مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

انظر إلى ولاية الله سبحانه وتعالى لأمر عباده، واعرف أن ولايته هنا عن طريق رسوله، أو الذين آمنوا، إنما هي امتداد لولايته، ويجب إذا لم تكن على هذا النحو، فليست امتدادا لولايته، إذا لم يكن من يلي أمر الأمة يتعامل مع الناس بالشكل الذي يلمسه من خلال مظاهر ملك الله، مظاهر ولاية الله سبحانه وتعالى على عباده، معنى هذا ماذا؟ أنه لا يعتبر امتداداً لولاية الله أبداً، هو مفصول عن الله، وسيترك آثاراً سيئة في نفوس الناس، وفي واقع الحياة. حصل الخطأ الكبير حتى عندنا نحن الزيدية، عند الزيود، ما بالك بالآخرين الذين جعلوها جائزة، من قفز على كتف، وعلى كاهل هذه الأمة تجب طاعته، وإن قصم ظهرها، وإن لعب بأموالها، وإن داسها، تجب طاعته! أيضاً قدموا عندهم الفكرة هذه: ما هي ولاية الأمر؟ قالوا في الأخير هي: [رئاسة عامة] يجيش جيوشا، ويعين ولاة، ويعزل ولاة، ويقيم حدودًا، ويستلم زكاة، وانتهى الموضوع.

القضية أوسع من هذا بكثير، وإذا لم نفهم المسألة على هذا النحو، معنى هذا أننا جاهلون فعلا بالله، وجاهلون بمثل هذه الآية نفسها {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ} وليكم، أليست بعبارة مفردة {الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ} أي بالتأكيد أن ولاية رسوله وولاية الذين آمنوا ـ الذي هو الإمام علي ومن كان كمثل الإمام علي ـ تعتبر امتداداً لولاية الله، هنا ستعرف أهمية ولاية الأمر في الإسلام بالنسبة للأمة، وأهميتها بالنسبة للدين، وأهميتها بالنسبة لإقامة الدين، ليست القضية هل يجوز أن يكون من هؤلاء، أو هل يجوز أن يكون بشورى، أو يكون بانتخابات، أو أن يقفز بانقلاب عسكري، أو بأي طريقة كانت، ليست القضية حول هذا، هل يكون واحدًا، أو عشرة، أو عشرين أو .. إن الإسلام لديه رؤية ـ إذا صحت العبارة ـ أن يحكم الأمة بكلها، البشر بكلهم، قدم رؤية أرقى رؤية لحكم العالم بكله فضلا عن إقليم من الأقاليم.

عندما يقول البعض: أبو بكر ماذا فيه من عيب؟ أليس البعض يقول هكذا؟ أبو بكر هو هذا سير جيشا إلى الشام، وقاتلوا كذا، وأشياء من هذه، هذه كلها تكون نتيجة قصور في فهم ولاية الأمر في الإسلام ما هي، بالنسبة للأمة، أو بالنسبة للدين بكله ما هي، تراها قضية واسعة جداً، جداً؟ لا يستطيع مثل أبي بكر، ولا مثل عمر، ولا مثل عثمان أن ينجح فيها على الإطلاق، لا يستطيع حتى وإن حاول أن يُخلِص، ليست قضية تعود إلى أنه مخلص أو غير مخلص، وإن أخلص، وقد أوضح الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)) للناس وضرب مثلا يبين للناس بأن هؤلاء غير جديرين بقيادة الأمة عندما ولاهم في خيبر، أعطى الراية في يوم من الأيام أبا بكر رجع منهزما أمام اليهود، أعطى الراية عمر فرجع منهزما أيضاً من جديد أمام اليهود.

ثم تعود إلى هذا الدين وإذا هو يعطي هذه الأمة مهمة عالمية وكبيرة جداً، جداً حركة جهاد في العالم، إيصال هذا الدين إلى كل أنحاء العالم، أليس هذا بالتأكيد يتطلب قيادة عالية؟ فالذي انهزم أمام اليهود، وليس قبيلة عربية، ربما لو كانت قبيلة عربية الأمر أهون، لأن القبل العربية أقوياء، لكن اليهود هم أذلة، انهزم أمامهم، هذا يعطي مؤشراً واضحا بأن مثل هذا ليس جديراً بقيادة أمة مجاهدة، وتربى على أساس أن تكون مجاهدة، وتحمل هذه الرسالة إلى العالم كله. نحن نعتبر بأنه تراجع الدين، وتراجعت الأمة تراجعاً كبيراً جداً، جداً من أيام أبي بكر إلى الآن.

لكن إذا أنت فاهم فقط أن ولاية الأمر فقط تعني: واحد يرتكز يجيش جيوشاً، أيّ واحد يستطيع يجيش جيوشا، ويعين محافظين، ويزيل محافظين، أو أمراء، أو ولاة، على حسب منطق السلطة في أي زمن كان، أليس باستطاعة أي واحد، وباستطاعة أي واحد يقسم الأموال لهذا، وهذا، وهذا، باستطاعة أي واحد أنه يحاول يسترضي كبار العشائر، يعطيهم أمولا كبيرة، والباقين في ستين داهية، أليس باستطاعة أي واحد يعمل هذه؟ أليست هذه مظاهر تتنافى مع ولاية الله؟.

إذًا فبالتأكيد أنه ليست قضية الولاية قضية فقط نختلف حول: هل واحد أو اثنين أو أن يكون واحد فقط، أو يكون هناك مؤسسات، أو تكون الطريقة هكذا، أو تكون الطريقة هكذا، حول ما يسمى نظام، أو هيكلية، حول المهام ما هي أولاً.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

[الدرس الثالث والعشرون – من دروس رمضان]


ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

 

بتاريخ: 23 رمضان 1424هـ

الموافق: 17/11/2003م

اليمن – صعدة.

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر