مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

القضية أسوأ من هذه، القضية أيضاً من جانب آخر أسوأ؛ إذا لم يكن الإنسان الذي ينطلق للتعليم، الذي يحمل اسم (مسلم) إذا لم ينطلق وفقاً للمواصفات القرآنية التي أرادها الله للإنسان المسلم فإنه سيكون من يخدم في حياته الباطل أكثر مما يخدم الحق، يخدم الباطل حتى وإن حمل علماً، خاصة إذا كان باطل وراءه يهود.

نقول أكثر من مرة، نقول أكثر من مرة اليهود يستطيعون أن يُسَيِّروا علماء لخدمتهم، أن يسيروا عبّاداً لخدمتهم، إذا لم نعد إلى القرآن ونتثقف بثقافته بمعنى صحيح وبشكل جاد فإنهم يستطيعون أن يُسيّروا إنساناً يتعبد ليله ونهاره لخدمتهم، عالِم قد يخدمهم.

قد تتعلم وتتخرج وتخدم اليهود من حيث لا تشعر، من حيث لا تشعر؛ لأنك حينئذٍ لا تتمتع بحكمة، ليس لديك رؤية حكيمة، لا تتمتع بالمواصفات الإيمانية، المواصفات التي ذكرها الله لأوليائه في القرآن الكريم، التي تمنحهم القوة، وتمنحهم الحكمة، وتمنحهم زكاء النفس، فتضل وأنت تحمل القرآن، وهذا من أسوأ الأشياء، ومن أعظم الأشياء إساءة إلى القرآن وإلى الله أن تحمل القرآن الكريم، أن تتعلم القرآن الكريم أو تُعلّم القرآن الكريم وفي نفس الوقت تبدو إنساناً هزيلاً، ضعيفاً في مواقفك من أعداء الله.

القرآن الكريم كله قوة، كله عزة، كله شرف، كله رؤى صحيحة وحلول صحيحة تعطي كل من يسيرون على نهجه أن يكونوا بمستوى أن يضربوا أعداء الله كيفما كانوا وكيفما كانت قوتهم، فالذي يجهل القرآن الكريم ولا يتثقف بثقافته - وإن كان يتلوه ليله ونهاره - هو من سيكون في الواقع ممن نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم، وسترى أن الشخص الذي يحمل القرآن وتراه ضعيفاً في مواقفه من أعداء الله، ضعيفاً في رؤيته للحل الذي يهدي إليه القرآن فاعرف أنه بمعزل عن القرآن الكريم، وبعيد عن القرآن الكريم، وأنه يسيء إلى القرآن، وأنه في نفس الوقت سيعكس وضعيته هذه المتردية وضعفه على الآخرين، فيصبحُ قدوة للآخرين في ضعفه بدلاً من أن يكون قدوة للآخرين - وهو يحمل القرآن الكريم - في قوته، فنحن يجب أن نتعلم القرآن الكريم، وأن نتثقف بثقافته.

ومما يعطينا القرآن الكريم أننا سنعرف كيف نقيّم الآخرين، نعرف أن هذا مواقفه قرآنية ومنسجمة مع القرآن، أن هذا - مهما كان شكله، مهما كانت عبادته، مهما كان يمتلك من كتب - تبدو وضعيته غير منسجمة مع القرآن الكريم، رؤاه غير منسجمة مع القرآن الكريم، في الوقت الذي يحث القرآن الكريم الناس على الجهاد، يحثهم على الوحدة على الأخوة على الإنفاق في سبيل الله، على أن يبيعوا أنفسهم من الله على أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، ويأمرهم بأن يقاتلوا أعداء الله، تجد كلامه - والمسبحة في يده – "مالنا حاجة وأحسن للناس يسكتوا، وقد يجنِ الناس على نفوسهم" وكلام من هذا النوع، هذا لا يمكن أن يكون منسجماً مع القرآن الكريم.

سنصبح ضحايا لكثير ممن يحملون عِلْم إذا لم نُمنح - نحن كطلاب علم كناس مسلمين - نُمنح مقاييس قرآنية نستطيع من خلالها أن نعرف ما هي المواقف الصحيحة، ومن الذي تعتبر مواقفه صحيحة، وحركته قرآنية، ومن الذي هو بعيد عن القرآن الكريم، سيصبح الإنسان ضحية، قد تسمع مثلاً "يا رجال سيدي فلان أو سيدنا فلان ذاك عالم كبير ولم يهتم بهذه الأشياء، ولا يقول كذا، هو يقول للناس فقط سيثيرون الآخرين على نفوسهم أحسن للناس يسكتوا ولا يتفوهوا بكلمة ولا.. ولا.. لسنا أحسن منه، هل فلان أحسن منه".

أليس هكذا يتصرف الناس على هذا النحو ؟. لا. يجب أن نرجع إلى القرآن الكريم فنستفيد منه كيف نكون حكماء في رؤيتنا، في تقييمنا لأنفسنا أولاً، في تقييمنا للآخرين من حولنا، وفي معرفتنا لما يذكره أعداؤنا، وفي معرفتنا لما هو الحل في مواجهة أعدائنا.

متى قدم القرآن الكريم السكوت المطلق كموقف حكيم في مواجهة أعداء الله؟ قد يُوجّه في مرحلة معينة فيقول: اعف واصفح، لفترة معينة، وأنت تعمل في نفس الوقت، تعمل لا تتوقف إطلاقاً، لكن أجِّلْهم في الموقف هذا، وهم ضعاف، هم لا يشكلون خطورة بالغة، فلا تشتغل بهم، وفي نفس الوقت أنت تعمل، أنت تهيئ، أنت تجهز، سرًّا وعلناً مواقف واضحة.

نعم .. قد يَرِد في القرآن الكريم أحياناً عبارات من هذه {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة: من الآية109) ماذا يعني الله بأمره ؟. وهل الرسول سيعفو ويصفح ويوقِف كل شيء، أم أنه كان ينطلق ويتحرك باستمرار؟ ينطلق ويتحرك باستمرار، إنما ربما المنطلق هذا من أجل يهود معينين لازالوا مستضعفين، موقفهم قد يكون غير خطير في ذلك الزمن، أو قبيلة معينة منهم فأتركهم لا تنشغل بهم، لا تؤاخذهم على هذا فتغرق أنت في الاشتغال بهؤلاء بمفردهم.

ينطلق في العمل العام، وفي بناء مجتمع قوي، وفي بناء دولة، وفي بناء أمة، هناك أَمرُ الله في الأخير يستطيع أن يضرب هؤلاء إذا لم يقفوا عند حدودهم، إذا لم يهدَوا، إذا ما ظلوا يحيكون المؤامرات ضد النبي وضد الإسلام. لم يأت في القرآن توجيهات بالسكوت المطلق. ومن يتبنى ثقافة غير ثقافة القرآن هو نفسه من يجهل الله سبحانه وتعالى.

من أهم الموارد، من أهم المواضيع في القرآن الكريم هو تركيزه الكبير فيما يتعلق بمعرفة الله سبحانه وتعالى، أفضل وأهم وأعظم مصدر لمعرفة الله هو القرآن الكريم، القرآن الكريم يمنحك ثقة بالله، وتدور معارفه فيما يقدمه من معرفة عن الله سبحانه وتعالى بالشكل الذي يرسخ لدى الإنسان شعوراً بعظمة الله سبحانه وتعالى وحباً لله سبحانه وتعالى، وفي نفس الوقت ثقة قوية بالله، هذه الثقة ليست كتلك الثقة التي تحصل لدى الإنسان إذا ما أصبح في حاجة إلى شيء، مريض أو معه مريض أو افتقر إلى حاجة معينة، وهو لا يملك أموالاً فيصبح لديه حالة من الرجوع إلى الله، يدعو الله بإخلاص،

هذه الحالة كانت تحصل تقريباً للمشركين في البحر؛ إذا ما خشوا من الغرق {دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (يونس: من الآية22).

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ملزمة (الثقافة القرآنية)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 4/8/2002م

اليمن – صعدة.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر