الأعداء هدفهم الرئيسي الذي يسعون لتحقيقه في معركتهم معنا كأمةٍ مسلمة، هو ماذا؟ هو السيطرة علينا، الأعداء يسعون إلى السيطرة عليك كإنسانٍ مسلم، سواءً كنت رجلاً، أو كانت امرأة، هم يريدون أن يسيطروا على الجميع، سيطرتهم علينا يستخدمون فيها وسائل متعددة، والمقصود بهذه السيطرة من واقع عدائي، يعني: يسعون إلى السيطرة علينا كأعداء لنا؛ بهدف استغلالنا واستعبادنا، والاستحواذ علينا.
في هذه المعركة يتجهون في مسارات خطيرة على المستوى الثقافي والفكري، على مستوى التأثير النفسي والفكري والثقافي، أن يسيطروا على نفسيتك، وأن يسيطروا على فكرك، وعلى ثقافتك، وعلى توجهك في نهاية المطاف، وهم يخوضون حرباً شرسة، يستخدمون فيها الوسائل الكثيرة جدًّا، ويستغلون فيها كل حالات الانحراف والتحريف والخلل في داخل الأمة، فيوظفونها بكل ما يستطيعون، وبأقصى ما يتمكنون؛ للتأثير على هذه الأمة، وصولاً إلى السيطرة عليها في النفوس، في الأفكار، في التوجهات، وحينها يصبح هذا الإنسان مستغلاً لهم، ومسخراً لخدمتهم، ويتحكمون به بالريموت، يصبح مبرمجاً على نحو ما يريدونه هم؛ فيحركونه بريموتهم: ريموت السيطرة الثقافية، السيطرة الفكرية، السيطرة على النفوس، على النفسية، على التوجه؛ حينها يتحكمون بهذا الريموت الخطير على الإنسان، ويحركونه مستغلين له كما يشاءون ويريدون، يتحول دوره في هذه الحياة كإنسان، يتحول الدور للأمة كأمة فيما يفيد أولئك الأعداء دوراً استغلالياً خدمياً، أمة تشتغل بكل طاقاتها، بكل إمكاناتها، بكل قدراتها، في ما يخدم أعداءها، في ما يحقق مصالح أعدائها، هذا ما يسعى له الأعداء.
أهم ثمرة للإسلام، وأول ثمرة للإسلام هو: أنه إذا التزمنا به بشكلٍ صحيح، ووعيناه بشكلٍ سليم، والتزمنا به بشكلٍ سليم، يحمينا من هذا: يحمينا من الاستغلال، من الاستعباد من قبل الطاغوت، من قبل أعداء الأمة، يبنينا لنكون أمةً حرة، أمةً مستقلة، أمةً متخلصة من التبعية لأعدائها، من التأثر بأعدائها، من الخضوع والخنوع لأعدائها؛ ولذلك الإسلام في برنامجه، في تشريعاته، في توجيهاته، في تعليماته، في مشروعه للحياة، في رموزه؛ هو يعطينا هذه الثمرة: يحررنا، يعطينا الاستقلال، يخلصنا من التبعية للقوى الطامعة، لقوى الطاغوت المستكبرة التي تنظر إلى البشر وما بأيدي البشر كمجرد حيوانات وقطيع، ومدَّخرات وثروة تستغلها لمصالحها وأطماعها ورغباتها.
فنحن في هذه المناسبة عندما ندرك أننا نخوض معركة كبيرة مع أعدائنا، وأننا بحاجة إلى الاحتماء ثقافياً ونفسياً، وأن العدو يتجه للسيطرة على أفكارنا وعلى نفسياتنا، ويسعى بكل جهد إلى إفسادنا؛ للسيطرة علينا، ندرك أن جزءاً رئيسياً في هذه المعركة الثقافية والتربوية يتجه صوب المرأة، الكل مستهدف: الرجل مستهدف، الطفل مستهدف، الشاب مستهدف، الشابة، المرأة- بشكلٍ عام- مستهدفة، هم يستهدفون الجميع، ولكن هناك مساحة من معركة العدو، ويركز فيها العدو بشكلٍ كبير على المرأة، لماذا المرأة؟ المرأة في موقعها في الأسرة، وبالتالي المرأة في موقعها في المجتمع، الأعداء يسعون إلى التركيز في تفكيك المجتمع المسلم، بدءاً بتفكيك الأسرة، ودعامة الأسرة، وأم الأسرة، والقاعدة الأساسية للأسرة هي المرأة، هي المرأة من موقعها كأم، ومن موقعها كزوجة، لها دور أساسي جدًّا في الأسرة، المجتمع الإسلامي المستهدف من أعدائه مكونٌ من لبنات، اللبنة فيه هي الأسرة، هذه اللبنة إذا حطمت، إذا فككت، ينتج بالتالي تفكيك للمجتمع الإسلامي؛ وبالتالي تسهل السيطرة عليه، والتغلب عليه.
ولذلك الإسلام يلحظ هذا الجانب: كيف يحمي هذا المجتمع كمجتمع، ويحمي لبنات هذا المجتمع، يحمي اللبنة الأساسية التي هي الأسرة، وداخل الأسرة، دعامة الأسرة، أم الأسرة، قاعدة هذه الأسرة التي هي المرأة، يقدم لها الحماية، ويصونها من هذه الهجمة التي تستهدفها في ثقافتها، في فكرها، في نفسيتها، في أخلاقها، في روحيتها، وبالتالي في توجهها، وبرنامجها العملي، واهتماماتها في هذه الحياة.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي
كلمة السيد بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة 1440هـ