أَيْضاً من العوامل المهمة للصمود بالأمس واليوم وبعد اليوم وعلى مدى الزمن هو إدْرَاكُ الأَحْرَار في هذا البلد والحكماء في هذا البلد وذوي المسؤولية في هذا البلد لحقيقة أَهْدَاف قوى العدوان من وراء هذا العدوان، هذا العدوان أيها الإخوة والأخوات إذَا أتينا لدراسة ماْهيته وبتأمُّل بسيط يعني لا تحتاجُ المسألة إلى عُمقٍ في النظر وبُعدٍ في التفكير، لا، هذا العدوان رأسه المدبّر والمدير والمتحكم والمشرف والآمر والمُخَطّط هو أَمريكا، أما قلبه في كُلّ شعوره ووجدانه هي إسْرَائيْل، أما أَدَوَاته التي تباشر الدور الرئيسي في التنفيذ والتحَـرُّك في الميدان وتشغل في الميدان، ها هي قوى العمالة والارتهان للأَمريكي والإسْرَائيْلي في المنطقة وَعلى رَأسها النظام السعودي العميل ومعه النظام الإمَارَاتي بالتالي ماذا نتوقعُ أن يكونَ هذا العدوان؟!، لا والله لا يمكنُ أن يكونَ تحتَ أَمريكا وتحت تدبير أَمريكا وتحت توجيه أَمريكا وبرعاية أَمريكا وبإسهام إسْرَائيْل أي موقف محق أَبداً، ولا أي تحَـرّك في الاتجاه الصحيح أَبداً، تحَـرّكٌ كهذا رأسه أَمريكا وقلبه إسْرَائيْل وأياديه قوى العمالة والارتهان وقوى التخريب في المنطقة لن يكون إلَّا ضمن المُخَطّطات الأَمريكية والإسْرَائيْلية، ضمن مشاريع الهيمنة والاستهداف لهذه المنطقة من قبَل أَمريكا وإسْرَائيْل، فإذاً هذا العدوان بالتالي هو غزوٌ استعماريٌّ تدميري يستهدف الشعب اليمني المسلم، الشعب نفسه كشعب من أَهَـمّ شعوب المنطقة وكجزء من الأُمَّـة يحسب الأَعْدَاء حسابَه اهتمامهَ بقضايا أمته الكبرى، في موقفه من إسْرَائيْل، في توجهه الحر، وفي توجهه نحو الاستقلال.
المنطقة بكلها مستهدفة، شعوبها بكلها مستهدفة، الأُمَّـة كأمة قبل أن تنظر إليها كشعوب فرّقها العدو يوماً ما ومزقها العدو يوماً ما وقطع أوصالها العدو يوماً ما، قبل ذلك كله هي أمة واحدة، الأُمَّـة الإسْـلَامية هذه في المنطقة العربية وفي محيطها الإسْـلَامي فيما بقي من العالم الإسْـلَامي، لكن على رأس هذا الاستهداف المنطقة العربية بالتأكيد، فإذاً الأُمَّـة هذه مستهدفة كأمة، هناك شعوبٌ بارزة في هذه الأُمَّـة، هناك شعوب مهمة في هذه الأُمَّـة في حسابات العدو الأَمريكي والعدو الإسْرَائيْلي يرى أن يبدأ بالخلاصِ منها أولاً، إذَا هو تخلص منها تخلص مِمَّا عداها بكل سهولة، ثم هو ينظر أَيْضاً إلى أن هذه الشعوب تمثّل عقبة أمامه بحكم أن فيها قوىً متحررة وقوى واعية قوى مسؤولة ترفُضُ هيمنته تقفُ في وجه مشاريعه ومؤامراته، فهو يريد أن يتخلص منها بالأول لكي يستطيعَ بعد ذلك أن يمرر كُلّ مؤامراته وينجز كُلّ مشاريعه في المنطقة بسهولة ويُسر وبدون مواجهة في أيّ صعوبة، فبدأ بدايته بهذه الشعوب.
ضمن هذه الشعوب في المصافي الأولى لهذه الشعوب يقعُ الشعب اليمني المسلم المعروف بتمسُّكه بهُويته إلى حدٍّ كبير المعروف بتفاعُله الحي والبارز مع قضايا الأُمَّـة من حوله هو شعبٌ يهتف الكثير فيه بالموت لأَمريكا والموت لإسْرَائيْل هو شعبٌ يتمدد في أوساطه بين كُلّ مكوناته الحرة ويتجذر في أبنائه رجالاً ونساءً العداء الشديد لإسْرَائيْل، الاهتمام الكبير بالقضية الفلسطينية، المناهضة للهيمنة الأجنبية على المنطقة وعلى البلد نفسه، فاذاً شعبٌ كهذا مستهدَفٌ في مقدمة الشعوب المستهدفة مع الشعوب الحرة، ويستهدف هذا العدوان اليمن في جغرافيته لاحتلال رقعة جغرافية مِن أَهَـمّ المناطق في المنطقة العربية والعالم الإسْـلَامي من حيث موقعه المطل على باب المندب من حيث جزره في البحر الأحمر والبحر العربي، وفي مقدمتها ميون وجزيرة سقطرى وغيرها من العشرات بل مئات الجزر لهذا البلد، فاذاً الموقع الجغرافي الذي هو مهمٌّ للأمة الإسْـلَامية كأمة إسْـلَامية للمنطقة العربية كمنطقة عربية ولنا نحن كيمنيين محسوب حسابه في كُلّ العالم ومحسوبٌ بالدرجة الأولى لدى القوى الاستعمارية التي ترى في سيطرتها المباشرة واحتلالها المباشر لهذه الرقعة الجغرافية وعلى هذه المنافذ المهمة ولهذا الموقع الاستراتيجي عامل قوة لها ومفتاح سيطرة أَكْبَـر لصالحها على بقية البلدان وعلى بقية القوى المنافسة في العالم.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من خطاب السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
بمناسبة مرور عامين للعدوان.