مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ}[المائدة: من الآية52]، وللأسف يتجه أصحاب هذا الخيار: خيار العمالة، خيار المنافقين بنص القرآن الكريم، يتجهون في هذا الاتجاه بمسارعة، وبجد عجيب، وبتفانٍ، وببذل لكل شيء، ألا نشاهد هذا لدى النظام السعودي؟! ألا نشاهده في النظام الإماراتي؟! ألا نشاهده في كل المتولين لأمريكا وإسرائيل؟ في كل بقاعنا، في كل بلداننا يسارعون مسارعة، ينطلقون في كل المجالات، البعض من الإعلاميين، والبعض من الخطباء، والبعض من علماء السوء، والبعض من الثقافيين الظلاميين، والبعض… من كل أصناف هذه الأمة، يتحرك كبوق ينطق، وكقلم يكتب ما فيه خدمة لهم، بما يتوافق مع سياساتهم، فريق واسع من أبناء الأمة اتجه هذا الاتجاه، لا شغل لهم، ولا عمل لهم، ولا هَمَّ لهم إلا السعي لتدجين الأمة، ولصنع مفاهيم وترسيخ مفاهيم باطلة، ولتزييف الحقائق والوقائع، ولتوجيه اللوم بكل ما يستطيعون تجاه كل من لم يقبل بهذه السيطرة الأمريكية والإسرائيلية، كل من يتحرر من هذه التبعية يُوَجَّه إليه أشد اللوم، هناك من يفتي ضده فتاوى باسم الدين، يكفِّره، يُفسِّقه، يعتبره ضالًا، منحرفًا، خارجًا عن الإسلام جملةً وتفصيلًا، لماذا؟ لأنه لم يقبل بأن يكون مواليًا لأمريكا وإسرائيل، لم يُذعن للتبعية المطلقة لأمريكا وإسرائيل، يصبح مدانًا ومجرَّمًا ومذنبًا لديهم، ومرتكبًا -بنظرهم- لأكبر جريمة على الإطلاق في هذا العالم، يوجِّهون إليه كل أشكال اللوم، وكل العبارات والمصطلحات المسيئة إليه، والمضللة له، والمكفِّرة له، يقال عنه: مجوسي، ورافـضي، وملحد، ومشـرك، وفاسق، وفاجر، وضال، وباغي، ومتمرد، ومنقلب، ويطلقون كل الألفاظ، ويوجِّهون إليه كل العناوين السيئة والمسيئة.

 

فريق واسع، -أيضًا- من الإعلاميين ليل نهار يتناوبون على شاشات التلفزيونات، وكذلك في المحطات الفضائية، ويكتبون في الصحف والمجلات، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، متفننون ومتفرِّغون لإطلاق سيل لا ينتهي من: السب، والشتم، والافتراء، والبهتان، والدجل، وكل أساليب وعبارات ومصطلحات التشويه، لا يتركون نبزًا ولا لقبًا ولا أي عبارة فيها سب أو إساءة أو شتم إلا وأطلقوها.

 

ونحن في هذا الزمن وفي هذا العصر رأينا مصداق قول الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- عن عباده المؤمنين، الثابتين، الصامدين، الأوفياء لنهجهم وأمتهم ودينهم ونبيهم، في قوله تعالى: {وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ}[المائدة: من الآية54]، لأننا لم نرَ ولم نقرأ عن زمنٍ مضى في التاريخ يوجه فيه اللوم على من يأبى الخنوع لأمريكا وإسرائيل، من يرفض التبعية لليهود الصهاينة والمضلين وفريق الشـر من أهل الكتاب، لم نرَ أبدًا مثل مستوى اللوم الذي يوجه في هذا العصر، اللائمون في هذا الزمن امتلكوا فيه ما لم تمتلكه قوى الضلال والباطل والمضلون والمبطلون على مرِّ التاريخ.

 

اليوم وسائل الإعلام، الوسائل التي توصل الصوت، وتؤثِّر في الرأي العام كثيرة: المحطات الفضائية، الراديو، الإنترنت، الصحف الورقية، الكتب، والمناهج، والدراسات… أنشطة كثيرة بألوان وأنواع متعددة، أكثرها في هذا الزمن تصب في اتجاه توجيه اللوم بكل الأنواع، بكل العبارات، تحت كل العناوين ضد من يرفض التبعية لأمريكا وإسرائيل، يصبح أكبر من يُجَرَّم، وأكبر مخطئ، وأكثر ما يتوجه في وسائل الإعلام، وكل الوسائل الأخرى، وكل الوسائل التي تتوجه للتأثير على ذهنية الناس، كلها تحمل اللوم تجاه من يقف الموقف الحق، الموقف الصحيح.

 

-أيضًا- الذين اتجهوا اتجاه الخنوع والاستسلام والتقبل للسيطرة الأمريكية والإسرائيلية هم كذلك لا يختلفون عن أولئك؛ لأنهم بسكوتهم، بجمودهم في حالة من القابلية للسيطرة الأمريكية والإسرائيلية، وأفسحوا المجال، ورضوا على أنفسهم بأن تسيطر عليهم أمريكا وإسرائيل.

 

الساكت، الصامت، القاعد، الجامد، الخانع، هو يجعل نفسه جاهزًا لهذه الحالة من التبعية والتقبل لتلك السيطرة، ليس هو في موقف، ليس هو في مَنَعَة، ليس في حالة نقول عنه أنه ممانع لهذه السيطرة عليه، ثم هو -أيضًا- لا يكتفي بذلك، بل كثيرًا ما يوجه اللوم والنقد، لمن؟ لمن يتحركون في الاتجاه الصحيح، لمن لهم موقف مشرف، لمن تحمَّلوا المسؤولية التي فرضها عليهم دينهم، ولهم الحق فيها بالفطرة، يوجه إليهم اللوم؛ ليبرر قعوده، وجموده، وصمته، وسكوته، وتجاهله لكل هذه الأخطار ولكل هذه التحديات.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

في الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين 1439هـ

مارس 19, 2019م

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر