عبدالفتاح حيدرة
استكمل السيد القائد - عليه السلام - في محاضرته الرمضانية الثانية والعشرون للعام الهجري 1446 هـ ، لتوضيح عدد من الدروس والعبر المهمة من عزوة بدر الكبرى ، والدرس المهم جدا اليوم هو درس رعاية الله لعبادة المؤمنين ، وهذا توضيح من الله سبحانه وتعالى أن الرعاية الإلهية هي لكل عبادة المؤمنين في كل عصر، والوعود التي وعدها الله للمؤمنيين هي ممتده إلى آخر الزمن، وليست وعود معلبه تنتهي صلاحيتها في وقت معين، بل انها وعود مفتوحه صالحه لكل زمان ومكان، ونجد في هذا الزمن الذي وصل به العدو إلى إمكانيات هائلة جدا أن المؤمنون بحاجه ماسه وملحه لرعاية الله، ورعاية الله واسعه حتى معالجة الوضع والجانب النفسي ، العدو احيانا ينشر الحرب النفسيه مع وجود المثبطين والمنافقين، ولهذا يجب أن يتم كشف العدو وان تتحطم صورة العدو، ومثلا قصة حاملات الطائرات الامريكية التي فشلت وهي في وضعية ضعيفه ، وإرسال العدو الامريكي لحاملة طائرات أخرى هو يشهد على نفسه بالفشل والهزيمه والضعف ..

كان تدبير الله في معركة بدر لاحقاق الحق وزهق الباطل لصناعة فارق في الظروف والواقع، الحق واضح لكنه يحتاج لاحقاق اي يحتاج لجهاد، وفي عصرنا نرى ان الشعب الفلسطيني لدية قضية حق وجاء العدو الإسرائيلي ليقتله ويدمره، والحق للشعب الفلسطيني، والأمم المتحده والمجتمع الدولي والمحاكم الدوليه ليسوا منصفين لحق الشعب الفلسطيني ، ومعنى هذا انه لابد من الجهاد ليتثبت الحق الفلسطيني، والمفاوضات ليست بديلا عن الجهاد ابدا، لأن العدو الإسرائيلي والامريكي مستمرين في برنامج السيطرة والتهجير ونهب الممتلكات والقتل والانتهكات والاغتصابات ، ولا يمكن وقف هذا البرنامج الا بالجهاد في سبيل الله، و الاروبي والامريكي متكفلين بدعم العدو الإسرائيلي، وكذلك ما يتم من عدوان على لبنان ولا يتحرك احد لانصافه ، وبالتالي فان احقاق الحق وابطال الباطل لابد من الجهاد..

من المحفزات للمعركة التي وهبتها الرعاية الإلهية هي رؤية العدو قليلا، وكانت بداية المعركة بالمبارزه مهمه جدا إذ فاز المسلمون على الكافرين وقد وضح القرآن ان تلك المبارزه قذفت في قلوب المشركين الرعب، واشتدت المعركه ومع الالتحام والاقتتال تحقق الإنتصار الكبير والعظيم والمفاجئ بنتيجه عظيمه وذلك عندما اخذ المسلمون بأسباب النصر، والنتائج التي تحققت انها اسست لنصرة الاسلام ولطمئنة القلقين للاسلام، وكان لهذا الإنتصار التحاق الكثير للجهاد وللاسلام، وفي هذه المعركة كان الدور الكبير للأمام علي وحمزة والانصار، وقد وثق القرآن كل ذلك لأهمية المعركه ، وقد بشرت سوره الروم بانتصار غزوة بدر قبل المعركة بسنوات، في مسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله الجهاديه أحق الله له الحق وازهق الباطل، واليوم في ظل الطغيان الامريكي والإسرائيلي لابد من الجهاد أمام مخاطر الاذلال والقتل والطغيان هذا ..