لا تخفيف ولا خروج، يطلبون الموت (الهلاك)، الموت بالنسبة لهم أمنية يتمنونها، وستكون أكبر نعمة، الإنسان في الدنيا كم يخاف من الموت، كم يترك الأعمال العظيمة ومنها الجهاد في سبيل الله "سبحانه وتعالى" قلقاً من الموت، مع أنه في سبيل الله هناك الشهادة بدلاً عن الموت، والحياة الطيبة للشهداء، هناك ماذا يقولون؟ {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ}[الزخرف: من الآية77]، هذا مالك هو خازن النار، {لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ}[الزخرف: من الآية77]، {لِيَقْضِ}: ليهلكنا، ليميتنا، فماذا يقول لهم؟ {قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ}[الزخرف: من الآية77]، لا موت، إنما تستمرون في هذا العذاب للأبد.
لا تفيد كل هذه التوسلات والتضرعات والمطالب، ماذا يحاولون؟ يحاولون أن يخرجوا، يحاولون أن يُجهِدوا أنفسهم وأن يتحركوا بين نيران جهنم في عالمها المتعب جداً، كله نار، الانتقال فيها صعب جداً، وهم مثقلون بالسلاسل وبالقيود، والحركة فيها صعبة جداً، وعذاب شديد، الحركة في جهنم هي بحد ذاتها عذابٌ شديد، بين نيرانها، بين وديانها، بين أماكنها الضيِّقة، بين براكينها الهائلة، أمور هائلة جداً ورهيبة للغاية، {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ}[الحج: الآية21]، مقامع من حديد بيد الخزنة، {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}[الحج: الآية22]، بعد أن يقطعوا شوطاً كله عذاب، بعد أن يمشوا مسافة كلها عذاب شديد، تتلقاهم الملائكة من خزنة جهنم بتلك المقامع الرهيبة ويضربونهم بها بشكلٍ مؤلمٍ ومهين؛ لإعادتهم إلى حيث كانوا من النار والعياذ بالله، {وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}، وكربٌ لا نهاية له، كربٌ لا نهاية له، ما هناك في هذه الحياة شيءٌ أبداً في مستوى أن تخاطر بأجله وتصل إلى نار جهنم، لا فيما تعمله من المعاصي من أجل رغبات نفسك وشهواتها، وأطماع نفسك وأهوائها، ولا فيما تفرِّط فيه من الأعمال الصالحة، إما طلباً للراحة، أو تكاسلاً.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من محاضرة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.
سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الخامسة 1441هـ
قوا أنفسكم وأهليكم نارا تفاصيل مهولة عن عذاب جهنم