مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

بقلم /  د. أسماء الشهاري

التقيا صدفة.. لا ندري هل جمعهما الألم أم الأمل أم وحدة المصير…

و دار بينهما هذا الحوار :

أوس: مالي أرى كل هذا الحزن في عينيك يا أخ العرب ما الذي يبكيك..

كنعان: كيف لا أحزن و أنا من وطن خيّم عليه الحزن منذ سنوات طويلة و لم يرضَ مفارقته..

أوس: آه.. كأنّك أصبت الوجع الذي بداخلي.. لكن حزني قريب و من قسوته كأنَّ لهُ عشرات السنين..

أوس: وما الذي أصاب موطنك.؟

كنعان: أصابه ظلمٌ و جور.. إثمٌ.. تعدٍ.. و فجور..

في موطني يحيا الغريب.. و أنا أُطارد كالغريب!

أوس: يالهُ من أمرٍ مريب، و أنا أرادوا لي ذلك.. و الظلم قد خيّم كذلك..

كنعان: في موطني قتلٌ.. دمار.. فقرٌ و تجويعٌ.. حصار..

أوس: وموطني يبكي كذلك من كثر ما حل به..

كنعان :على أرضي تسفك دماء الأبرياء.. في كل حين.. هم يقتلون أهلي كما يشاءون.. و لو رأيت بالصواريخ و الفسفور.. كم يقصفون؟

أوس :على أرضي تجري دماء الأبرياء كأنهار.. في كل ليلٍ و نهار.. و سلِّ السماء كم بكت عليهم و أرسلت دمعها أمطاراً.. في موطني قصفٌ شديد.. بكل أنواع الحديد.. في كل وقتٍ يرتقي مِنَّا شهيد..

كنعان :قصفوا المدارس و المباني.. يا ويحهم كم أعاني!

أوس :في موطني قصفوا المدارس و المساجد.. ودمروا كل المباني.. حتى المشافي لو ترى.. لم يتركوا جسراً ولا حجراً.. حتى القبور منهم تُعاني!

كنعان :حتى عندما يأتي المسعفون.. بعد كل قصفٍ و إجرامٍ لعين….

أوس :أعرف لا تكمل.. يستهدفون المسعفين في كلِّ مرة كلِّ حين..

كنعان :حتى أنهم أحياناً يقومون بالقصف المستمر لمدة شهر أو يزيد..

أوس :أما نحن فهم مستمرون في القصف المستمر منذ عدة أشهر ولا يزالون مستمرين في عدوانهم..

كنعان :كأنَّ عدونا واحد.. لكني أرى عدوك أشدُّ إجراماً و حقدا..!

لكن لتعلم أني أنا لم أستكين.. لا لم أكِل و لن ألين.. وكم ألقنهم دروساً.. وغداً يولون من أرضي ناكسي الرؤوس..

أوس :إني أنا ليث العرين.. أسد الوغى.. آه.. لو ترى كم من جيوش ولوا فراراً مدبرين لما رأوا من قوتي ما يجعل الجبل يلين.. و ينصهر أو وفق أمري يستكين..

كنعان: لكن جرحي أخوتي.. فقد تركوني أواجه الأعداء وحدي.. و لم أرهم بجانبي.. هم خذلوني.. و للأعادي سلموني ..إلا من أسدٍ حرٍ سمعت صدى صراخه حتى تصدع منه كل من بالفناء أرادوني ..

أوس :لكن مشكلتي تفوق الأمر هذا بكثير.. من كنت أظن أنهم أخوتي.. هم من قاتلوني و حاصروني و سلوا سيوف الغدر لكي يذبحوني..!

كنعان :لكنه أمرٌ مشين.. ما هكذا العرب الكرام يفعلون..

أوس :إنهم ليسوا عربا بل أعراب.. وجوههم أشدُّ اسودادا من الغراب و كم تحالفوا لقتلي مع الأغراب..

كنعان :لكني لم أسمع فتوى بها يساندونني.. أو أن يحثوا المسلمين حتى يدركوني..

أوس :لكنهم أصدروا فتوى أباحوا بها دمي و أرضي و كفروني.. و حشدوا بها الجيوش حتى يخضعوني..

كنعان : لكن ما يحرِّقُ قلبي.. أنهم من أولى القبلتين يمنعونني.. كي لا أراها لو ترى كم عذبوني..

أوس :و أنا كذلك يفعلون.. من حجِّ بيت الله يمنعونني و لي فيه ركنٌ و أنا دخلته مع الحبيب فاتحاً.. يوم كانوا للأصنام يعبدون..

كنعان :يالهم من قومٍ مجرمين .. هم عن الإيمان كل البعد بعيدون و عن بيت الله يصدون.. قد قال ربي ما هكذا يفعل إلا الفاسقون..

لكنني لن أترك الأقصى لهم هم واهمون..

أوس :نعم الفتى أنت يا ليث المعارك.. إني لك أؤيد بل أبارك.. و عمَّا قريبٍ سأشارك.. لن تنتهي لظى المعارك حتى أحرر بيت ربي الحرام من كلِّ أثيمٍ و آفك.. و آتيك فاتحاً و ناصراً.. إني أنا من الأنصار.. إني نارٌ و إعصار.. سينجلي هذا الظلام.. و يحل في الدنيا السلام.. سنزيل ببأس الله و بأسنا الصهاينة و المتصهينين.. و نزرع بدمائنا أشجار حريةٍ عبقها كالياسمين..

كنعان :إني من قدومك على يقين.. و إني لك من المنتظرين.. يا ناصر المستضعفين.. يا أيها الأمل الواعد لنصرة هذا الدين و راية النصر المبين..
 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر