الموقف هذا موجه ضد من؟ ضد من يُعتبرون أعداء أساسيين للإسلام والمسلمين، موجه ضد المشركين، المشركين بما هم عليه من شرك، والشرك هو الباطل الأكبر الذي يؤسس للانصراف الشامل عن هدى الله سبحانه وتعالى، الذي يؤسس للعصيان التام لتوجيهات الله وأوامر الله سبحانه وتعالى.
الشرك ليس مجرد رؤية نظرية، أو عقيدة لا صلة لها بالواقع لا..، الشرك يعتبر ظلم كبير، باطل كبير، وخطيئة كبرى، وفي نفس الوقت يمثل حالة من الرفض التام لدين الله، يمثل خروجاً تاماً على دين الله سبحانه وتعالى، ويمثل باطلاً كبيراً مجانباً للعدل، وانحرافاً تاماً وكاملاً عن هدى الله سبحانه وتعالى.
فالشرك له آثاره في واقع الحياة، المشركون بما هم عليه من شرك، من اتجاه إلى غير الله سبحانه وتعالى في العبودية والطاعة والتوجه والرغبة والرجاء والخوف، مثلت حالة الشرك لديهم حالة من العصيان الكبير لله سبحانه وتعالى، والابتعاد عن الله سبحانه وتعالى، وباطل كبير في نفس الوقت، باطل كبير.
فحالة الشرك بما هي عليه من انصراف عن الله، من توجه إلى غير الله، من عبودية لغير الله سبحانه وتعالى، يترتب عليها حالة انحراف في المواقف، في الأخلاق، في الأعمال، في الابتعاد عن منهج الله سبحانه وتعالى ابتعاداً كلياً.
المشركون لا يعترفون بدين الله، ولا يدينون بدين الله الحق، وهم منصرفون عن منهج الله انصرافاً كاملاً، ليس هذا فحسب، البديل البديل في توجههم إلى غير الله سبحانه وتعالى، له آثر سيء في واقع حياتهم، في أعمالهم، في التزاماتهم، في أخلاقهم، في تصرفاتهم، في كل شئون حياتهم.
البديل عن الله سبحانه وتعالى من الأوثان التي اتخذوها، اتخذوها أنداداً لله يعبدونها من دون الله سبحانه وتعالى يرجونها، يخافونها، سواءً ما كان منها بشكل حجري أو بشري أو غير ذلك. لكن هذه الحالة من الابتعاد عن الله سبحانه وتعالى، والابتعاد عن منهج الله سبحانه وتعالى ابعدتهم عن الحق إلى الباطل، عن الهدى إلى الضلال، عن الاستقامة إلى الفسق، عن الصلاح إلى الفجور، عن العدل إلى الطغيان، وهكذا.
فهم في واقعهم على حالة من الانحراف، من الفساد، من الإجرام، ليس لديهم مبادئ الإيمان والتقوى، وحالة فضيعة جداً تمثلها حالة الشرك في واقع حياتهم. هم بهذا كله يتوجهون بكل حقد وعداوة وبغضاء للإسلام والمسلمين، هم بما هم عليه من شرك وكفر وباطل وفساد وانحراف وجريمة، هم في هذه الحالة كلها، وعبودية للطاغوت، وانسياق تام وراء الشيطان، وتولٍ للشيطان، هم بهذا كله يحملون حالة رهيبة من العداء الشديد للإسلام والمسلمين، ويتحركون في الواقع العملي بكل ما يستطيعون للعمل ضد الإسلام وضد المسلمين.
فهي براءة موجهة إلى عدوٍ، عدوٍ واضح، عدوٍ حاقد، عدوٍ فاسد، عدوٍ مجرم، عدوٍ يحمل الحقد والضغينة، يحمل الباطل، يعارض منهج الله سبحانه وتعالى حتى لا يسود في الأرض.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.