حرص الشهيد القائد: (رضوان الله عليه) على تصحيح النّظرة المغلوطة عن الدّين، وتنزيه الله سبحانه وتعالى أوّلاً عن أن يكون دينه، ومنهجه وراء هذه الوضعية السيئة، مؤكداً أنّها نتاج الإنحرافات السابقة، والثقافات المغلوطة فيقول في محاضرة (الوحدة الإيمانية):
(نحاول أن ننظر إلى ما بين أيدينا من أين جاء هذا الخلل؟ فإن كان من الدين من أساسه، وهذا ما لا يمكن أن يكون، ولا يجوز أن يكون مصدر ما نحن عليه من ضعف، وإذلال، وإنحطاط هو من ديننا) محاضرة الوحدة الإيمانية.
ويجزم الشهيد القائد، قاطعاً بأنّ ما نحن عليه ليس من دين الله في شيء، وهو منه براء، لأنّ دين الله هو يبني الأفراد، ويبني الأمّة على أرقى وأعلى مستوى فيقول: (نحن نقطع بأنه ليس من ديننا ما يوحي، ولا ما يهيئ أن تكون الأمة على هذه الوضعية السيئة، دين الله هو المنهج الكامل الذي يبني أفراداً، ويبني أمة على أعلى مستوى ممكن) محاضرة الوحدة الإيمانية.
وفي هذه الوضعية الخطيرة ظلّ السيد ينادي بضرورة مراجعة الواقع, ودراسته, ويدعو إلى التفتيش الدقيق في البيئة الدّاخلية الإسلامية, ورفض كلّ معتقَد باطل، وثقافة مغلوطة جاءت من خارج القرآن الكريم فيقول: (هذه الوضعية الخطيرة التي يجب أن نرجع فيها إلى واقعنا ، فنرفض أيّ طرف مهما كان كبيراً أمامنا, إذا ما أتضح لنا وتأكدنا بأنه كان وراء هذا الفشل الذريع الذي الأمة عليه، وكان سبباً من الأسباب التي أوصلت الأمة إلى هذه الوضعية السيئة, أن نرفضه ولنعد إلى القرآن، ونعتمد على القرآن، وهو نفسه من سيكشف لنا الأشياء الكثيرة جداً) محاضرة الوحدة الإيمانية.
ويوضح السيد (رضوان الله عليه) بأنّ الإنسان عندما يتثقف ثقافة مغلوطة تكون هذه هي الضربة القاضية، والقضية البالغة الخطورة عليه وعلى مستقبله، وعلى من حوله، ويتساءل (رضوان الله عليه) قائلاً: (ما الذي أوصل العرب إلى هذا الوضع؟ الإنسان إذا ما ترك على فطرته يدرك أشياء كثيرة، لكن أحياناً بعض الثقافات تمسخه عن الإنسانية، وتحطه، تقدم له الجبن ديناً، تقدم له الخضوع للظلم ديناً يدينُ الله به) محاضرة الثقافة القرآنية.
وفي مقام التدجين، والتضليل الذي قُدّم باسم الدّين، وخطّه علماء السوء، يوضّح الشهيد القائد حقيقةً خطيرةً ومهمّةً جداً ففي محاضرة (الصرخة في وجه المستكبرين) يقول: (لقد تجلت حقيقة خطيرة جداً ...خطيرة جداً جديرة بأن نلعن كل صوت رفع في تاريخ الإسلام، أو خطّ بأقلام علماء السوء، أو مؤرخي السوء الذين عملوا على تدجين الأمة لكل حكام الجور على طول تاريخ الإسلام) محاضرة الصرخة في وجه المستكبرين.
ويحذّر السّيد من خطورة ترسُّخ مفاهيم ورؤى مغلوطة عن الإسلام تكون انعكاساً للواقع السيئ، وللوضعية السيئة التي يعيشها المسلمون فيقول: (ولهذا نقول أكثر من مرّة يجب ألا يترسخ في الذهنية لا عندنا ولا عندهم أنّ ما نحن عليه من سوء هو واقع دين لأنّ هذه ضربه رهيبة، وهذا واقع باطل حسب على الدين، وليس من الدين في شيء نهائياً بل هو حربٌ للدين) مديح القرآن الدرس الخامس.
شهادة الواقع على بطلان النظرية
في تطوّر الصراع مع أعداء الإسلام من صراعٍ تقليدي إلى صراعٍ حضاري بكلّ ما تعنيه الكلمة حَرَص السيد على سدّ كل الثغرات, وإبطال كلّ الشبهات التي تُثار عن الإسلام من قِبَل الأعداء الأبدييّن له من اليهود والنصارى, وخاصةً في هذه الظّروف, والوضعية التي أصبحت مثار جدلٍ واسع, ونظرياتٍ متعدّدة تُقدّم نفسها بديلةً عن دين الله, ومنهجه العظيم الخالد، خاصةً وأنّ اليهود يرقبون مسيرة هذا الدين منذ يومه الأول, ويسعون لإفشاله, وضربه ثقافياً, وإعلامياً, ومنهجياً, وسياسياً, لذا كان لزاماً في مسيرة هذا الدّين تبيين عظمته, وأهميته, وضرورته, مع تنقيته, وحراسته والمحافظة عليه, وهذا هو المدخل لرفض أيّ وضعية سيئة تقدّم على أنها من دين الله, وهي ليست منه يقول السيد (رضوان الله عليه) بأنّ أعداء الإسلام (مركزين على النقطة هذه، شهادة الواقع على بطلان النظرية، هي قضية أساسية يقولون: لاحظوا كيف أنتم كذا وكذا، وأنتم وأنتم، دينكم هذا ليس بشيء) مديح القرآن الدرس الخامس.
ويجيب (رضوان الله عليه) على هذه الأطروحات بكلّ جرأة وثقة بقوله: (يا أخي هذا ليس هو الدين، هذا الذي صنعه أصحابكم زمان، يوم دخلوا مع بني أمية ينظرون لهم، هذا الذي عمله أشباه اليهود من زمان قدموا لنا باطلاً جعلوه بهذا الشكل، الدين شيء ثان، هو القرآن) مديح القرآن الدرس الخامس.
وبطريقة حكيمة يربط السيد بين هذا الواقع السيئ الذي يعيشه المسلمون اليوم, وواقع اليهود والنصارى الذي قدّمه الله في القرآن الكريم, وما نحن عليه من سوء كشاهد على سوء ما لديهم هم، لماذا؟ يقول: (وواقع حياتنا الذي نحن عليه هو ما صنعته ثقافتكم أنتم يوم دخل كعب الأحبار وأمثاله. فنحن فيما نحن عليه من سوء شاهد على سوء ما لديكم، أي سوءكم أنتم؛ لأنّ الإسلام لم يعمل إلاّ مرة واحدة في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) جانب محدود منه، وفي فترة قصيرة أيام الإمام علي (عليه السلام) ما أتاحوا له، كم أربع سنين وستة أشهر تقريباً؟ فترات محدودة هكذا، ما ترك القرآن يشتغل، لكن أنت تشتغل الآن تتفهم واقع ما لديهم، وواقعك هذا نفسه السيئ تحسبه عليهم، ويكون عندك قدرة أن تبرهن على أن تحسبه عليهم) مديح القرآن الدرس الخامس.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.