الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- لم يكن بالإمكان، وبالاستناد إلى قداسة مسؤوليته، وقداسة الحق الذي يحمله، وعظمة الهدى والنور الذي أتى به، وما كان عليه هو فيما تمثله من ذلك الحق ومن تلك الرسالة من قيم، ومن أخلاق، ومن مبادئ؛ فيما التزم به من تعليمات عظيمة، ومقدسة، ومثالية، وراقية، وإيجابية؛ لم يكن بإمكانه أن يحقق النجاح في واقع هذه الحياة من دون صعوبات، من دون متاعب، من دون تضحيات، من دون مواجهة تحديات… لا له ولا لكل الأنبياء الذين سبقوه، الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- قال في كتابه الكريم: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً }[الفرقان: الآية31]، الأنبياء الذين هم صفوة البشر، و هم الذين وصلوا إلى أرقى مستوى من الكمال الأخلاقي والإنساني، والارتقاء السلوكي، إضافةً لما حملوه من الخير للناس جميعاً، ومن الأداء العملي الراقي والحكيم، كان لا بد لهم أن يواجهوا المصاعب والمتاعب، وكان لا بد لهم أن يخوضوا خضم المسؤولية وأن يواجهوا الأعداء؛ كان لهم أعداء من المجرمين، وبدون استثناء، لم يكن هناك أيّ نبيٍ من أنبياء الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- إلا وكان في مقابله من يعاديه، من يعادي دعوته، من يتصدى له؛ وبالتالي يدخل في سلسلة من المشاكل، ويواجه حالة الصراع، ويعيش جو الصراع، ويحتاج إلى كل ما يحتاجه الناس في الصراع، من: معاناة، وتضحية، وصبر…الخ. {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ}، يعني: بدون استثناء، ما كان هناك استثناءات مع أي نبي من أنبياء الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاه السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية والثورة السبتمبرية 28ذوالحجة 1438هـ