[لكن أنت ميدان عملك هي نفس الإنسان، وليس بيته لتنهبه، وليس بيته لتقفز فوق سطحه، الجندي قد يتدرب ليتعلم سرعة تجاوز الموانع، أو سرعة القفز، أو تسلق الجدران، أو تسلق البيوت، لكن أنت ميدان عملك هو نفس الإنسان، الإنسان الذي ليس واحداً ولا اثنين، آلاف البشر، ملايين البشر، تلك النفس التي تغزى من كل جهة، تلك النفس التي يأتيها الضلال من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها.].

فمهمتنا أن نواجه حتى كل فئات الضلال، بكل أنواع الضلال، وبمختلف أساليب الضلال، فئات المضلين واسعة. يعني: لاحظ الآن مثلاً في واقعنا اليمني ثم في الواقع العربي بشكل عام كم فئات الضلال التي تشتغل وتتحرك وتحت وسائل وأساليب متنوعة، البعض تضليل باسم الدين، مثل الأسلوب الوهابي البعض لا. تضليل من خلال النشاط الدعائي الإعلامي السياسي، مثلما تفعل الحكومات، البعض يستغل وسائل نفسية، وسائل للتأثير على النفوس بعيد عن مسألة الدعاية، وبعيد عن مسألة القناعة الدينية، المال مثلاً أو التخويف مثلاً.

 كل وسائل الضلال وكل فئات الضلال التي تتحرك في الميدان يجب أن نحرص نحن أن يكون لدينا كفاءة وفاعلية، وأن نكون على مستوى عال لنواجه كل فئات الضلال, نعرف ماذا نعمل، وماذا نقول في مواجهة من يتحركون باسم الدين تحت غطاء ديني لخدمة أمريكا مثلما يفعل الوهابية, نعرف ماذا نعمل، وكيف نقول في مواجهة من يتحرك تحت غطاء سياسي مثلما تفعل بعض الحكومات وبعض الأحزاب, نعرف ماذا نعمل، وكيف نقول، وكيف نتحرك في مواجهة من يشتغل في الساحة وقد حولها إلى سوق يشتري الناس لصالح أمريكا ولصالح الدول الموالية لها والعميلة لها, نعرف ماذا نعمل، كيف نقول، كيف نتصرف في مواجهة من يتحرك باتجاه ترسيخ حالة الخوف والإرجاف والتهويل, نعرف كيف نواجه وسائل وأساليب الأعداء بمختلف أنواعها عندما يتحرك العدو لتفكيك المجتمع من الداخل، مجتمعنا الحاضن لمسيرتنا الجهادية عندما يعمل على خلخلة مجتمعنا من الداخل ندرك ماذا يعمل العدو، وما علينا أن نعمل في مواجهته.

 فمسئوليتنا هذه مسئوليتنا الكبيرة يعني: ليست مسئولية محدودة، فهم المسئولية مسألة مهمة عرفتم هذا؟, فهم المسئولية أن نفهم مسئوليتنا، هذا سيساعدنا على الإهتمام . كثير من الأخوة المجاهدين غير المهتمين لأنه لم يعي بعد مسئوليته يعني: يتصور أن مسئوليته كمجاهد مثلما قلت في بداية الحديث أن يحمل بندق، أن يهتف بالشعار، وإذا زاد شيئاً فهو المرابطة في الجبهة، يتصور أن هذا كل ما معنا كل مسيرتنا هي هذه لا.

مسئوليتنا أكبر، وميدان المواجهة ميدان واسع، السلاح البندقية واحد سلاح واحد الميدان القتالي ميدان واحد، هناك حرب إعلامية، هناك حرب فكرية، حرب ثقافية، حرب دعائية، حرب على كل مستويات نشاط العدو، يتحرك في اتجاه واسع في ميادين متعددة، لا يكفي أن يكون عندك كمجاهد خبرة قتالية فقط، ولا يكفي مجرد هتافك بالشعار ثم خلاص أصبحت من المسيرة القرآنية ولم تعد بحاجة إلى شيء ,لا.

أمامك حرب عسكرية، أمامك حرب سياسية، أمامك حرب إعلامية، أمامك حرب دعائية، أمامك حرب الكيد والتآمر لتفكيك المجتمع، لغزو المجتمع، للتأثير على المجتمع، حرب ناعمة، حرب الأخلاق، استهداف القيم، استهداف طهارة المجتمع والمجاهدين ونشر الفساد والرذيلة يعني: وسائل كثيرة. يجب مثلما تكسب الخبرة القتالية ليكون لديك القدرة للتحرك في ميدان القتال يجب أن تتسلح بسلاح الوعي، وتتسلح بسلاح الإيمان، فيما يتعلق بالالتزام لتسد ثغرة من ثغرات الأعداء وهكذا تكسب الخبرة والمعرفة والوعي والقدرات الجهادية الأخرى. إذا كسبت قدرة على كيف تطلق بالبندق أو تستخدم الأربيجي القدرات الأخرى كذلك في ميدان الجهاد تحتاج إليها.

كيف تكون واعياً؟ وكيف تكون لديك قدرة عالية في تقديم هذا الوعي بشكل مؤثر ومقنع للكثير من الناس؟ هناك الكثير من الناس عادة يسقطون ضحية التضليل ضحية التضليل. ما كل من يسقطون ضحية التضليل إنما بقناعة تامة، لكن البعض يخدعون كثير يخدعون ويتأثرون، هذه الفئة الواسعة من المجتمع التي تسقط ضحية التضليل؛ لأنها خدعت إذا كان هناك من يقتدر على من هو قادر ويستطيع ومتمكن لأنه في نفسه يحمل الوعي ويستشعر المسئولية ويقدر الهدى، ومن واقعه النفسي المتأثر أصلاً بهدى الله يقدم هذا الهدى إلى أخرين بكفاءة هذا فعلاً سيحقق تأثير كبير في واقع المجتمع.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

في ضلال دعاء مكارم الأخلاق – الدرس الأول.

الدرس الأول

ألقاها السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بتاريخ: 8/ربيع ثاني/1434هـ اليمن – صعدة.