نحن مستمرون على هذا النهج، ثابتون على هذا الموقف، ندرك قيمته في القربة إلى الله “سبحانه وتعالى” وابتغاء مرضاته، نعرف قيمته على مستوى الوعي، البصيرة، الفهم الصحيح، الحكمة، إيجابيته على مستوى العزة والكرامة والحرية الحقيقية، إيجابيته أيضاً في مواجهة هذه التحديات والأخطار، التي لو كان خيارنا هو الاستسلام لها، لكانت الخسارة الكبرى في الدنيا، والخسارة الأبدية في الآخرة والعياذ بالله، ندرك قيمة موقفنا ونحن نعتمد على الله “سبحانه وتعالى”، وقد رأينا في واقع الحياة كم أن هذا الخيار ناجحٌ، لو لم يكن هذا الخيار ناجح، لكان هذا المشروع القرآني وهذه المسيرة القرآنية انطفأت وانتهت وتلاشت، ولما كان بقي لها أثر بعد الحرب الأولى والحرب الثانية، بعد أن استهدف الأعداء بمتابعة أمريكية، بإشرافٍ أمريكي، بمتابعة أمريكية حثيثة، استهدفوا مؤسس هذه المسيرة القرآنية، وكانوا يتوهمون أنهم من خلال قتله، ومن خلال استهداف المنطلقين معه في هذا المشروع العظيم، والزج بمعظمهم في السجون، والقتل لمن بقي منهم خارج السجون، أنهم سينتهون من ما يعتبرونه مشكلةً أمامهم، وعائقاً أمام مخططاتهم في هذا البلد، ويخشون من امتداداته على نطاقٍ أوسع، فكانوا قد وصلوا إلى درجة الاطمئنان بأن الموضوع انتهى، وهذا المشروع الذي استند إلى هذه الرؤية القرآنية، واعتمد على الله “سبحانه وتعالى”، وبالثقة بالله “جلَّ شأنه”، وبالتوكل على الله، كيف تعاظم، كيف قوي، كيف استمر، كيف قوي حضوره، كيف كانت فاعليته، قوته، صلابته، بالرغم من أنه حورب بكل شدة، وبكل الأساليب، الحرب العسكرية التي لم تتوقف أبداً، كنا نخرج من حربٍ إلى حرب، الحرب الأولى، الحرب الثانية، الحرب الثالثة، الحرب الرابعة، الحرب الخامسة، الحرب السادسة، الحرب السادسة تعاون النظامان اليمني والسعودي- آنذاك- في الحرب على هذه المسيرة القرآنية، بالرغم من الإمكانيات المتواضعة جداً، البسيطة للغاية، ولكن كان هناك أثر عظيم لهذا المشروع القرآني، الذي وصلنا بالله، برعايته “سبحانه وتعالى”، بمعونته، بتأييده، فعبرنا كل تلك المراحل الصعبة جداً والتحديات الكبيرة جداً، وصولاً إلى ما نعبره اليوم في مواجهة التحديات الكبيرة منذ بداية هذا العدوان، ونحن على مشارف العام الثامن بالتاريخ الميلادي.
المسار هو مسار تصاعدي في هذا الطريق، الذي يصلنا بالله وبتأييده، مسارٌ تصاعدي، ولو كره الأعداء، ولو كره الكافرون، ولو شنئ وكره المنافقون، هو مسارٌ تصاعديٌ؛ لأنه يعتمد على الله “سبحانه وتعالى”، يحظى بالتأييد الإلهي، يعتمد على الحقائق الواضحة، على الثوابت الواضحة؛ أما أولئك الذين يعتمدون على الزيف، على الخداع، على التضليل، على الباطل، باطلهم يبطل، ومكرهم يبور، ومآلهم هو الخسران والندم.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
الذكرى السنوية لاستشهاد الشهيد القائد 1443هـ