت لها غزة وما يزال يتعرض سكانها يوميًا لجرائم حرب إبادة وتدمير، ما دفع بالعدو الإسرائيلي للتمادي في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني في غزة وكل فلسطين".
وحذر العلامة شرف الدين، الأشقاء في حركة حماس ومحور المقاومة من الانجرار والتأثر بالضغوط الإقليمية والدولية أو الانخداع بالوعود الزائفة والكاذبة التي تقدّم لهم من أي طر، داعيًا إلى الأخذ بالمعادلة التي قالها المجاهد أبوعبيدة "نصر أو استشهاد"..
وأكد أن ما قامت به حركة حماس وتقوم به هو عين الصواب والحق الذي كان من الواجب القيام به منذ عشرات السنين، مبينًا أن الناس إنما خلقوا للابتلاء والامتحان والآيات القرآنية المؤكدة على ذلك كثيرة في كتاب الله عز وجل.
وأضاف "أرانا الله آية من آياته إبان تولي ترامب لمنصبه حين توعد بفتح أبواب الجحيم على حماس وفتح الله أبواب الجحيم عليهم في كاليفورنيا وما زادنا ذ لك إلا ثقة بالمولى تعالى"، لافتًا إلى أن الله قادر على إزالة إسرائيل من الوجود بأي أمر كان، لكن ما يحدث هو لحكمة إلهية وعلى الجميع الثقة بحكمة الله في خلقه.
واعتبر مفتي الديار اليمنية، الجهاد في سبيل الله، طريقًا للفوز بالجنة ونيل رضى الله تعالى، موضحًا أن الغرب مهما بلغ من قوة لا يمكن أن يؤثر في عقيدة المسلم وثقته بالله سبحانه.
بدوره أكد أمين عام رابطة علماء اليمن العلامة طه الحاضري، أن إحياء ذكرى معركة "طوفان الأقصى"، يأتي في ظل موقف مشرف مستمر ومتصاعد من قبل الشعب اليمني وقواته المسلحة وقيادته الحكيمة.
ولفت إلى أن جبهة الإسناد اليمنية لم ولن تتوقف إلا بتوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة وفتح كافة المعابر لدخول الغذاء والماء والدواء، مشددّا على أهمية إقامة الأنشطة التوعوية والتحريض الجهادي باعتبارها أنشطة تغيظ الأعداء وتعزز من الصمود والثبات والمساندة للشعب الفلسطيني الشقيق الذي يتعرض لأبشع جرائم إبادة لم يشهد لها التاريخ مثيلًا.
وتطرق العلامة الحاضري، إلى الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية وما يتعرض له أبناء غزة من جرائم وحشية، مؤكدًا أن اعتبار المقاومة الفلسطينية لدى بعض الأنظمة بالإرهاب، يستوجب التحرك وتقديم كافة أنواع الدعم والمساعدة لكل فصائل المقاومة الفلسطينية، لدحر المحتل الصهيوني وداعميه وأدواته.
وبين أن مشروعية طوفان الأقصى أوضحها مهندس المعركة الشهيد محمد الضيف، محذرًا من الانصياع لخطة ترامب التي وضعها لاستسلام المقاومة الفلسطينية، خاصة في ظل غياب المبادرات العربية والإسلامية الصادقة والمنصفة.
ولفت أمين عام رابطة علماء اليمن، إلى أن قوى الاستكبار والطغيان وعلى راسها أمريكا لن تستطيع أن تثني الشعب اليمني عن نصرة ومساعدة ومساندة غزة، لأن ذلك جزء لا يتجزأ من إيمانهم وعقديتهم، مضيفًا "نصر الله آتً وسيأتي اليوم الذي يُحيي فيه أبناء الشعبين اليمني والفلسطيني ذكرى الانتصار على الكيان الإسرائيلي والعدو الأمريكي".
فيما أكد العلامة علي صومل، في كلمة علماء محافظة الحديدة، أن معركة "طوفان الأقصى"، هي معركة بين الحق والباطل والإيمان والكفر.
وقال "معركة طوفان الأقصى كشفت الحقائق وبينت المؤمن من المنافق، وكانت هذه المعركة أمر للأمة بتفعيل فريضة الجهاد في سبيل الله لمواجهة الأعداء، مبينًا أن الظلم والجرائم التي كان يتعرض لها الشعب الفلسطيني من أهم الأسباب التي أوجدت معركة "طوفان الأقصى".
وأكد العلامة صومل، أن وضع الأمة العربية والإسلامية إما في حالة سبات أو مدجنّة، ما يستوجب تضامن الجميع مع الأشقاء في فلسطين ومناصرتهم ومباركة معركة الطوفان التي كسرت وأذلت ما يسمى بالجيش الذي لا يُقهر في المنطقة.
وأضاف "من لم يكن له موقف مع القضية الفلسطينية اليوم فليس بمسلم كما بين ذلك رسول الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم"، داعيًا الأنظمة العربية والإسلامية إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني واتخاذ مواقف مشرفة بالانضمام لمحور المقاومة ودعمه لمواجهة قوى الشر والطغيان العالمي.
وحث العلامة صومل، كافة العلماء على تعزيز جهود التوعية والتثقيف بوجوب الجهاد في سبيل الله لمواجهة العدو الإسرائيلي، معتبرًا من تخلف عن الانضمام لمحور المقاومة بأنه يقف في صف العدو وقوى الشر والاستكبار.
وفي ختام الفعالية أكد بيان صادر عن رابطة علماء اليمن، شرعية معركة "طوفان الأقصى"، وصوابية قرارها وحكمة قادتها العظماء الذين ارتقت أرواحهم وهم يجاهدون في سبيل لله بالعدة المستطاعة التي أعدوها طيلة سنوات.
وقال البيان "لولا تخاذل الأنظمة وتواطؤ بعضها ونفاقها وتقاعس الجيوش والشعوب عن النصرة والجهاد وقبولها بالاستضعاف والاستكانة وتأثرها بعلماء السوء لكان يوم السابع من أكتوبر يوم النصر الكبير والمؤزر على العدو الإسرائيلي".
وأوضح البيان أن خطة ترامب وتهديده لحركة حماس وما يمارسه من إرهاب وفرعنة واستكبار، يجب أن يقابل بالرفض القاطع من جميع الدول العربية والإسلامية ولا يجوز القبول بخطته أو التعاطي معها.
وبارك العلماء، الثبات والصبر والصمود الأسطوري للمجاهدين العظماء في غزة، معتبرين ثباتهم وصمودهم وصبرهم طيلة عامين أنموذجًا إيمانيًا راقيًا وتجربة جهادية ملهمة لكل المسلمين التواقين لتحرير المقدسات.
وأكد البيان، أن نصرة وإسناد غزة وتحرير فلسطين وتطهير المسجد الأقصى ما يزال وسيبقى فرض عين على كل المسلمين شعوبًا وأنظمة وجيوشًا ولن تبرأ ذمة الجميع إلا بالقيام بهذا الواجب الشرعي، مباركًا قرارات السيد القائد الحكيمة والمسددة وعمليات القوات المسلحة اليمنية المباركة المساندة لغزة طيلة عامين.
وجدّد علماء اليمن تأكيدهم على الوقوف مع حزب الله في لبنان، معتبرين المساس بسلاح حزب الله أو سلاح حركة حماس والتآمر عليه خيانة عظمى ونفاقًا صريحًا وخدمة مجانية للعدو الإسرائيلي، وشريكه الأمريكي.