مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الإسلام هو يلحظ هذا الدور، ويقدم النماذج الراقية جدًّا، نموذج فاطمة الزهراء -عليها السلام- امرأة، أنثى، هذه المرأة التي قال عنها رسول الله صلوات الله عليه وعلى آلهأنها (سيدة نساء العالمين، وسيدة نساء المؤمنين، وسيدة نساء أهل الجنة)، وهذا التعبير ليس مجرد أوسمة للافتخار، أو ألقاب فارغة من المضمون. |لا|، تعبير الرسول صلوات الله عليه وعلى آلهتعبيرٌ بالحق، وليس مجرد ألقاب تمنح لهذا وذاك.

(سيدة نساء العالمين) يعبر عن أنها بلغت في مرتبتها الإيمانية والإنسانية والأخلاقية، وفي سلم الكمال الإنساني والإيماني والأخلاقي إلى أعلى مرتبة في النموذج للمرأة، وفي واقع النساء هذ المرأة هي أكمل امرأةٍ في إيمانها، في موقعها في موقع القدوة لكل النساء، تتطلع إليها المرأة- في كل جيل وفي كل عصر- كيف كانت كأنثى وكمرأة فيما هي عليه من طهارة وعفة، وتبتل إلى الله وإيمان، فيما بلغته في القيمة الإنسانية، والأخلاقية، والتربوية، والمعرفية… في كل المجالات، تستفيد، تنشد، تتأثر بنموذج عظيم، التأثر به يزيدها صلاحاً، يجلي في واقعها قيمة تلك القيم، وأثر تلك القيم في الإنسان وفي حياته، في الإنسان في روحيته وفي سلوكه وفي ممارساته، وفي ما يترتب على ذلك من منزلة عظيمة وعالية عند الله -سبحانه وتعالى- فهي على المستوى العالمي النموذج رقم واحد الذي تتطلع إليه المرأة كمرأة في موقع القدوة، والذي ينظر إليه البشر إلى أنه في الصدارة في سلم الكمال الإنساني والأخلاقي والإيماني.

ثم عندما يقول: (سيدة نساء المؤمنين)؛ لأنه مواصفات إيمانية، اعتبارات إيمانية، مرتبة إيمانية بلغت بها ذلك المستوى، ثم عندما يقول: (سيدة نساء أهل الجنة)؛ لأن هناك البعض من الناس قد يأتي له لقب من هنا أو هناك في هذه الدنيا، يتعصب له به قومه، أو شعبه، أو أصحابه، ولكنه لقب غير واقعي، يوم القيامة التي هي (خافضةٌ رافعة) لا يبقى أثر لتلك الألقاب التي لا واقع لها، ليست مطابقة للحقيقة، خلاص تنتهي وتتلاشى؛ لكن تلك المرتبة مرتبة إيمانية وواقعية، تنتقل أيضاً في عالم الآخرة لتكون حاضرةً في عالم الجنة في موقعها العظيم، في مرتبتها العالية، وهي مرتبة إيمانية، مرتبة أخلاقية، مرتبة إنسانية، مرتبة متقدمة.

فاطمة الزهراء -عليها السلام- لا يتسع الوقت للحديث عنها، ألفت عناية وانتباه الأخوات والأمهات إلى أن هناك كتيبان مفيدان في هذا الجانب، كتيب للأخ الأستاذ العزيز/ يحيى قاسم أبو عواضة، (في رحاب فاطمة الزهراء) هذا اسم الكتيب، هناك كتيب للأخ العزيز الأستاذ/ حمود الأهنومي (تلك هي فاطمة الزهراء)، يمكن الاستفادة منهما-.

فاطمة الزهراء تربت في جوٍ عظيم، في بيئة عظيمة لا مثيل لها، عند والدها رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- في حضن أمها الصديقة خديجة، ونشأت نشأة عظيمة ومميزة وبقابلية عالية، يربيها الرسول، وهي في نفسها لديها قابلية عالية جدًّا؛ فارتقت ارتقاءً عظيماً من وقتٍ مبكر، في بداية شبابها وقد بلغت مراتب إيمانية عالية جدًّا، وإنسانية عظيمة.

تزوجت بالإمام علي -عليه السلام- زوّجها الرسول صلوات الله عليه وعلى آله-. عليٌ -عليه السلام- الذي هو- كما قال عنه رسول الله صلوات الله عليه وعلى آلهفي منزلته من رسول الله بمنزلة هارون من موسى، وفي اقترانها بالإمام علي -عليه السلام- كونت مع الإمام علي -عليه السلام- أسرةً عظيمة، كانت لبنة في وسط المجتمع البشري، وأسرة في وسط المجتمع الإسلامي، تقدمت في مرتبتها الإيمانية والأخلاقية وبلغت مرتبةً عاليةً وعظيمةً في ذلك، تلك الأسرة النبوية المكونة من رسول الله صلوات الله عليه وعلى آلهالأب والوالد والمربي، والإمام علي -عليه السلام- التلميذ للرسول، والجندي لهذا الرسول، والذي هو منه بمنزلة هارون من موسى، فاطمة الزهراء -عليها السلام- بنت رسول الله صلوات الله عليه وعلى آلهسيدة نساء المؤمنين، ونساء العالمين، ونساء أهل الجنة، التي بلغت هذه المرتبة كمرتبة إيمانية فيما بلغته من إيمان، وقيم، ومبادئ، وأخلاق، ومعارف إلهية، و…الخ. والحسن والحسين ابني عليٍ وفاطمة، وبقية أولاد فاطمة الزهراء -عليها السلام- هذه الأسرة شكلت نواةً طيبة، أسرةً صالحةً قدمت نموذجاً ارتقى بالإيمان والأخلاق، والقرب من الله -سبحانه وتعالى-؛ فكانت خير نموذج وقدوة في العبودية لله -سبحانه وتعالى-.

عندما ننظر إلى النموذج للأسرة المسلمة الذي يجب أن تحذوا حذوه كل أسرة، هذا هو النموذج، نموذج نتعلم منه كيف نُعَبِّد أنفسنا لله؛ فنتفانى في طاعته، وفي الالتزام بأمره، في توجيهاته، في المحبة له، فنتحلى بالقيم والأخلاق الإيمانية، فنسير في هذه الحياة في واقعنا البشري من واقع المحبة والروابط العظيمة، والنظرة بمحبة وإعزاز للناس من حولنا، هذه الأسرة التي تعاملت مع الناس من هذا الموقع في القدوة لا بتكبر، ولا بظلم، ولا بإساءة، بل كانت أسرة جسدت إيمانها حتى في علاقتها بالناس، هذه الأسرة التي تقدم طعامها وهي جائعة وصائمة عند وقت الإفطار، عند وقت تناول العشاء، إلى المسكين واليتيم والأسير، وتؤثرهم على نفسها، وتبيت جائعة، ثم يقولون: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً} [الإنسان: الآية9]، هذه الأسرة تقدم النموذج للأسرة المؤمنة.

يوضح لنا حديث الكساء ما بلغته هذه الأسرة في إيمانها بالله، واستقامتها، وطهارتها، وقد دعا لهم الرسول صلوات الله عليه وعلى آلهبعد أن شملهم بكساءٍ يمانيٍ، فقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس، طهرهم تطهيراً)، وتقدم لنا الآيات المباركة في سورة الإنسان كيف كانت إنسانية هؤلاء الناس وهم يؤثرون بطعامهم المسكين واليتيم والأسير لوجه الله -سبحانه وتعالى- لنتعلم من ذلك أن السمو هو السمو بالأخلاق، أن الارتقاء وأن الشرف هو بالإيمان وبالأخلاق، بالارتقاء الإيماني والروحي، بالالتزام الإيماني، بالعبودية لله -سبحانه وتعالى- بالاستقامة على منهج الله -سبحانه وتعالى- هذا الذي يرتقي بالإنسان.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

كلمة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

كلمة السيد بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة 1440هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر