مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

هناك طرق رسمها وبيّنها الله سبحانه وتعالى تمكّننا من تحقيق الإهتداء الكامل بالقرآن الكريم, ونستطيع معها ومن خلالها العمل بالقرآن, وتطبيق كلّ آية من آياته في واقع الحياة, فنحن كأفراد نستطيع من خلال القراءة بتأمّل وتدبر للقرآن الكريم أن نفهم أشياء كثيرة, ومن خلال قرناء القرآن وورثته نفهم ما تبقى من هداه, وآياته, وبيّانته, وهذه من نعمة الله علينا, ورحمته بنا أن يجعل من يبيّن لنا القرآن الكريم, وهذه هي سنّة الله في الهداية والتبين مع عباده, فيبتني الواقع, وتبتني النفوس, وتبتني المجتمعات, وتصلح الحياة على أساس القرآن الكريم, وهذا هو الهدف الرّئيسي للقرآن الكريم, أن يكون له أثره في واقع الحياة والنّفوس, وما يقدّم من خلال ورثة القرآن الكريم لا يكون مخالفاً, ولا مبايناً لما يفهمه الإنسان المتأمّل والمتدبّر للقرآن مهما كانت القضيّة عميقة وبعيدة إلاّ أنها كلّها تسير في اتجاه واحد, يقول السّيد: (الشيء الذي يجب أن يفهمه الإنسان أنه هكذا القضية: نحن كأفراد نفهم من القرآن أشياء كثيرة، ونفهم من القرآن أنه خطاب لنا جميعاً، وسنظل في إشكالية كيف نعمل حتى نكون بالشكل الذي نؤدي ما أوجب الله علينا في هذه الخطابات، وما وجهنا إليه، أليس هذا يعتبر سؤالاً؟ إذاً، فنعمة من الله؛ ولهذا قال: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى﴾(الليل:12)، ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾(القيامة:17) نعمة من الله أن يجعل وهي سنته من يبين لنا القرآن الباقي، إذاً فهل فات علينا شيء؟ هل يعتبر الإنسان أنه فات عليه شيء؟ إذاً نقول: بإمكاننا أن نفهم القرآن لكن بالطريقة هذه، ما نفهم على سبيل التذكر والتدبر، وما نفهم عن طريق قرناء القرآن، هنا سنعرف من القرآن الكثير، وسنعرف كيف نبتني على أساس القرآن، وسنعرف كيف نكون قوامين بالقسط على أساس القرآن، وسنعرف كيف نكون أمة تدعو إلى الخير - إلى آخر الآية - على أساس القرآن.

أليست هذه هي الفكرة الصحيحة؟ هذه هي الفكرة الصحيحة, فالذين يقولون بالنظرة الفردية لا فهموا هم كل القرآن على ما يقولون، ووجدوا أمامهم أشياء كثيرة، في الأخير يتخلص منها، ويعزلها على جنب، وفاتهم ما كان يمكن أن يفهموه، وأن يكونوا عليه؛ لأن من قيمة القرآن بالنسبة لك أن يصلح واقع لديك، تبتني نفسك على أساسه، يبتني مجتمعك على أساسه، وهذا هو الهدف، هدف رئيسي للقرآن، ليس مجرد فقط أشياء، معلومات داخل أوراق، أن يكون له أثر هناك في واقع الحياة، فاتهم هذا الشيء تماماً، فاعتبر أنه فاتهم أكثر الدين، وأن هذه طريقة تؤدي بالإنسان إلى أن يفوته معرفة أكثر الدين، وإلى أن يفوته معرفة كيف يقدم للأمة ما يبنيها، كيف يقدم للأمة ما يعتبر فعلاً مبرراً لها أمام الله سبحانه وتعالى، وينجيها من غضبه في الدنيا وفي الآخرة.

هنا قال: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ (الأعراف:204)، ولأنها قضية هي تمشي في اتجاه واحد، وقلنا بهذا الكلام سابقاً، أن الله يقول: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ﴾ (القمر: من الآية17)، ما هذه واحدة؟ إذاً عندما نسمع آيات من القرآن الكريم، وبإنصات، وتدبّر، وتأمل ستعرف من ظاهرها الكثير، الشيء الذي يقدم لك من غيرك سيكون أيضاً كثير لكن ماذا؟ وفي نفس المجال، لن ترى شيئاً يقدم لك خلاف ظاهر الآيات الذي يحصل لديك بتذكرك الطبيعي، وتدبرك من ظاهر الآيات، معنى هذا يزداد الإنسان معرفة؛ ولهذا كان القرآن الكريم ينزل بلغة العرب، ويفهمون ما يفهمون، وأيضاً يأتي الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يقول عنه: ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ﴾ (البقرة: من الآية129).

التعليم من جهة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) مهما كان واسعاً دائماً يكون في نفس الاتجاه، لن تقدم أشياء متناقضة، لن يكون ظاهر القرآن متناقضاً مع ما يقدم من قرناء القرآن، مهما كانت القضية ذات عمق، فيعتبر ما يفهم الإنسان من ظاهر سماعه للتلاوة يعتبر ماذا؟ يعتبر أساساً يجعله يقبل ما يقدم له، ولن تكون القضية متباينة إلا إذا كان من يقدمون القرآن ليسوا من قرناء القرآن, عندما نقول: قرناء القرآن لا يعني فقط أن يكون أي واحد من أهل البيت؛ لأنه وإن كانوا من أهل البيت قد يكون الكثير منهم ليسوا قرناء قرآن، أن يكون هو بخصوصه، كل واحد يدعي أنه بخصوصه قرين قرآن، قرين قرآن،.. إلى آخره) سورة الأعراف الدرس الثامن والعشرون من دروس رمضان.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر