البعض اتجهوا- وبالذات على المستوى الرسمي بالدرجة الأولى- اتجهوا إلى صف الأعداء، وتحركوا للعمل في خدمتهم، وتنفيذ مؤامراتهم، وهذا ما حصل، في الواقع اليمني مثلاً من بعدما يقارب العام، أو أقل من العام، انزعجت السفارة الأمريكية في صنعاء انزعاجاً شديداً من هذا المشروع، وأبدى السفير الأمريكي انزعاجه الشديد من الشعار، والنشاط الذي يصاحبه على مستوى التثقيف بالثقافة القرآنية، ونشر الوعي، وعلى مستوى دعوة الناس إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، فتحرك السفير الأمريكي وتحركت السفارة الأمريكية في صنعاء للدفع بالسلطة إلى مواجهة هذا المشروع، وإلى منع الهتاف بهذا الشعار، وإلى إيقاف هذه الصرخة، فبدأت المضايقات بأشكال كثيرة، وبدأت حملات الاعتقال لمن يهتف بهذا الشعار، وتحركت السلطة على مستوى جامع الإمام الهادي في صعدة لاعتقال من يهتفون بهذا الشعار في الجامع، ثم أيضاً في الجامع الكبير بصنعاء، حملات أسبوعية لاعتقال من يهتف بهذا الشعار، وإيداعه في سجن الأمن السياسي، وكانت الاعتقالات لمن يهتف بهذا الشعار تتم بقسوة بالغة، مصحوبةً بالضرب الشديد والمبرح، حتى يغرق البعض في دمائه؛ لأنه هتف بهذا الشعار فقط، ثم يسحبون بعنف شديد، ويذهبون بهم إلى سجون الأمن السياسي، وهناك التحقيقات بطريقة فيها اضطهاد، وفيها ظلم، وتستمر حالة التحقيقات والتعذيب والاضطهاد والإيداع في السجن بمعاملة قاسية وسلبية جدًّا، والسفير الأمريكي والسفارة الأمريكية بشكل عام تتابع هذه التحركات من جانب السلطة، واستمرت حملات الاعتقال حتى امتلأت سجون الأمن السياسي بالمعتقلين ممن يهتفون بهذا الشعار، مع أنهم يمتلكون الحق الشرعي، والقانوني، والدستوري، ويعبِّرون بطريقة سلمية بهذا الشعار، ومع ذلك لم يشفع لهم ذلك في أن يتركوا لهم المجال أبداً، استمرت حملات الاعتقال بشكل مكثف، والضغوط بشكل مكثف، والمحاربة الدعائية لهذا العمل بشكلٍ مكثف، وتوسعت دائرة المضايقات لتشمل قطع المرتبات على الموظفين الذين يتوجهون هذا التوجه، وأيضاً البعض فصلوا من وظائفهم، منع الهتاف به أيضاً في المدارس الرسمية، وأصبحت هناك مضايقات واسعة، وأصبح الموقف الرسمي واضحاً في أنه يتجه ضد أن يكون هناك موقف شعبي، حتى وفق هذه الطريقة السلمية القانونية، التي ليس هناك أي مبرر لا للأمريكي ولا للسلطة في منعها ومحاربتها.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم-
من كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة 1443هـ