على مستوى الثروات: يريدون أن تكون مصالح هذا الشعب من نفطه، وغازه، وكل ثرواته المهمة، أن تكون لهم هم، وألَّا يحصل هذا الشعب إلَّا على القليل القليل، والفتات اليسير، ويبقى وضعه الاقتصادي والمعيشي مأزوماً للغاية، أن يبقى الشعب يعاني أشد المعاناة، فيما تذهب مئات المليارات لصالح الشركات الأمريكية، والبريطانية، والفرنسية، والكندية، ويمكن أن يعطوا بعض عملائهم الخونة البعض من ذلك الفتات اليسير كرشوة لهم، ويبقى شعبنا يعاني، وهم- حتى في هذه المرحلة عندما أتت الهدنة، وما بعد الهدنة إلى اليوم- يستكثرون على شعبنا أن يحصل على المرتبات من نفطه وغازه، إلى هذا المستوى، عندهم مشكلة كبيرة جداً، وكارثة؛ بينما هو من الحقوق المعروفة في كل الدنيا حقٌ مستحقٌ بكل وضوح، ولكنهم يحاولون أن يمنعوا ذلك، يستكثرون على شعبنا أن تدخل المشتقات النفطية إليه والبضائع والاحتياجات الضرورية إليه بثمنها وقيمتها، إلَّا بعد عناء شديد، وبشكل مستمر، يتقطَّعون في البحر، حتى بعد أن تكون السفن مرخَّص لها، وتكون أيضاً مفتشة، ولم يبقى إلَّا أن تتجه إلى ميناء الحديدة، يحاولون منعها من الوصول، ويؤخرونها لفترة طويلة؛ حتى يتحمَّل التاجر غرامات إضافية، ثم يحمِّل هذه الغرامات الإضافية في أسعار بضاعته عندما يبيعها للمواطن الفقير؛ لأنهم يريدون هذه النتيجة بالتحديد: أن يعاني كل مواطن، وأن تعاني الطبقة الكبيرة من أبناء هذا الشعب، وهم الفقراء، أن يعانوا أكثر، يستكثرون على هذا المواطن اليمني أن تصل إليه البضائع بأسعارها الحقيقية، يريدون ألَّا تصل إلَّا بأسعار باهظة، وهكذا يعادون هذا الشعب، ويحاربونه في كل شيء، كل هذا في إطار توجههم العدائي لهذا الشعب، كما هم يعادون كل الأمة الإسلامية، هم يعادون في المقدِّمة هذا الشعب، وعداء عام؛ لأن كل هذه الممارسات والسياسات من جانبهم هي تلحق الضرر العام بكل أبناء هذا الشعب، حتى في المناطق المحتلة، أو أنَّ الوضع الاقتصادي في عدن، أو في أبين، أو في حضرموت، أو في المهرة، أو في سقطرى، يختلف عن الوضع الاقتصادي عنا من حيث الرخص، أو من حيث الأسعار، أو من حيث توفر المحتاجات اللازمة للناس، أو من حيث النهضة الاقتصادية، وضع بئيس أكثر بؤساً من محافظاتنا؛ لأنها سياسات عدائية ضد هذا الشعب، هذا تحدي يواجهه هذا الشعب، مشكلتهم هي هذه المشكلة، هم يريدون يمناً محتلاً، فاقداً للاستقلال والحرية، خانعاً لهم، مستسلماً لهم، يتحكمون به في كل الأمور صغيرها وكبيرها، ويمسخون هويته الإيمانية، التي شرَّفه الله بها، وأعلنها رسول الله "صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه" يوم قال: ((الإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالحِكْمَةُ يَمَانِيَّة))، ثم هكذا في بقية الأمور.
على مستوى الجيش: هم لا يريدون جيشاً وطنياً يحمي وطنه من الاحتلال الأجنبي، ويحقق لبلده الحرية، ويحمي سيادة واستقلال البلاد، هم يريدون مجاميع من المقاتلين تحت أسماء وعناوين متعددة، يقاتلون تحت إمرة الضباط الإماراتيين والسعوديين، وفي نفس الوقت أولئك الضباط تحت إمرة ضباط بريطانيين وأمريكيين وإسرائيليين.
هذا الوضع هو الذي يريدون أن يصمموا عليه واقع البلاد، وأن يبقى دائماً مأزوماً بالمشاكل الاقتصادية وغيرها، وبالأزمات السياسية، وبالمشاكل الاجتماعية، يريدون أن يفرضوا علينا هذا النمط الذي يفصِّلونه هم حسب أهوائهم ومزاجهم، ونحن من الطبيعي ألَّا نقبل بذلك؛ لأنه- كما قلنا مراراً وتكراراً- لو قبلنا بذلك؛ لكانت خسارة للدين والدنيا والآخرة، ما الذي يمكن أن يجعلنا نقبل بذلك؟ هل الخشية من التضحيات؟ كلفتها مع الاستسلام أكثر، هل تصور أنَّ هذا سيخرجنا من بعض المعاناة، التي نعاني منها ونحن في إطار الموقف الحق، الموقف الصحيح؟ لن تكون النتيجة لو فرطنا وقصرنا إلَّا ما هو أسوأ من ذلك، معاناة بدون نتيجة طيِّبة، بدون أثر مهم، بدون تحقيق أهداف كبيرة.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
في الذكرى السنوية للشهيد 1444هـ