من أهم ما يلحظه المشروع القرآني: أنه يتجه إلى الأمة بكلها، فهو ليس مشروعاً نخبوياً خاصاً بالنخبة، بفئات معينة، مثلاً: خطاب معين، محاضرات معينة، دروس معينة، برنامج معين يتجه حصرياً إلى الأكاديميين، أو إلى علماء الدين، أو إلى فئة معينة. لا، هو خطاب للأمة بكلها؛ لأن القرآن يخاطب الناس جميعاً، يقول: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ)، ويقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ)، يخاطب الساحة البشرية بـ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) بكل فئاتها ومكوناتها، ويخاطب الساحة العامة الإسلامية بعبارة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ)، والمشروع القرآني هكذا يتخاطب مع الجميع، ويقدم خطاباً مفهوماً للجميع، يفهمه العالم، والأكاديمي، والأمي، والمثقف، ونصف مثقف… وكل فئات الأمة تفهمه، يقدم خطوات عملية متاحة وممكنة: يعبئ الساحة بالعداء للعدو، ويحصِّنها من استغلال هذا العدو، يحرك ضمن مسارات عمل في كل الاتجاهات، يركز على مبدأ الاستقلال والخلاص من التبعية للعدو، يحصن من الولاء للعدو، يحصن من سياسة التطويع لصالح العدو، يحصن الأمة من كل هذه الآفات الخطيرة جدًّا عليها، ويقدم رؤية واسعة تضمنتها المحاضرات والدروس التي أيضاً كُتِبَت في ملازم ونشرت، ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- منذ بداية انطلاقة المشروع حتى الحرب الأولى.
وهكذا نجد أن هذا المشروع يتجه إلى كل فئات الأمة، ويستنهض الشعوب، وهذه نقطة مهمة جدًّا، وفي نظر البعض مشكلة كبيرة جدًّا، بعض الأنظمة الرسمية لديها حساسية بالغة من هذه المسألة، وهذه الحساسية ناتجة عن مشكلة لدى تلك الأنظمة، وإلَّا فنحن نقول: الأنظمة الواعية والحكيمة تدرك قيمة هذا التوجه؛ لأن كل الأمة في خطر، كل الأمة في خطر: أنظمة وشعوب، حكومات ومواطنين، الكل في خطر، والكل تحت دائرة الاستهداف، مستوى هذا الخطر وهذا التهديد لابدَّ فيه من استنهاض جماعي شامل متكامل للأمة كل الأمة، حالة نفير عام في كل المجالات والاتجاهات، ووعي عام، وأن يكون الجميع في مربع المسؤولية، وفي موقع المسؤولية، هذا ينتشل الأمة مما وصلت إليه؛ لأن الأمة عانت من هجمة هائلة جدًّا، وهي في وضعية رهيبة كانت قد وصلت إليها، بفعل عوامل كبيرة جدًّا تعاقبت على مستوى الزمن، وعلى مستوى مراحل طويلة من تاريخ الأمة، فوصلت إلى مستوى متدنٍ جدًّا من الوعي، مستوى انهيار كامل على مستوى وضعها الاقتصادي في الإنتاج، والبناء الاقتصادي، والاكتفاء الذاتي… في أشياء كثيرة، مشاكل كثيرة جدًّا، فهذه الحالة من الاستنهاض العام هي التي ترتقي بالأمة لتكون في مستوى مواجهة هذا التهديد وهذا التحدي.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة ذكرى الشهيد القائد1440هـ